افتتح في مركز رشاد الشوا في غزة مؤخرًا معرضًا للكتاب ضم نحو 20 ألف عنوان، وذلك بعد انقطاعٍ دام خمس سنوات.
وشارك في المعرض الذي نظمته وزارة الثقافة وبلدية غزة 10 دور نشر ومكتبات محلية وعربية-بالوكالة-، ويستمر لأسبوع.
وكان معرضٌ مماثل أقيم قبل الحرب على غزة صيف 2014، حيث شاركت عشراتٍ من دور النشر العربية التي عرضت مئات الآلاف من الكتب آنذاك.
منسق المعرض محمد الكحلوت قال إن رسالة المعرض تهدف لإثبات أن الشعب الفلسطيني وخصوصًا في غزة يحب الحياة وقادر على الإبداع رغم الحصار والتضييق والمعاناة".
المعرض الذي حمل عنوان "غزة هاشم للكتاب" ضم فقراتٍ فنية وثقافية ومطارحات شعرية، وأهازيج فلسطينية ومسابقات، وندوات لذوي الاحتياجات الخاصة وحاجتهم للثقافة.
وبحسب الكحلوت؛ فإن دور النشر المشاركة تقدم تخفيضات ملحوظة على أسعار الكتب المعروضة، مقارنةً بأسعارها الحقيقية على أرفف المكتبات التجارية.
وكالة "صفا" التقت الزائر عبد الوهاب شلبي، الذي قال إن هذا المعرض كان يجب أن يكون سنويًا، خصوصًا أنني تمكنت من شراء كتب بسعر 10 شواكل، على الرغم أنها تباع بضعف ذلك خارج المعرض".
أما رغد فروانة، فتقول إن المعرض افتقر لبعض العناوين التي سعت لاقتنائها على مدار الأشهر الماضية.
ويرى الكاتب والأديب القصصي غريب عسقلاني أن "تنظيم معارض للكتاب في أي دولة هو دليل حضاري مهم ودرع ثقافي حصين لأي شعب أينما تواجد".
ويقول: "ننظر إلى المعرض كبادرة جيدة في ظل الحصار المفروض علينا الذي لم يمكّن شعبنا من الإعداد الكامل له، ولكن رغبة الجمهور المحلي بالثقافة والتزود بالمعرفة كان حافزًا لإقامته ولو كان بشكل محلّي.
ويلفت العسقلاني إلى أن المعارض المكتبية تجذب وفودًا عربية وأجنبية وتقيم ندوات ومؤتمرات؛ "ولكن الظرف الفلسطيني مكبل بالكثير من القيود".
وكيل وزارة الثقافة أنور البرعاوي قال إن المعرض يمثل شكلًا من أشكال تحدي الحصار المفروض منذ 12 سنة، والذي يُعد الحصار الثقافي أخطر أشكاله"، لافتًا إلى أن الاحتلال يسعى لتغييب قطاع غزة ومثقفيه ومبدعيه عن المشهد الثقافي والحضاري العالمي.
ويمثل اقتناء الكتب بالنسبة للسكان في قطاع غزة الذين تجاوز عددهم مليوني نسمة، تحدٍّ ليس هيّنًا، في الوقت الذي يُعاني نصفهم من البطالة، وفق تقريرٍ للبنك الدولي أصدره اليوم.
ووفقًا لتلك النسبة المئوية الهائلة التي سجلها التقرير الدولي؛ فإن وجود نحو خمس مكتبات عامة في غزة قد تكون الحل الأمثل لمن تبقوا من هواة القراءة والاستعارة في غزة، فيما تنتشر ما يقرب 20-25 مكتبة تجارية رئيسية في القطاع، يُعاني مالكوها من قلة الحركة التجارية بسبب الظروف الاقتصادية السيئة.