الناصرة (فلسطين) - خدمة قدس برس
كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، الصادرة اليوم الأربعاء، النقاب عن أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أوصت بإنشاء منطقة صناعية مشتركة يعمل فيها 5 آلاف عامل فلسطيني من سكان غزة، داخل معبر "المنطار" (كارني)، شرق "حي الشجاعية" في مدينة غزة.
وأوضحت الصحيفة، أن هذه المنطقة الصناعية ستكون مشابهة لتلك التي كانت تعمل في الماضي عند معبر "بيت حانون" (إيرز) شمالي قطاع غزة، وتم إغلاقها بعد الانسحاب من غزة وفك الارتباط بها، حيث أوقفت تل أبيب نشاطها ونقلت مصانعها في القطاع إلى مواقع أخرى بالداخل المحتل.
وقالت الصحيفة: إنه نظرًا لاعتبارات أمنية طلبت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أنه في حال تقرر إعادة فتح المنطقة الصناعية أن تكون في "كارني"، والذي استخدم سابقا كمعبر رئيسي لادخال البضائع للقطاع قبيل اغلاقه في 2011، وليس "إيرز".
وذكرت الصحيفة، أن ما يسمى منسق الأنشطة الحكومية في المناطق الفلسطينية وقيادة الجيش عملوا في هذا الشأن خلال العام الماضي، وقاموا بزيارات ميدانية لفحص الجوانب الأمنية، وتم عرض خطط هندسية وأمنية مفصّلة، بحيث تكون تلك المنطقة المحددة داخل المناطق الإسرائيلية، ويقتصر الدخول من قطاع غزة إلى المنطقة الصناعية فقط.
وأشارت إلى أنه هذه القضية جزء من المفاوضات والترتيبات الجارية مع "حماس"، رغم أن المستوى السياسي لم يوافق بعد على الخطة، إلا أنها طرحت في الاتصالات مع مصر، ويجري استثمار الجهود الأخيرة من أجل الحصول على تمويل دولي لإنشاء تلك المنطقة.
وتقدر مصادر مطلعة على الأمر، أنه وبمجرد منح الضوء الأخضر من المستوى السياسي، فإنه لن تكون هناك مشكلة في بناء المنطقة، التي يتوقع إنشاؤها في غضون خمس سنوات، مشيرةً إلى أن المشروع سيكون مهمًا للترتيبات الجارية، وأن بناء تلك المنطقة لن يكون مشروطًا بحل قضية الأسرى والمفقودين.
وأشارت إلى أن هناك إجماعًا كاملًا بين الأجهزة الأمنية المختلفة حول المنطقة الصناعية، وذلك على عكس الخلاف بين الجيش ومنسق الأنشطة الحكومية من جهة، والمخابرات (الـ "شاباك") ومجلس الأمن القومي من جهة أخرى.
وأوضحت أن سبب معارضة الـ "شاباك" السماح لـ 5 آلاف عامل من غزة بالعمل في إسرائيل، أنه سيزيد من تهديد الهجمات الفلسطينية، وسيمكّن من جمع معلومات استخبارية، وسيسهّل تحويل الأموال من غزة إلى الضفة الغربية، كما أن المعارضين لهذه الخطوة يعتقدون أنها ستعزز مكانة "حماس".
يشار إلى أن سلطات الاحتلال تخشى من أن تؤدي الضائقة الإنسانية في غزة إلى اندلاع جولة مواجهات جديدة.
ويفرض الاحتلال الاسرائيلي، على قطاع غزة حصارًا مشددًا منذ 13 عامًا، حيث يُغلق كافة المعابر والمنافذ الحدودية التي تصل غزة بالعالم الخارجي عبر مصر أو الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، باستثناء فتحها بشكل جزئي لدخول بعض البضائع والمسافرين.