الرئيسية / الأخبار / أسرى الحرية
حلّ التنظيم داخل سجون الاحتلال.. تصعيد لمواجهة صلف السجان
تاريخ النشر: السبت 02/03/2019 12:54
حلّ التنظيم داخل سجون الاحتلال.. تصعيد لمواجهة صلف السجان
حلّ التنظيم داخل سجون الاحتلال.. تصعيد لمواجهة صلف السجان

علنت فصائل الحركة الفلسطينية الأسيرة في سجون الاحتلال (حماس، فتح، الجهاد الإسلامي، الجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية) عن حل تنظيماتها المشكّلة لجسم الحركة الأسيرة في تعاملها مع إدارة مصلحة السجون.

هذه الخطوة التصعيدية الخطيرة من قبل الأسرى يتم استخدامها في مرحلة كسر العظم في علاقتهم معها، وخاصة بعد تغول تلك الإدارة ضد الأسرى والاعتداء عليهم وسحب منجزاتهم.

لماذا حل التنظيم؟

في حوار خاص مع أقدم الأسرى المحررين الفلسطينيين القيادي في حماس الشيخ محمد أبو طير والذي أمضى في سجون الاحتلال نحو 35 عاما قال:

حل التنظيم يعني فتح الأبواب لسياسة مواجهة دموية ما بين الأسرى وإدارة مصلحة السجون واستفار يومي، وتخلي الاسرى كتنظيمات عن مسؤولياتهم اليومية التي تنظم الحياة بينهم وبين الإدارة، ففي الظروف العادية كانت التنظيمات هي التي تشرف على حياة الأسرى اليومية باتفاق (جنتلمان) بينها وبين إدارة السجن، بحيث تكون التنظيمات هي المسؤولة عن ترتب وتنظيم وأعداد الأسرى في الجوانب التالية:

- ترتيب العدد اليومي صباحا وظهراً ومساء.

- تحضير الأسرى للخروج للمحاكم والبوسطات.

- تحضير قوائم الأسرى للخروج للعيادات والمستشفيات.

- تجهيز قوائم المرضى لاستلام دوائهم اليومي.

- تجهيز قوائم الأسرى لزيارات الأهل والمحامي.

- توزيع الطعام والمواد الغذائية ومواد التنظيف على غرف الأسرى.

- القيام بتنظيف الأقسام وإخراج النفايات يوميا خارج السجن.

- جمع ملابس الأسرى في حاويات ونقلها للمغسلة العامة وإعادتها للأسرى.

- الإشراف على المكتبة والكانتينا.

حياة منظمة

وأضاف الشيخ أبو طير: لقد بات من المسلّمات في الحياة الاعتقالية أن كل تنظيم يفرز موجها له بالانتخاب وتكون مهمته الاتصال بإدارة المعتقل وتحقيق مطالب الأسرى، ولا يجوز لأي أسير أن يتصل مع إدارة المعتقل منفردا ولا أن يتحدث مع أي سجان، فحديثه ومتطلباته تكون من خلال موجه التنظيم، وإذا خرج عن ذلك وقام بالاتصال مع إدارة المعتقل منفردا فإنه يتهم بالعمالة مع إدارة مصلحة السجون وعندها يقوم تنظيمه إما بمعاقبته سرا داخل غرف الأقسام أو طرده وإخراجه من السجن بالقوة.. وهؤلاء الموجهين تسمح لهم الإدارة بالتنقل بين الأقسام حيث يجتمعون مع بعضهم البعض كموجهين تنظيمات ويقومون بانتخاب موجه واحد لكل الفصائل يسمى (موجه عام السجن) يتحدث مع الإدارة الاحتلالية باسم الجميع.

أما داخل الاقسام فتنتخب التنظيمات شاويش دوري ومساعد له للقيام بجميع المهام السابقة وترتيب من هو مسؤول عنها كالمعتاد، فهو الذي ينظم الدخول والخروج الى القسم بحضور السجان الذي يملك المفاتيح والأقفال ضمن نظام متفق عليه ينظم حياتهم، فالمعتقل او السجن مكون من العديد من الأقسام يحتضن القسم نحو 120 اسيرا موزعين على 12 غرفة، وبدون هذه العلاقة المنتظمة بين إدارة مصلحة السجون والأسرى لا تستقيم الحياة الاعتقالية.

نحو المواجهة

وفي حالة التصعيد مع الإدارة الاحتلالية يعلن الأسرى حل تنظيماتهم في العلاقة مع الإدارة ويتخلون عن مسؤولياتهم سالفة الذكر ويتركون كل ذلك للإدارة لتتعامل مع الأسرى كل بمفرده! وهذا يعني نقل الحالة من علاقة منظمة بوجود التنظيم إلى حالة انفلات داخل المعتقل وهذه تعتبر حركة نضالية متقدمة في الصراع مع الاحتلال داخل السجون.

من جانبه اعتبر الأسير المحرر عبد العليم دعنا 66 عاما القيادي في الجبهة الشعبية والذي أمضى في سجون الاحتلال نحو 25 عاما: أن خطوة حل التنظيم تعتبر خطوة مرهقة جدًا للاحتلال، وكذلك ترفع حالة التأهب والحذر لدى إدارة السجون وتصبح تلك الإدارة ملزمة بتوزيع الطعام على الأسرى بشكل منفرد غرفة غرفة وأسيرا أسيرا، وعند العدد تقوم هي بإيقاظهم من نومهم واحدا واحدا وكذا الحال عند الخروج الى المحاكم والبوسطات، هذا بالإضافة إلى أن الإدارة تصبح مضطرة لجمع القمامة من الغرف وإخراجها من الأقسام.

خطوة نضالية حاسمة

وأضاف المحرر دعنا: هذه الخطوة لا تعني عدم وجود تنظيم داخلي لإدارة الأسرى وأمورهم داخليًا، فالتنظيم بين الأسرى قائم وهو درعهم الحامي وله قيادته ورئيسه وهو الذي يوجه تعليماته للأسرى ويلزمهم ماذا يفعلون.. لكن التنظيم في العلاقة مع الإدارة الاحتلالية منحل ولا وجود له.

وحول آثار خطوة حل التنظيم وانعكاساتها قال الأسير المحرر علي حسان 55 عاما والذي أمضى في سجون الاحتلال نحو 14 عاما وهو من الجهاد الإسلامي: عند حل التنظيم مع الإدارة تفرض إدارة المعتقل عقوبات على الأسرى وتقوم هي أيضا بالتصعيد فتقوم بإغلاق الأقسام ومنع الزيارات والخروج للساحات، للضغط على الأسرى ونقل قياداتهم واحيانا نقل اقسام بكاملها وفرض عقوبات مالية عليهم، وسحب الأجهزة الكهربائية، التلفزيونات والبرادات وبلاطات التسخين، والكثير من الأدوات، كما تستدعي إدارة مصلحة السجون المزيد من قوات القمع لأن السجانين يصبحون في غير أمان ويكونون معرضين للطعن والاعتداء عليهم من قبل الأسرى كل لحظة.

هذه وسيلة نضالية تضع السجن والسجانين في حالة إرباك على مدار الساعة فلا ينامون الليل وتلغى إجازات المدراء والسجانين ويصبح السجن وكأنه في حالة حرب مما يفرض على إدارة مصلحة السجون العودة للحوار مع الأسرى والرضوخ إلى مطالبهم ولا يذهب إليها الأسرى إلا في حالات الضنك العسيرة التي يضيق عليهم الاحتلال فيها، فيضطرون إلى تكسير مجاديفهم وحرق سفنهم والذهاب للمواجهة. 

حرية نيوز

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017