لمَ لا يكون تصريح الناطق باسم الجيش الإسرائيلي على تويتر والذي تم حذفه لاحقاً ثم القول بأن ما جرى مجرد اختراق وهل بالفعل وصلت صواريخ غزة لأماكن حساسة ؟؟

في ساعات عصر الخميس دوّى صوت انفجار عنيف على مقربة من بلدة دورا غرب مدينة الخليل ، على مسافة 5 كم قريباً من مغتصبة " شيقف شالوم " ،  طبيعة الانفجار القوية ، والدخان المتصاعد والذي كان غريباً ، ثم يتلو ذلك إعلان الناطق باسم جيش الاحتلال عن سقوط صاروخين من غزة تجاه " ديمونا " واحتمالية وجود تسريب نووي ليعلن الاحتلال بعد دقائق عن تعرض صفحة الناطق على تويتر للاختراق وينفي الخبر !!

الاختراق " السريع الخاطف " والمفترض جاء في وقت يدفع على الريبة والشك ، فهل كان ما تم التصريح به  في بداية الأمر تخوّفاً حقيقياً من وقوع تسرّب ثم عاد الاحتلال عن قوله إما لإخفاء حجم الضربة أمام جمهوره ومواطنيه أو للتأكد لاحقاً أنه لا وجود لتسريب مع بقاء وجود الانفجار والاستهداف قائماً  وقد لا يكون مباشراً للمفاعل " ديمونا " وإنما على مقربة منه ؟! أم كان الاستهداف لمخازن ومكبات للنفايات النووية، وكانت فعلاً لتشكّل خطراً كبيراً ؟!

علامات كثيرة تثير الشكوك إذا ما حاولنا تناول الحدث من أكثر من زاوية ، ولعل الأهم أن شهود عيان وسكان المنطقة يعرفون مستوطنة " شيقف شالوم " ويعلمون عن وجود ما يشبه بالمخازن تحت الأرض ، والمحصنّة بشكل كبير ، وقد ثبت فيما مضى أن الاحتلال يستخدم كثيراً منها لدفن النفايات النووية السامة القادمة من مفاعل " ديمونا " النووي القريب وكانت فيما مضى مرئية إلا أنها اختفت لاحقاً خلف الجدار الفاصل ، كما أنها لا تظهر على برنامج الـ " جوجل إيرث " أيضاً ..

وحين الحديث عن مفاعل " ديمونا " وأخطاره فإن الأنظار تتجه إلى المناطق المحيطة به ، ففي حديث قديم لرئيس مجلس قروي البرج عبد الجليل التلاحمة قال بأن نسبة الإصابة بمرض السرطان في القرية تتزايد بشكل ملحوظ بعد جولات مشبوهة تقوم بها آليات الاحتلال منذ عدة سنوات في أراضٍ تابعة للقرية ولكنها تخضع للسيطرة الصهيونية، أي خارج جدار الفصل العنصري.

ويتابع  " منذ سنوات عدة تقوم آليات الاحتلال بنقل نفايات سامة إلى مغارات قريبة من القرية، وتؤدي ترسباتها إلى إصابة أهالي البرج بالسرطان بسبب تسربها إلى المياه الجوفية التي تصل القرية والأتربة أيضاً، ناهيك عن إشعاعاتها المضرة".

وسواء أكان الانفجار في منشأة نووية أو مكب نفايات سامة فإنه لم يكن ببعيد عن ديمونا ، ولعلها كانت بداية تصعيد وتحذير بأن ديمونا ليست ببعيدة عن النار ولعل رسالة سديروت تصلها ، فمؤتمر القسام الذي أعلن أن كل الخيارات مفتوحة وأنه سيقصف مواقعاً يتوقعها المحتل وأخرى لا يتوقعها جاء بعد ذلك بوقت قصير، كما أن إعلام العدو اعترف حينها بسقوط صاروخين قرب الخليل .!!