تُفيد دراسة صادرة عن كليّة الطب في جامعة "هارفرد الأمريكيّة بفعاليّة الصوم على وظائف الجسم، حيث تستريح أعضاؤه المتمثّلة، بـ: الكلى وجهازي البول والهضم، من العبء الناتج عن تناول الطعام.
ومن جهة ثانية، يذكر الباحثون أنّه لا يجب أن يستمرّ تخزين الموادّ الضرورية، كالفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية طويلاً في داخل الجسم، ما يلزم استخدامه لها أو استخراجها منه من خلال الصوم.
"سيدتي" تطّلع من الاستشاري في الأمراض الباطنية في مستشفى عبد اللطيف جميل بجدة الدكتور محمد أنور عن الأثر الإيجابي للصوم في وظائف الجسم.
سيدتي
1- الصوم وجهاز الهضم
يُريح الصوم المعدة من عمليّة هضم الطعام.
وللصوم فوائد عدّة على جهاز الهضم، تشمل:
ـ تهدئة حركة الأمعاء.
ـ التخفيف من عصارة المعدة وعصارة الأمعاء.
ـ إراحة البنكرياس والحدّ من إفراز "الأنسولين" المعروف بقدرته على تخزين الدهون.
2- الصوم والكبد
ينشّط الصوم وظائف خلايا الكبد ويسرّع في تجديدها، كما يخلّص الكبد من الشحوم والدهون، ويحول دون انتقالها منه نحو أعضاء الجسم الأخرى.
وتُظهر التقارير الطبيّة الصادرة عن "المركز الأمريكي للوقاية والتحكّم بالأمراض" أنّ الصوم يُساعد الخلايا الموجودة في الكبد في أكسدة الدهون المخزونة داخلها، ما ينشّطها في أداء وظائفها، وأبرزها:
_ صنع الجلوكوز وتخزينه لحفظ تركيزه في الدم.
_ إنتاج بروتينات "البلازما"، بمعدّل يتراوح ما بين 30 و50 جراماً، يومياً.
_ تكوين الأحماض الأمينيّة.
_ القيام بأكسدة الجلوكوز والدهون، لمدّ الجسم وخلاياه بالطاقة اللازمة في البناء والتجديد.
_ نزع الموادّ السامة من الجسم، وأهمّها مادة "الأمونيا" التي تسمّم خلايا المخّ.
_ تخزين المعادن والفيتامينات الهامّة، كالحديد والنحاس وفيتامينات "اي" A و "بي 2"B2 "بي 12" B12 و"دي" D في داخل خلايا الكبد ، بهدف تجديدها.
3- الصوم والقلب
توضح التقارير الطبيّة الصادرة عن "الجمعيّة الأمريكيّة لأمراض القلب" أنّ داء تصلّب الشرايين ينشأ من ترسّب الموادّ الدهنية الغنية بـ "الكولسترول الضارّ" في داخل الشرايين، ما يؤدّي إلى انسدادها بشكل كامل، وبالتالي إعاقة حركة الدم إلى أعضاء الجسم كافة.
وتظهر النتائج المنشورة في "أمريكان جورنال أوف كلينيكال نيوتريشن" أنّ الصوم يخفّض نسبة "الكولسترول" الضارّ في الدم، بالإضافة إلى أثره الإيجابي في رفع "الكولسترول المفيد"، بعد دراسة شملت 24 متطوّعاً، بيّنت ارتفاعاً في معدّل "الكولسترول" المفيد في الدم بنسبة 30%، بعد انتهاء مدّة البحث التي بلغت 45 يوماً من الصوم المتقطّع.
4- الصوم والبنكرياس
البنكرياس عضو يفرز هرمون "الأنسولين"، من خلال خلايا "بيتا" الموجودة فيه، فيما يتوقّف عن إفراز "الأنسولين" في أثناء الصوم، ما يحفّز الجسم على التخلّص من السكريّات الموجودة فيه، لتوليد الطاقة اللازمة. وبذا، يتخلّص الجسم من السكريّات الزائدة، مع الاحتفاظ بالنسبة الطبيعيّة للجلوكوز في الدم.
وتُشير الدراسات الصادرة عن "الجمعيّة الأمريكيّة للسكّري"، في هذا الإطار، إلى أنّ الصوم فعّال في إتمام عمليّة التحويل الغذائي للموادّ النشويّة والسكريّة، ما يُحافظ على توازن السكّر في الدم، وبالتالي يخفّف من مضاعفات المرض لدى المصابين بالسكري، خصوصاً لدى النوع الأول منه.
5- الصوم والكلى
تستطيع الكلى حمل 10 أضعاف أو أكثر من السوائل، للحفاظ على المعدّل الطبيعي لهذه الأخيرة في الجسم، ولا تطرح إلا ما تضطر إليه في البول. ولذا، يرى الباحثون أنّ صحّة الكلى تكون في الصوم، حيث ترتاح وتعيد بناء الأنسجة والخلايا الموجودة في داخلها.
6- الصوم والصحّة النفسية
يُريح الصوم جميع أعضاء الجسم، وبالتالي يزيد الشعور بالهدوء وضبط النفس تجاه الرغبة في تناول الطعام.
7- الصوم والأوعية الدموية
يرى الباحثون أنّ الصوم يُعالج ضغط الدم المرتفع، بسبب فعاليته في خفض "الكولسترول" الضارّ وتحسين الجيد منه، بجانب إذابة الدهون حول الشرايين والأوردة والشعيرات الدمويّة، ما يعمل على تحسين تدفّق الدم إلى الجسم.
وتؤكد دراسة أن إنقاص الوزن بمقدار 4.5 كيلوغرامات كافٍ لخفض ضغط الدم عند المصابين بارتفاع خفيف في معدلاته وعودته إلى مستواه الطبيعي.