اختتم برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان، بالشراكة مع مسرح الرويال كورت في لندن، والمجلس الثقافي البريطاني في رام الله، مؤخراً، تدريبات المرحلة الثانية من ورشة الكتابة الجديدة للمسرح في فلسطين، التي استمرت ستة أيام في بيت ضيافة بيت إبراهيم في بيت جالا.
وتأتي هذه الورشة استكمالاً للبرنامج الذي تم تنظيمه على مرحلتين؛ كانت أولاهما في تموز 2018.
وجرى العمل خلالها على النصوص التي قام المشاركون بتطويرها بعد مشاركتهم في المرحلة الأولى من الورشة، وإعطائهم فترة ستة أشهر للعمل عليها بإشراف داليا طه أحد المدربين.
وبذلك يكون على كل من المشاركين بعد برنامج التدريب تسليم المسودة الجديدة للنص المسرحي في غضون ثلاثة أشهر.
وأشرف على هذه المرحلة من التدريب كل من الكاتبتين المسرحيتين إيمّا كراو (Emma Crowe) وداليا طه، إلى جانب المخرجة لوسي موريسون (Lucy Morrison).
وقالت موريسون عن الورشة "إن ما ميز هذه المرحلة هو أنها تتكوّن من ستة كتّاب مسرحيين شغوفين بالعمل، وبذلك قمنا جميعاً بالتفكير سوياً، ومحاولة اكتشاف إمكانيات العمل على تكوين المسرحيات بشكل تقني، من خلال توظيف كافة الأدوات التي يمكن استخدامها في المساحة، وذلك بناءً على التدريبات التي كانت تتم صباحاً بين الكتابة والنقاشات، وعمل فردي في المساء".
وحول تأثر الكتاب بتجربة الكتابة الجماعية قالت موريسون: "إن العمل الجماعي مكّن الكتاب من اكتشاف أسئلة غابت عن ذهنهم في المرحلة الأولى، وفهموا أن هناك فجوة بين النص الذي يخرج على الورق في النسخة الأولى، وما يحاولون طرحه وتجسيده في نصوصهم".
وفي إطار تعقيبه على الورشة، قال محمود أبو هشهش، مدير برنامج الثقافة والفنون "إن هذه الورشة تراكم على التدخلات التي قام بها البرنامج من قبل بهدف رفد المشهد الثقافي في فلسطين بكتابة مسرحية محلية ومعاصرة".
وأضاف أبو هشهش: "مرت هذه التدخلات بأطوار كثيرة ابتداءً من استحداث جائزة للكتابة المسرحية ضمن مسابقة جائزة الكاتب الشاب في دوراتها الأولى، مروراً بشراكة البرنامج مع المسرح الملكي الفلامنكي وتكريس نسخة من المدرسة الصيفية للفنون الأدائية (PASS) حول الكتابة المسرحية، وانتهاء بشراكته الحالية لتنظيم هذه الورشة. ونحن نتتبع النتائج المهمة لكل هذه التدخلات".
بدوره، قال المشارك غسان نداف من رام الله: "لقد كان للمشاركين في هذه الورشة دور لا يقل عن المدربين، فهم جمهورك الصغير الذي عبر قراءاته وأسئلته تتشكل في النص إضافات نوعية، وهنا تبرز خصوصية الورشة الثانية. ففي النهاية، عملية الكتابة هي مرحلة طويلة من الخلق، تعلمنا في الورشة أنها لربما تحتاج إلى جهد وجلد أكبر، إضافة إلى الجرأة، لتحمل النصوص قسطاً أكبر من الحياة".
أما الممثل المسرحي والسينمائي صالح بكري من الجليل الأعلى، فقال: "جاءت الورشة الثانية تطويراً على ما كتبناه في الورشة الأولى، بالاعتماد على موهبة المدربين وخبرتهم في المسرح والدراما، واطلاعهم عن قرب على المسرح العالمي والمحلي، إضافة إلى أسئلة وملاحظات المشاركين".
"وكان اللقاء الجماعي ملهماً ومشجعاً، فكان الجميع يفكر معك بجدية للوصول بك إلى مكان أفضل في الكتابة، وعبر النقاش تتفتح عيونك على زوايا نظر مختلفة للنص، قادرة على أن تثريك وتلهمك، ولتتعلم يجب أن تصغي"، يتابع بكري
وأضاف: "ما زلنا في مرحلة الكتابة، وهي مرحلة طويلة وغير بسيطة، وبخاصة كتابة الحوار، وعلى الرغم من أن ستة أيام من التدريب لم تكن مدة طويلة، ولكنني أستطيع القول إننا قد امتلكنا المعلومات والأساليب للكتابة المسرحية بقدر كافٍ، لنبدأ بالمسودة الثانية".
وأعربت سعاد شواهنة من جنين، التي عملت ككاتبة قصة قصيرة ونقد أدبي: "إن اهتمامي بالنص دفعني إلى المشاركة في الورشة، على الرغم من أنني لم أكن أمتلك أي تصور حول هيكلية بناء النص المسرحي، ما أثار فضولي للتعرف على هذا العالم. كما أن هذا التدريب كان قادراً على المساهمة في تطور الأنا الخاصة بي، وذلك لأثره في طريقة التعبير.
وأضافت: "يختلف المسرح عن القصة، ففي المسرح هناك جمهور سيشاهد، ويجب مراعاته، والانتباه للرسالة التي تحاول قولها، لأن التفاعل مع النص يتم بشكل مباشر على المسرح".
يذكر أن ورشة الكتابة المسرحية تنظم بالشراكة بين مؤسسة عبد المحسن القطان، والمجلس الثقافي البريطاني، ومسرح الرويال كورت، بهدف تمكن المشاركين من المعرفة والأدوات الضرورية للكتابة المسرحية المعاصرة، عن طريق العمل في إطار جلسات جماعية وأخرى فردية، تحمل النقد والتجسيد. وقد تم تصميم برنامج التدريب ليلائم احتياجات كل كاتب في استكشاف اهتماماته الفردية.