يعد مرض شعيرة العين من الالتهابات القيحية المؤلمة التي تصيب حافة الجفن أو بطانته الداخلية. وفي حالات ما قد يكون مؤشرا على الإصابة بمرض خطير.
وعلى اختلاف تسمياته بين الشعيرة والجدْجد والشعيرة وشحاذ العين أو الجليجل، يبقى من الالتهابات المؤلمة والمزعجة التي تصيب طرف الجفن. ويبدأ الأمر بالشعور بحكة في الجفن ليتحول الأمر إلى حرقة مزعجة.
وبحسب الأطباء، التهاب يصيب الغدد الذهنية الموجودة على طرف الجفنين مما يؤدي إلى ظهور نتوء أحمر وانتفاخ ظاهر بالعين. وهناك نوعان من شحاذ العين، أولهما يصيب منطقة داخل الجفن (حبة الشعير الداخلية) والثاني خارجي على حافة الجفن.
ويعزو الأطباء الإصابة بهذا الدمل في المقام الأول إلى إصابة الغدد الذهنية والعرقية بالعدوى البكتيرية بـ "المكورات العنقودية الذهبية" مثلا التي يمكن أن تنتج عن لمس الأشياء في محيط العمل أو المدرسة أو الحافلة والقطار، أو استخدام المناشف المشتركة لأشخاص مصابين بشحاذ العين. كما تتسبب "المكورات العقدية" بهذا المرض لكنها أقل شيوعا.
وقد يكون من أسبابها أيضا توقف الغدد الذهنية على طرف جفن عن إفراز محتوياتها. وعلى الرغم من أن هذا المريض يصيب حديثي الولادة في الغالب فإنه يمكن أن يصيب جميع الأعمار على حد سواء. ومن الأسباب الأخرى للإصابة به سوء التغذية وقلة النوم وعدم نظافة الجسم.
ومن حيث المبدأ، فإن شعيرة العين ليست سوى دمل صغير أي التهاب قيحي. وعادة ما ينفتح هذا الدمل تلقائيا ليخرج القيح المتراكم. وهنا تبدأ عملية الشفاء عادة دون عواقب. لذلك يكون العلاج بالعقاقير غير ضروري. لكن يمكن لقطرات أو مراهم العين المحتوية على المضادات الحيوية أن تمنع البكتيريا من الانتقال إلى أماكن أخرى.
مرض خطير
بيد أن الأمر يصبح خطيرا ما إن ينتشر الالتهاب إلى أماكن أخرى، إذ يمكن أن يصيب ملتحمة العين أو العين نفسها، وفي حالات أخرى تجويف العين بأكمله.
وفي حالة شعيرة العين الداخلية تزداد احتمالات انتقال العدوى بشكل كبير. وإذا ما صاحب هذا الالتهاب أعراض مثل الحمى والصداع وانتفاخ الغدد الليمفاوية، فيجب استشارة الطبيب مباشرة لاسيما أن تكرار الإصابة بهذا المرض قد يكون مؤشرا على مرض أخطر كالسكري على سبيل المثال بحسب خبراء الصحة.
الوقاية ضرورية
لكن قبل اللجوء إلى أي علاج للتخلص من شعيرة العين فإن القاعدة الأولى هي عدم لمس الجفن مهما كان الشعور بالحرقة والحكة كبيرا، فلمسها لا يزيد الأمر إلا سوءا، إذ يعمل لمس هذا الدمل وحكه على نقل المزيد من البكتيريا إلى المنطقة المصابة ما يزيد من حدة التهابها.
وغالبا ما يصاب الأطفال بشكل خاص بهذا النوع من الالتهاب، لذلك يجب على الوالدين التأكد باستمرار من أنهم يغسلون أيديهم بالصابون عدة مرات يوميا، فاللعب بالحديقة وحفرة الرمل يجعل أيديهم متسخة بسرعة مما يزيد من خطر الإصابة. وإذا كان أحد أفراد الأسرة يعاني من شعيرة العين، فعلى الأقل يجب على المصاب استخدام منشفة خاصة به حتى لا تنتقل البكتيريا.