الرئيسية / منوعات / صحة
دراسة: خلل بكتيري قد يسبب الإصابة بالاكتئاب
تاريخ النشر: الأربعاء 20/02/2019 10:13
دراسة: خلل بكتيري قد يسبب الإصابة بالاكتئاب
دراسة: خلل بكتيري قد يسبب الإصابة بالاكتئاب

كشفت دراسة أجراها فريق من الباحثين بعدد من الجامعات والمراكز في بلجيكا وهولندا عن وجود تأثير إيجابي لنوعين من البكتيريا المعوية على الحالة النفسية للإنسان، وأنّهما تؤدّيان دورًا بارزًا في ما يسمى "جودة الحياة النفسية"، حيث أثبتت الدراسة غياب هذين النوعين لدى المصابين بالاكتئاب.

وربطت الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر ميكروبيولوجي" العلمية، بين نوعين من البكتيريا وتقليل احتمالات حدوث خلل في حمض "جابا" (GABA)، والذي يقود أي خلل فيه إلى الإصابة بالاكتئاب؛ حيث قاموا بالوصول للنتائج بالاعتماد على تحليل التباين الموجود في بكتيريا الجهاز الهضمي وعلاقته بمؤشرات جودة الحياة وحالات الاكتئاب المرضية التي تم تشخيصها بواسطة الأطباء، بعينة بحث ضمت 1054 مشاركًا؛ وقد أثبت الباحثون صحة ما توصلوا إليه من نتائج عبر مقارنتها ببيانات تخصّ 1063 هولنديًّا ممن أبلغوا عن إصابتهم باضطرابات الاكتئاب.

وتؤكّد الدراسة الحديثة أن ثمة تأثيرًا متبادلًا بين ميكروبات الأمعاء البشرية والنظام العصبي المركزي، إذ يؤثر ميكروبيوم الأمعاء على العمليات العصبية في الدماغ، ما ينجم عنه تأثير في السلوك المرتبط بكيمياء المخ، إذ يحيط الدماغ غشاء انتقائي النفاذية، بحيث يسمح بمرور بعض المواد عبره إلى الدماغ، وهناك مجموعة من الأحماض التي تنتج عن عملية التمثيل الغذائي للميكروبيوم، والتي وظّفها الباحثون في الدراسة الحالية لتفسير نتائج الدراسة.

فهذه الأحماض تؤدي دورًا مهمًّا في تنظيم إفراز الهرمونات في الدماغ، من ضمنها هرمون السيروتونين الملقّب بهرمون السعادة، والذي يؤدي إفرازه إلى الشعور بالطمأنينة النفسية والسعادة والبعد عن القلق، ويتسبب حدوث أي خلل في مستواه في الشعور بالتعب والحزن، كما تعتمد عليه مضادّات الاكتئاب بشكل أساسي.

وبالتالي، فإن حدوث أي خلل في عملية التمثيل الغذائي للميكروبيوم قد يؤدي إلى خلل في إفراز الهرمونات، ما قد ينجم عنه الإصابة بالأمراض النفسية العصبية.

وتتزايد أهمية النتائج التي توصل إليها الباحثون في ظل التحذيرات الدولية من أن يصبح الاكتئاب العامل الأول للعجز على صعيد سكان العالم بحلول 2020، وهو الأمر الذي يزداد حدةً في منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص؛ إذ تتزايد أعداد المصابين بالعديد من المشكلات النفسية، مثل الاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة، واضطراب السلوك عند الأطفال، والقلق المرضي الذي قد يصل إلى حد الانتحار في ظل تنامي النزاعات والحروب بتلك المنطقة بصورة بلغت حد معاناة 3 ملايين عراقي من الأمراض النفسية في عام 2015، وفق تقديرات المفوضية العالمية لشؤون اللاجئين. 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017