الضفة الغربية:
لا يزال الأسير أنس سعد عواد يقبع معزولاً عن العالم في زنزانة انفرادية داخل سجن بئر السبع، بصحبة جراحه التي أصيب بها بعد الاعتداء عليه في أحداث سجن النقب الصحراوي الشهر الماضي.
يبلغ الأسير عواد من العمر (32 عاما)، وهو من سكان بلدة عورتا جنوب شرق مدينة نابلس، كما يعمل مدرسا بمدرسة قبلان الأساسية، وخضع خلال اعتقاله لمزاج الاحتلال تحت مسمى الاعتقال الإداري، فتم تغيبه عن عائلته ووظيفته عاما كاملا، وذلك ضريبة لتميّزه في عمله وأداء رسالته التعليمية.
اعتقل المدرس عواد في 28/3/2018، وجرى تحويله للاعتقال الإداري لمدة ستة شهور، بناء على ملف سري تدّعي فيه النيابة العسكرية أنه يشكل خطرا على أمن دولة الاحتلال ومواطنيها، وبعد قضائه الستة شهور الأولى تم تجديد اعتقاله لستة شهور أخرى، وبقيت عائلته على أمل اللقاء به مترقبة الإفراج عنه في تاريخ 28/3/2019، إلا أن أحداث سجن النقب خلال الشهر الماضي حالت دون تحقق آمالهم، إذ واصل الاحتلال احتجاز عواد لفترة أخرى.
وذكر سعد عواد والد الأسير أنس، أنهم كانوا على ترقب للحظة الإفراج عنه، إلا أنهم تفاجأوا باندلاع توترات شهدها سجن النقب قبيل موعد الإفراج عنه بأيام تحديدا بتاريخ 25/3/2019، والتي أعقابها اتهام الاحتلال لابنه بمحاولة طعن أحد السجانين.
وتساءل المربي سعد عواد "كيف لإنسان ينتظر لحظة الإفراج عنه بعد اعتقال لمدة عام أن يقوم بالطعن؟"، مؤكدا أن هناك الكثير من الشواهد التي تدل على أن ما جرى هو مخطط مدبر من الاحتلال لمواصلة اعتقال ابنه.
وأضاف بقوله "زملاء ابني في السجن والذين أفرج عنهم مؤخرا، أكدوا لي أن السجانين جاؤوا إلى أنس بشكل مباشر وقيدوا يديه، وبعدها ادّعوا أنه حاول طعن أحدهم"، لافتا إلى أن السجانين اعتدوا عليه بالضرب بالعصي الكهربائية، وأصابوه بجرح في رأسه، ومن ثم نقلوه إلى عزل بئر السبع، ثم انقطعت بعد ذلك أخباره، وتبين لاحقا أنه يقبع في العزل في ظروف غير صحية.
وأشار والد الأسير أنس أن الاحتلال استثنى ابنه وأسيرين آخرين من الاتفاقية الأخيرة التي أنهى الأسرى بموجبها الإضراب المفتوح عن الطعام، كما شرع الاحتلال بمحاكمته بتهمة محاولة الطعن، في حين يصر هؤلاء الأسرى على أن يشملهم الاتفاق، مبينا أنه استطاع أن يوكّل محاميا لأنس، وقد قام بزيارته، حيث أُبلغ المحامي أنه يعيش في العزل الانفرادي ولا يرى أحدا.
ويرى والده أن تميّز ابنه في عمله التعليمي هو السبب الوحيد لاستمرار اعتقاله، قائلا: "خلال جلسات محاكم الاعتقال الإداري، كانوا يقولون أن أنس يشكل خطرا على دولتهم ومواطنيهم، فأي خطر يشكله مدرس للصف الأول الأساسي على أمنهم؟".
وطالب والده الصليب الأحمر الدولي بزيارة ابنه، والاطلاع على أوضاعه الصحية في العزل الانفرادي.
وذكر أن محكمة بئر السبع المركزية أجلت محاكمة أنس حتى تاريخ 22/5/2019 لإحضار السجانين المدعين، كما رفضت طلب المحامي إطلاق سراحه بكفالة ليتسنى له استكمال علاجه خارج السجن، وذلك بعد أن توجهوا إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، والتي حددت بدورها تاريخ 30/4/2019 للنظر في طلب الإفراج عن ابنهم بكفالة.
ولفت إلى أنه ومنذ عزل أنس في بئر السبع، تم حرمان جميع أفراد عائلته من زيارته، كما سحب الاحتلال تصريح الزيارة الخاص بزوجته.
ومن الجدير ذكره أن المعلم أنس عواد حصل على لقب المعلم المتميز على مستوى وزارة التربية والتعليم خلال العام 2017.