رام الله- فلسطين، 05/2 /2019؛ أصدرت دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير الفلسطينية، تقريرها الشهري «شعب تحت الإحتلال»، الذي يرصد الانتهاكات الإسرائيلية، بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته، وقد جاء فيه: «أن الإحتلال الإسرائيلي قتل (11) مواطناً فلسطينّياً، وأصاب (1244) مواطنًا بجروح، واعتقل ما يزيد على (420) مواطناً آخراً؛ خلال كانون ثاني/ يناير المنصرم» في تحدٍ سافر وممنهج من سلطات الاحتلال والمستوطنين لكل الأعراف والمواثيق والشرائع القانونية والإنسانية الدولية.
وفيما يلي أبرز ما جاء في التقرير:
أولاً: انتهاك الحق في الحياة .. استشهاد (11) مواطنا فلسطينّيا، وإصابة (1244) مواطنًا بجروح.
أشار التقرير إلى استمرار قوات الاحتلال ارتكاب جرائم الحرب ضد أبناء شعبنا الفلسطيني الأعزل، فقد قتلت قوات الاحتلال (11) مواطناً فلسطينياً، بينهم (3) أطفال وامرأة، حيث استشهد (5) مواطنين فلسطينيين جراء إطلاق قوات الإحتلال النار باتجاه المتظاهرين المشاركين في مسيرات العودة، في قطاع غزة، كما استشهد (6) مواطنين في الضفة الغربية؛ أعدمتهم قوات الاحتلال بدم بارد، عن طريق إطلاق النار عليهم، بحجة محاولاتهم تنفيذ عمليات طعن ودهس ضد جنود الاحتلال.. في انتهاك صارخ للقوانين والأعراف والمواثيق الدولية، حيث خرقت قوات الاحتلال مبادئ الشرعية الدولية، ضاربة عرض الحائط بمواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والبرتوكول الاختياري الثاني الملحق به، واتفاقيات جنيف لحماية حقوق المدنيين في حالة الحرب. فيما أصيب (1244) مواطناً فلسطينياً بجروح، (244) منهم نتيجة إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحي والمعدني والمطاطي عليهم، وأصيب ما يقارب (1000) مواطن آخر بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، والغاز السام الذي أطلقته قوات الاحتلال على المشاركين في المسيرات السلمية على طول الحدود في قطاع غزة، وكذلك جراء الاعتداء على المواطنين الفلسطينيين بالضرب المبرح أثناء الاحتجاز والمواجهات، وقمع قوات الاحتلال للمواطنين الفلسطينيين في محافظات الضفة الغربية، والمناطق المهددة بالمصادرة لأعمال الاستيطان، وجدار الضم والتوسع، واقتحامات المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية المحتلة.
ثانياً: الأسرى.. معاناة متواصلة - اعتقال ما يزيد على (420) مواطناً.
انتهكت قوات الاحتلال المواثيق الدولية الخاصة بحماية الأسرى والمدنيين وقت الحرب، ومبادئ اتفاقيات جنيف الأربع، حيث اعتقلت قوات الاحتلال مايقارب (420) مواطناً خلال الشهر المنصرم، بينهم العديد من الأطفال. فيما اعتدت وحدات القمع التابعة لسلطات الاحتلال على الأسرى الفلسطينيين في سجن عوفر خلال اقتحامها الوحشي وغير المسبوق لأقسامه وقمعها للأسرى وتفتيشهم مما أدى إلى إصابة (100) أسير بجروح، وأشارت هيئة شؤون الأسرى إلى أن « (180) أسيراً، من بين أكثر من (1650) أسيرًا مريضا لا يتلقون العلاج سوى المسكنات بغض النظر عن طبيعة مرضهم. كما ارتفع عدد الأسرى المصابون بالسرطان إلى أكثر من (16) حالة وغيرهم من الأسرى المصابين بأمراض خطيرة كأمراض الفشل الكلوي، والقلب، وتصلب الشرايين وانسداد الأوعية الدموية، والجلطات، وغيرها من الأمراض التي تنتشر بين الأسرى في سجون الاحتلال وتتطلب علاجاً عاجلاً. وأبعدت سلطات الإحتلال عدداً من المواطنين الفلسطينيين عن المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة؛ وأصدرت عدداً من قرارات الحبس المنزلي على عشرات المواطنين المقدسيين بينهم عدد من حراس المسجد الأقصى، وفرضت غرامات مالية كشروط لإطلاق سراحهم، فيما احتجزت قوات الاحتلال مئات المواطنين الفلسطينيين على الحواجز العسكرية التي أنشأتها بين المدن، وأثناء قيامها بمداهمة منازل المواطنين الفلسطينيين.
ثالثا: الاستيطان.. عنف المستوطنين، وتهويد القدس، و نهب الأرض.
تحدث التقرير عن انتهاك سلطات الاحتلال كل من قرارات مجلس الأمن: (446 لسنة 1979) الذي يؤكد أن الاستيطان ونقل السكان الإسرائيليين للأراضي الفلسطينية غير شرعي، والقرار رقم (452 لسنة 1979) بوقف الاستيطان، حتى في القدس، وبعدم الاعتراف بضمها، والقرار رقم (465 لسنة 1980) الذي دعا إلى تفكيك المستوطنات، حيث تعمل حكومة الاحتلال على تنفيذ خطة لبناء (2500) وحدة استيطانية في مستعمرة «إفرات»، ستؤدي إلى تطويق وخنق مدينة بيت لحم ، وقد تقرر إقامتها على مساحة (1200 دونم) من أراضي المواطنين الفلسطينيين، وافتتحت سلطات الإحتلال الشارع الإستيطاني رقم (4370) في مدينة القدس، والخاص بالفصل بين المواطنين الفلسطينيين والمستوطنين مما يعتبر فصلاً عنصريا، حيث يقسم الشارع جداراً يصل ارتفاعه إلى (8) أمتار، والذي يربط بين مستعمرة «آدم»، بشارع رقم (1) تل أبيب - القدس، وصادقت سلطات الإحتلال على مخطط القطار الهوائي (التلفريك) في البلدة القديمة بمدينة القدس، والذي يربط حي الطور بساحة حائط البراق، وستشمل المرحلة الأولى من المخطط بناء (3) محطات. فيما أدت مجموعة من المستوطنين (طقوساً تلمودية) على أنقاض مستعمرة «ترسلا»، المخلاة، وقامت مجموعة من المستوطنين بنصب خيام وزرعت عدد من الأشجار في قطعة أرض تبلغ مساحتها نحو (6) دونمات من أراضي المواطنين الزراعية التابعة لقرية أم سلمونة، فيما شرعت قطعان المستوطنين بحملة انتهاكات ضد المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم أدت إلى إصابة العديد من المواطنين الفلسطينيين بجروح جراء الاعتداء بالضرب والدهس، واتلاف الكثير من ممتلكاتهم، كما اقتحمت مجموعات من المستوطنين المسجد الأقصى وتحت حماية من عناصر وضباط شرطة الاحتلال، ونفذوا جولات مشبوهة فى باحاته، في ظل تكرار اقتحامه من قبل عضو الكنيست والحاخام المتطرف «يهودا غليك»، وقيامه بطقوس تلمودية، وقد حولت قوات الاحتلال مسجد قبة الصخرة إلى ثكنة عسكرية جراء حصار المواطنين الفلسطينيين وحراس المسجد بسبب تصديهم لأحد عناصر شرطة الاحتلال ومنعه من اقتحام المسجد، وفي ذات السياق أشارت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إلى ارتكاب سلطات الاحتلال أكثر من (100) اعتداء وانتهاك بحق المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي، خلال الشهر المنصرم، حيث تكررت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى أكثر (30) مرة، فيما تزايدت التصريحات التحريضية على المسجد والمرابطين فيه، في ظل تواصل الحفريات اسفل المسجد الأقصى، إضافة إلى منع رفع الأذان (47) وقتا في الحرم الابراهيمي، فيما أصدرت سلطات الاحتلال أمراً بتمديد إغلاق مقر بيت الشرق، وكل من المؤسسات: مركز الدراسات العربية، ومقر الدراسات الإجتماعية والإحصائية، وغرفة التجارة، والمجلس الأعلى للسياحة، ونادي الأسير الفلسطيني في مدينة القدس الشرقية لمدة 6 أشهر، وإغلاق مدرستي خليل السكاكيني للطالبات ومدرسة القدس الإعدادية للبنين في منطقة باب الساهرة بالقدس القديمة، دون ذكر الأسباب.
رابعاً: هدم المنازل والاعتداء على الممتلكات.
تحدث التقرير عن هدم قوات الاحتلال لمنزل عائلة الأسير خليل الجبارين والمتهم بقتل مستوطن، في إطار سياسة العقاب الجماعي الذي تنتهجه سلطات الاحتلال لعقاب عائلات الشهداء والأسرى، كما هدمت قوات الإحتلال وأجبرت على هدم منازل ومنشآت تجارية وبركسات بحجة عدم الترخيص تعود ملكيتها لكل من المواطنين: مجدي فوزي أبو تايه، ومحمد العباسي، وعيسى جعافرة من حي سلوان، وهيثم محمد مصطفى من قرية العيساوية، وخالد المالحي من حي وادي الجوز في مدينة القدس، وحازم المغربي من قرية قلنديا، وإبراهيم أحمد عبد الوهاب ومحمد حسن بدرية من قرية بيت إكسا، وعبد الهادي عبيات من قرية النويعمة شمال مدينة أريحا، وعدنان سليمان أبو خربيش من قرية فصايل، وعزت مكاوي من بلدة علار، ومحمد حسن الضميدي من بلدة حوارة، فيما سلمت قوات الاحتلال إخطاراً بهدم منزل الأسير عاصم البرغوثي من بلدة كوبر، في إطار سياسة العقاب الجماعي الذي تنتهجه سلطات الاحتلال لعقاب عائلات الشهداء والأسرى، كما سلمت إخطارات بهدم ووقف العمل في بناء منازل كل من: راغب محمد الدبابسة وجابر علي الدبابسة بمنطقة خلة الضبع، وصدام النواجعة ومواطنين من عائلة شواهين في قرية الجوايا في مدينة يطا، كما سلمت إخطاراً بهدم مدرسة قرية خلة الضبع الواقعة بين مستعمرات «ماعون ومتسبي يائير وافيجال» شرق يطا، ووزعت طواقم بلدية الاحتلال في القدس، اخطارات بالهدم لمنازل وبنايات سكنية في قرية العيسوية، بحجة البناء دون ترخيص، كما احتلت قوات الإحتلال سطح منزل المواطن شادي سليمان، قرب المدخل الشمالي لبلدة تقوع، وحولته إلى نقطة عسكرية، وأجبرت قوات الإحتلال (14) عائلة على إخلاء مساكنهم في قرية خربة إبزيق في الأغوار الشمالية، بعد أن أخطرتهم في وقت سابق، بحجة القيام بأعمال التدريب في المنطقة.
خامساً: تهديد الممتلكات... وتدمير المحاصيل الزراعية.
ذكر التقرير بأن مجموعات من المستوطنين قد قطعت نحو (30) شجرة زيتون من أراضي المواطنين الزراعية التابعة لبلدة بروقين، وأتلفت (1000) شتلة حرجية معدة للزراعة في أراضي قرية برقة، و(60) شجرة زيتون من أراضي قرية جبع، و(60) شجرة زيتون من أراضي بلدة الشيوخ، و(20) شجرة زيتون من أراضي قرية المغير، و(15) شجرة زيتون في خربة يانون، وعدداً من أشجار الزيتون في بلدة قفين. فيما اعتدت قوات الاحتلال على ممتلكات المواطنين: المواطنة حشمة حمدونه بمصادرة كرفان يستخدم للسكن في قرية امريحة، جنوب بلدة يعبد، ومصادرة مركبة المواطنة ميسر برجه مسالمة أثناء اعتقالها في قرية دير سامت، كما صادرت قوات الإحتلال مركبة خاصة تعود ملكيتها للأسير أمير اشتية في قرية زواتا، ومركبة خاصة تعود ملكيتها للمواطن رأفت فواز ربيع في بلدة أبو ديس، ومركبة تعود ملكيتها للمواطن: خالد معروف يوسف في قرية كوبر، وجراراً زراعياً تعود ملكيته للمواطن: أحمد ذياب أبو خيزران، في منطقة الراس الأحمر في الأغوار الشمالية بحجة العمل في مناطق عسكرية، كذلك صادرت قوات الاحتلال محتويات مخرطة تعود ملكيتها للمواطن أسعد نصر الله من مدينة نابلس، ومبلغ (10000 شيقل) من منزل مواطن من عائلة شلالفة في قرية فصايل، ومبلغ (3200 شيقل) من منزل المواطن عاهد سميرات أثناء اقتحام بلدة سلواد، ومبلغ (50000 شيقل) أثناء اقتحامها لمنزل المواطن: محمود إبراهيم محمود جابر في بلدة بيت أولا، وصادرت أبراج كهرباء كان من المقرر نصبها لنقل التيار الكهربائي من بلدة بيت أولا لتغذي جنوب محافظة الخليل بالكهرباء، بحجة عدم الحصول على موافقة قوات الإحتلال، والعمل في المنطقة المصنفة (C) الخاضعة لسيطرته.
سادساً : صحافة ... منع نقل الحقائق.
تحدث التقرير عن استمرار سلطات الاحتلال في سياسة منع نقل الحقائق التي يغطيها الصحافيون في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وانتهاك قرار مجلس الأمن (2015؛ 2222) بشأن حماية الصحافيين والعاملين في وسائط الإعلام والأفراد المرتبطين بها في النزاعات المسلحة، حيث أصيب الصحافي بكر عبد الحق برصاصة مطاطية في الساق جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليه أثناء تغطيته لاقتحام قوات الاحتلال وقمع المواطنين الفلسطينيين في مدينة نابلس، وأصيب الصحافي هيثم الخطيب أثناء تغطيته لقمع قوات الاحتلال للمواطنين الفلسطينيين أثناء اقتحام قرية بلعا، كما أصيب كل من الصحافيين: أحمد الحلبي، وريم أبو عمر، ومعين الضبة، أثناء تغطيتهم لقمع قوات الاحتلال لفعاليات مسيرات العودة في قطاع غزة، فيما اعتقلت قوات الإحتلال الصحافي فراس الدبس، مسؤول ملف الإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية بمدينة القدس، واحتجزت الصحافي علي ياسين مصور تلفزيون فلسطين، كما استدعت سلطات الاحتلال واحتجزت كل من الصحافيين: محمد العاروري، وفراس الدبس، ومحمد التركمان، وسعيد ركن، وخالد صبارنة، ومعتصم سقف الحيط، وعماد جبريل.