نادي الأسير- رام الله: عقدت الهيئة العامة لجمعية نادي الأسير الفلسطيني، اليوم السبت، في مدينة رام الله مؤتمرها السادس تحت رعاية سيادة الرئيس محمود عباس والذي جاء بعنوان "دورة عمداء أسرى فلسطين".
وانتخبت الهيئة العامة للجمعية، مجلس إدارتها وبالإجماع على أن يكون رئيسها قدورة فارس؛ وعضوية كل من: عبد الله الزغاري، أمجد النجار، رائد أبو الحمص، راغب أبو داياك، زهرة قرعوش، محمود صوافطة، ناصر قوس، باسل حمدان، مؤيد شعبان، منير منصور، فيصل شريم، وناصر شلون.
وجرت العملية الانتخابية بعد قراءة التقريرين المالي والإداري للجمعية وأخذ التوصيات من أعضاء الهيئة العامة، حيث تم ذلك بمشاركة ممثلين عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د. واصل أبو يوسف، واللجنة المركزية لحركة فتح محمد المدني، وعدد من أعضاء المجلس الثوري ومن أمناء سر الأقاليم لحركة فتح، وبحضور ممثلين عن القوى الوطنية وذوي الأسرى.
وتلا الجلسة الافتتاحية تكريم والدة الأسرى أم يوسف أبو حميد وهي أم لخمسة من الأسرى الذين يقضون أحكاماً بالسّجن المؤبد وآخر في الاعتقال الإداري وهي كذلك والدة الشهيد عبد المنعم أبو حميد، إضافة إلى عائلة الأسيرة سهير البرغوثي وهي زوجة الأسير عمر البرغوثي ووالدة الأسير عاصم والشهيد صالح، كما جرى تكريم للمحررة حليمة ارميلات التي عملت أكثر من (25) عاماً في نادي الأسير، إضافة إلى تكريم عيسى قراقع أحد مؤسسي جمعية نادي الأسير.
وقال محمد الحوارني عضو المجلس الثوري في كلمته عن حركة فتح: "إن نادي الأسير غير أنه ضمير الوطن بل هو نادي الأنقياء أولئك الذين خدموا الوطن عن طيب خاطر ودون حساب، ومثلوا شخصية فلسطين، وطن شامخ بأهله ونسائه ورجاله، هذا الجو الذي يخلقه أسماء الأسيرات والأسرى هو الذي يحقق الدافع.
وأضاف: "سنكون دائماً أوفياء للجهد والعمل، الذي نقل موضوع الأسرى من مكان إلى مكان آخر، ولأننا جماعة لا يمكن لأحد أن يصنع التاريخ إلا جماعة ويقولون أنه لوحدك تذهب أسرع، ولكن مع الجماعة تصل أبعد."
من جانبه أكد واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن الحضور النوعي لمناضلي شعبنا الفلسطيني الذين قدموا أغلى ما يملكون، من شهداء وأسرى، وأسرى محررين وأهالي شهداء في هذا المؤتمر بهذا الحضور السياسي والنوعي، له أهمية في ظل ما تتعرض له القضية الفلسطينية من محاولات للتصفية، وفي المقدمة المساس بحقوق عائلات الشهداء والأسرى.
مضيفاً: "لذلك كان الاجماع الوطني قبل أيام في اجتماع القيادة الفلسطينية، بأنه لو كان هناك قرش واحد سيتم دفعه لعائلات الشهداء والأسرى، لن نرضخ لابتزاز حكومة الاحتلال التي تحاول قطع أموال الضرائب التي تدفع لتلك العائلات."
متابعاً: "لذلك تم التعبير عن هذا الأمر بأنه يحتل أولوية في سياق وضعنا الداخلي، ونحن نعتقد أن سياسات العدوان ومحاولة كسر إرادة التحدي لهؤلاء الأبطال الرازحين في زنازين الاحتلال، الذين خطوا صموداً أسطورياً أمام الاحتلال، وعلى رأسهم الأسرى القدامى".
وفي كلمته التمثيلية عن الأسرى من الأراضي المحتلة عام 1948، قال الأسير المحرر أبو علي منصور، "إننا في الداخل المحتل نعتزّ بهويتنا العربية الفلسطينية، ونعتزّ بمشاركتنا مع الحركة الوطنية الفلسطينية، نحن جزء أصيل وحي وفاعل مع الحركة الوطنية، ولطالما شاركنا في كل الفعاليات والنشاطات الداعمة للأسرى، لكن مع كل هذا التفاؤل والأمل نشعر بالحزن على هؤلاء الذين تركناهم تتعفّن أجسادهم داخل أقبية السجن، هؤلاء الذين تلفّهم عتمة السجن، هم أكثرنا بهاء وأكثرنا جدارة بالحرية والحياة".
أما قدورة فارس رئيس نادي الأسير قال: "في المؤتمر السادس نودّ أن نكرّس مجموعة من المفاهيم في الحركة الوطنية الأسيرة، وتوجّه بالتحية لأهلنا في بيت المقدس، الذين سجّلوا في الفترة الأخيرة انتصارات حقيقية أمام دولة الاحتلال، لا سيما لمدير نادي الأسير في القدس ناصر قوس، والذي اعتقلته قوات الاحتلال فجر اليوم.
وأضاف إننا في مواجهة العدو الصهيوني الذي يسعى لسرقة مخصصات الشهداء والأسرى، معبّراً عن تقديره لموقف منظمة التحرير الفلسطينية وموقف الرئيس محمود عباس الثابت والواضح تجاه هذه السّياسة.
وأشار إلى أن نادي الأسير سينخرط بعد هذا المؤتمر في ورشة عمل مع كافة الأسرى المحررين لاعتماد استراتيجية عمل جديدة تقوم على بناء جسم أوسع يشكّل تجمعاً وطنياً للأسرى المحررين من كافة الفصائل ليكون سنداً لمنظمة التحرير.
بدوره استذكر عيسى قراقع بدايات تأسيس الجمعية وقال :"إن جمعية نادي الأسير سجلت سطورها وهواجسها وأحلامها داخل السجن، وكان هناك تحدٍ كيف ينطبق الحلم على الواقع، وانتصر الحلم بفعل المناضلين، هذه المؤسسة أصبحت عنواناً وطنياً وإنسانياً لأمهات وعائلات الأسرى وللأسرى المحررين بجهود يصعب حصرها؛ شارك في تأسيسها شهداء وأسرى، وهذا المؤتمر مختلف فهو بمثابة انطلاقه جديدة في حياة المؤسسة، ومعركة جديدة ضد سياسة تجريم النضال وقرصنة الاحتلال."
وتابع قراقع:" في عام 1993م، وبعد حوالي شهرين من انطلاق جمعية نادي الأسير أرسل قدورة فارس رسالة من سجن جنيد قال فيها: ليس المهم من يكون رئيس لنادي الأسير بل المهم أن يولي هذا الرئيس جل اهتمامه على تحقيق أفضل قدر من النجاح، وتحقيق الاستمرارية له وعدم خضوعه لاملاءات أي أحد."