أظهرت دراسة بريطانية، نشرت أمس الخميس في دوريّة (سيل)، أن " الأنسولين يعمل كإشارة أساسية تساعد على توصيل توقيت وجبات الطعام إلى الساعات الخلوية الموجودة في جميع أنحاء الجسم".
وأوضحت الدراسة أنّ هورمون الأنسولين، الذي يفرزه الجسم بعد تناول الطعام، يعدل الساعة البيولوجية للعديد من الخلايا والأنسجة على حدة، مما يحفزه إنتاج بروتين "بيريود"، وهو احد أهم عناصر المؤثرة على الساعة اليومية في الخلية".
وتعرف "الساعة البيولوجية" بأنها دورة تستمر لمدة 24 ساعة، وتحدث في كل خلية من خلايا الجسم على حدة، وتتحكم في الإيقاعات اليومية التي ترتبط بوظائف الأعضاء، بدءًا من مستويات الهرمونات وانتهاءً بكيفية الاستجابة للدواء، وتساعد على تنظيم أنماط النوم، وسلوكيات التغذية، وتدفُّق الهرمونات، وضغط الدم، ودرجة حرارة الجسم، وغيرها من العمليات الحيوية الأساسية.
وارتكز الباحثون، خلال الدراسة، بحَقن مجموعة من فئران التجارب بهورمون الأنسولين في توقيت بيولوجي "خطأ"؛ إذ حقنوها به في وقت كانت الفئران تشعر فيه باسترخاء، وتَسبَّب ذلك في اختلال إيقاعات الساعة البيولوجية الطبيعية لديها، وأدى إلى تقليل قدرتها على التمييز بين الليل والنهار.
ووفقًا للبيان الصحافي المرفق للدراسة، يقول المحاضر الأول بجامعة مانشستر وأحد المشاركين في الدراسة، ديفيد بيتشولد، إنّ "الأشياء التي تُعتبر طبيعية جدًّا على مدار الحياة اليومية، مثل العمل في أوقات الفراغ، والحرمان من النوم أو العمل الليلي، تعطل الساعة البيولوجية. وأصبح من الواضح الآن أن الاضطرابات اليومية تزيد من حدوث العديد من الأمراض وشدتها، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري من النوع الثاني".
واعتبر البيان أنّ "الدراسة أنها فتحت البابَ أمام مسارات علاجية مبتكرة لمواجهة الآثار الناجمة عن اختلال "الساعة البيولوجية" للجسم، محذرةً من أن تعطيل إيقاعها، عن طريق العمل أو التنقل عبر مناطق زمنية متباينة التوقيت، يمكن أن يكون ضارًّا بالصحة".
وتشير الدراسة إلى أن تناوُل الطعام في أوقات غير معتادة، كما يحدث في كثير من الأحيان في أثناء العمل الليلي، يُعَد من الأسباب الرئيسية لاختلال إيقاع ساعة الجسم البيولوجية.