تعدّ متلازمة "التّعب المزمن" إحدى الأمراض المحيّرة، ولغزًا طبّيًّا، وتعتبره منظمة الصحة العالمية مرضًا عصبيًّا خطيرًا، ففي الوقت الذي تؤثّر فيه المتلازمة على ما لا يقل عن مليون أميركي، ما زالت أسبابها غير واضحة، ولم يتمّ التّوصّل إلى علاج ناجع لها حتّى الآن.
وأبرز أعراضها التعب الشديد، ومشاكل النّوم، وآلام العضلات أو المفاصل، والصداع، وبعض المشاكل في التفكير أو الذاكرة أو التركيز.
ولم تعرف أسباب هذه المتلازمة حتّى الآن، وكانت هناك عدّة ترجيحات بينها الالتهابات الفيروسية كالحمّى الغذائية، والالتهابات البكتيرية مثل الالتهاب الرئوي، بالإضافة لنظريّات ترجح أن يكون سببها مشاكل في الصحة العقلية مثل الإجهاد والاكتئاب والصدمة العاطفية.
ففي كثير من الأحيان، توصم متلازمة "التعب المزمن" أو "الإرهاق المزمن" بأنّها "مرض عقلي" ويوصف المرضى الذين يعانون منها بالعصابيين أو المكتئبين أو المصابين بوسواس المرض.
ويمكن أن تصيب متلازمة التعب المزمن أي شخص، بما في ذلك الأطفال، وهي أكثر شيوعًا بين النساء، وتظهر عادة بين منتصف العشرينيات ومنتصف الأربعينيات من العمر؛ ويمكن أن تتفاوت شدة أعراض المتلازمة من يوم لآخر، أو حتى خلال اليوم نفسه.
وفي حال الشعور بالأعراض المذكورة أعلاه، خاصّةً مع تزامنها معًا، يجب التّوجّه ومراجعة الطّبيب لفحص ما إذا كانت الأعراض ناتجة عن الإصابة بالمتلازمة أم لأسباب صحّيّة أخرى، من أجل ملاءمة العلاج المناسب للمريض، والذي يهدف لتخفيف الأعراض في حال الإصابة بالمتلازمة، ويشمل العلاج السلوكي المعرفي النفسي، وأدوية للسيطرة على الألم ومشاكل النوم والغثيان.