mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke"> لاجئون يستردون أجواء رمضان في قراهم المدمرة - أصداء mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke">
الرئيسية / الأخبار / حق العودة
لاجئون يستردون أجواء رمضان في قراهم المدمرة
تاريخ النشر: الثلاثاء 08/07/2014 14:32
لاجئون يستردون أجواء رمضان في قراهم المدمرة
لاجئون يستردون أجواء رمضان في قراهم المدمرة

 طوباس: أعادت الحلقة السابعة والعشرون من برنامج "ذاكرة لا تصدأ" لوزارة الإعلام واللجنة الشعبية للخدمات في مخيم الفارعة رسم أجواء شهر رمضان وطقوسه وأطباقه في القرى التي دمرتها العصابات الصهيونية عام 1948.

إفطار إجزم الأخير!
تسترد هدى تيسير الخطيب ما سمعته عن أجواء رمضان في إجزم القريبة من حيفا، وفيها روايات مرة، حين قصفت طائرات العصابات الصهيونية القرية بالطائرات، بالتزامن مع وقت الإفطار، وقتلت العديد من المجتمعين على الموائد، وأجبرت الباقين على الفرار بجوعهم وعطشهم!
وبحسب الستينية فخرية رجا نعجة، المنحدرة من الكفرين المجاورة لحيفا، فإن  عماتها ووالدتها وزوجات عمها كن يسبقن الفجر، لإعداد وجبات من البرغل، فيما يُحضرّن الحليب الطازج والبيض والزبدة في البيت، وينقعن القمردين في الماء، ويحفظن زير الماء بلفات من الخيش الرطب، كي يبقى بارداً.
تقول: كان جدي إسماعيل يزرع على "عين الحنانة"، ويخصص  محصولاً لمواسم رمضان، كالفجل والبقدونس والنعناع والملوخية، وتتناول العائلة كلها السحور معاً. وظلت أمي تُحضر وجبة "المطقطقة" في المخيم( لفائف من العجين تُقلى في الزيت ويضاف لها الجبن واللوز والقطر)، أما عمتي عفيفة فحافظت على عادة صنع  حلوى البصامي( خبز الصاج الرقيق، المقلي بالزيت، والمُشبع بالقطر).
تتابع: خلال العيد كان عمي أسعد يربط الحبال على الأشجار العالية في الكفرين، ويصنع المراجيح، وكانت أمي وبنات البلد الصغيرات يغبن فترة طويلة عن بيوتهن في اللعب، وخلال أيام الحر في العيد يذهبن للسباحة في عين الحنانة. أما حلوى العيد فكانت القطين( التين المجفف) وراحة الحلقوم.
بعلين: تفاصيل لا تُطوى
وتروي روضة جوابرة المنحدرة من بعلين، جنوب فلسطين: حدثتني جدتي صفية، كيف كان أهل بلدنا يجتمعون في مجالس تسمى "حوزات"، ويحضرون الزغاليل والدجاج البلدي المحشي للأفطار، ويتسحرون مع بعضهم على المهلبية( وهي خلاصة النشا المستخرج من القمح بطريقة يدوية مضافاً إليها الحليب). وفي العيد، كان الأولاد يأخذون البيض ويستبدلونه بالحلوى من البقالات الصغيرة، وتذهب البنات للعب في المراجيح المربوطة بأشجار التوت.
وحسب جوابرة، فقد حافظت العائلات التي خسرت وطنها عام 1948 على تقاليد قراها الأصلية، ونقلتها إلى المخيم خلال مواسم رمضان والأعياد، وبخاصة احترام الكبار، والاهتمام بالأطفال وتوفير الألعاب لهم.
تضيف: عمل والدي( خالد جوابرة) وأخي جهاد في تجارة قوالب الثلج، فقد أشتروا ثلاجة تعمل على الكاز، وكانوا يبيعون بضاعتهم بعد العصر، لعدم وجود الكهرباء، وللحصول على الماء البارد. فيما كانت النساء تذهب إلى عين الماء، بجوار المخيم، لإحضاره بصفائح على رؤوسهن.
وتسرد خيرية أبو مرد، التي ولدت في الكفرين قبل عام واحد من النكبة: كان رمضان في بلدنا كما حدثتني أمي جميلاً، والناس كلها تقترب من بعضها، أما في المخيم فقد عشته داخل الخيام على السراج، وكان صعباً علينا، وشعرنا بمعنى المرار.
رمضانيات يافا
وتقص ابنة يافا وطفة سوالمة، ما سمعته من أمها: كان الناس يذهبون إلى البحر في رمضان هرباً من الحر، وبعضهم يأخذ فطوره ليتناوله على الشاطئ، وكان جدنا محمود الأفندي، يجلس في ديوانه، ويجتمع عنده الناس لتناول السحور والإفطار.
تقول: كنا ننتظر المؤذن أبو عطا ليصعد إلى مئذنة المسجد في المخيم، ونحن الأولاد نركض إلى بيوتهم بسرعة حينما يسمعون الأذان، وفي إحدى الأيام اشتريت من عوامة الحاجة زينب المصرية( جاءت إلى المخيم من مصر)، وتناولتها قبل الأذان بوقت قصير، وأنا أقول لأمي بعدني صايمة. وكنا نشتري دبس الرمان، والطحينية والسمنة والسكر بالأوقية. وكنت أحني يداً واحدة، لأعيد أخذ العيدية مرتين، وحتى لا يميزني أقاربي، فأقول لهم: هذه اليد بيضاء ما تعايدت!
تتابع: وخلال ليلة العيد، كنا نضع أكياساً تحت رؤوسنا، لنفيق باكراً، ونذهب إلى المقبرة، ونجمع الحلوى والتين المجفف من أهالي الموتى.
حوطة الريحانية
وأعاد أحمد سليمان صبح، الذي أبصر النور في قرية الريحانية القريبة من حيفا عام 1938، التاريخ إلى الوراء، حينما فتح ذكرياته على مصراعيها، وقال: كانت بلدتنا أربع حارات، ولم يكن لدينا مسحراتي، وكان الناس يوقظون بعضهم البعض، وكنا نذهب إلى المسجد الذي تبرع بغرفته محمود الحسين، وفي وقت الإفطار كنا نعمل( حوطة)، وفيها يجتمع الرجال والنساء على انفراد، ومن كان يذبح يرسل لأقاربه وجيرانه.
ووفق صبح، فقد كانت الأكلات الأكثر شهرة( المفتول والبرغل) أما السحور فمن مشتقات الألبان والدواجن التي كانت تملكها القرية، وكنا نذهب لعيون الريحانية لتعبئة المياه الباردة.
يضيف: اشتهرت قريتنا بأكلة( بنات العيد)، وفيها تطوف الصبايا على البيوت لجمع البرغل والسمن، ويخترن  ثلاث نساء ليطبخن الطعام ويوزعنه يوم العيد على البلد وأهلها. أما الأولاد فكانوا يذهبون إلى( المراجيح) التي تجهز من حبال المشتغلين بتحميل الجمال، وتربط بأشجار كبيرة في البيارات المجاورة للريحانية.
"مولد" الكفرين
فيما يروي أحمد عبد الله دغمان، المولود في الكفرين المتاخمة لحيفا عام 1936: كان أهالي البلد يتبرعون لقراءة المولد والمدائح النبوية الرمضانية مرة كل ليلة في بيت مختلف، وكنا نخشع ونحن نستمع إليها.
أما المأكولات، فوفق دغمان، فكانت تصنع على الجاروشة المنزلية من البرغل، وتعد النسوة الشعيرية البيتية، ويأكل الناس  مما يزرعونه في أراضي سهل الروحة، فيما كان الناس يجتمعون للإفطار معاً في مجموعات.
يستذكر: كان المسحراتي الشيخ عبد الله يوقظ الناس، ويلف على الحارات، ونصلي معاً التراويح، وكانت الكفرين مقسمومة إلى قسمين: فلاحين ومصريين، وكنا نذهب في رمضان إلى مقر (الولي) الشيخ مجاهد. أما النساء فكن يذهبن لتعبئة المياه من عيون القرية: البيادر، والبلد، وحمد، وصلاح، وادي البزاري، والحنانة، وغيرها، قبل موعد الإفطار بقليل.
"خروج" الفالوجة
فيما تنسج رواية محمد صالح العرجا عن بلدته الفالوجة، التي ولد فيها في خريف عام 1934، فيقول: كانت بلدتنا متطورة، وفيها بلدية، وأربعة مخاتير، وشبكة مياه، وسوق كبير، وكنا نستقبل شهر رمضان بتجهيزات خاصة، بعد أن نعرف ثبوت من علماء الأزهر بمصر، وكانت تنشط لدينا الزوايا الصوفية الأربع، ونستمع إلى دق الطبول والموالد الرمضانية.
ووفق العرجا، فإن ما يميز الفالوجة، أن رجالها كانوا يحافظون يومياً طوال الشهر الفضيل، على تقليد اسمه(الخروج)، فيحمل كل واحد منهم طبقاً من الطعام، ويجتمعون في مجالس الحارات، ويأكلون معاً، وكانت البلدية تنير الشوارع بفوانيس الكاز من بعد العصر وحتى أن ينفذ ما فيها من وقود.
يتذكر: كان لكل حارة مسحراتي خاص بها، وكنا نسمع إلى خليل الراعي، وهو يقرع الطبل ويوقظ الناس من نومهم، ولا ننسى (المفتول) الأكلة الشعبية في رمضان، والمنسف دون أرز، أما الحلويات فأشهرها المطبق، وكان  تجار غزة يحضرون لأسواقنا حلوى النمورة.
يضيف: سقطت بلدنا بعد صمود طويل، واذكر أن ذلك كان في رمضان، وكنت صائماً، وأغمي علي من العطش، فأدخلني والدي إلى المقهى، وأشربني العصير، وأتذكر وجود الجيش المصري في بلدنا، وكيف كان الجو في رمضان معهم. ولا أنسى كيف أن الحصّادين هربوا من السهل القريب إلى داخل البلد، وهم يحملون المناجل من جيش الاحتلال.
أطباق صبارين
ويقدم  الثمانيني عبد القادر أحمد  أبو برهان، ابن صبارين المجاورة لحيفا صورة لحال رمضان في قريته: كنا نطحن ونخبز ونعيش من خيرات أرضنا، ونخصص صاعاً من القمح للعالم إبراهيم النعاني، الذي كان يتطوع في بلدنا، ويعطي الناس دروساً في رمضان وغيره.
وبحسب أبو برهان، فقد كانت (الهيطلية) والزلابية والفطير والبرغل الوجبات الشائعة في رمضان، فيما كانوا يسمنون الخراف لذبحها نهاية رمضان، ويعرفون توقيت حلول الشهر الكريم وحلول العيد من الراديو الوحيد عند المختار مسعود عبد القادر.
ويكمل ابن بلدته عرابي رشيد أبو الحسن( ولد فيها قبل النكبة بعشر سنوات): لا زلنا نحفظ (توحيشة) شهر رمضان للمسحراتي أسعد الناطور، ونتذكر استعدادات الرجال والنساء لموسم الصيام، وطحن البرغل، وتجهيز البيوت للشهر الفضيل، واعتماد الناس على ما تزرعه وتربيه في طعامها وسحورها.
قمردين اللجون
ويقول حسين سالم أبو مراد، المولود في قرية اللجون عام 1930: كانت قريتنا غنية بالخيرات مثل الخضروات والحنطة، وفي رمضان لم نكن نحتاج إلى شيء، وقسمت بلدنا إلى أربع حارات: المحاجنة، والمحاميد، والإغبارية، والجبارين، وكانت العزائم دارجة بين الناس، وفي المساء يقام مولد للشيخ حسن محاميد، وكان المسحراتي محمود أبو كلاش يلف البلد لإيقاظ الناس.
ووفق أبو مراد، فقد كانت تشيع الأطباق الشعبية الرمضانية، ويُجهز مشروب( القمردين)، ويطبخ الناس على وقت السحور والفطور أيضاً.
مسحراتي قاقون
وتروي الثمانينية يُسر عبد الجبار هنطش، من قاقون، المجاورة لطولكرم: كنا ننتظر المسحراتي أبو محبوبة، ونساعد أمهاتنا في إعداد وجبة السحور والفطور، ونوفر معظم طعامنا من الخضرة التي يزرعها والدي.
تضيف: كنا ننتظر العيد، وكانت البنات مثلي يجمعن الملاليم المخرومة(  الخمس ملات والعشر كانت من وحدات الجنيه، وتحتوي فتحة دائرية وسطها)، ويصنعن منها قلائد، ويذهبن إلى البيادر، ويلعبن معاً. وقبل موعد الأذان نذهب إلى الجامع، ننتظر المؤذن لنسرع إلى  أهلنا، ونخبرهم بدخول وقت الإفطار.
رمضان سجين!
فيما يستذكر محمود أمين أبو لبادة، الذي ولد في قرية الكفرين عام 1944، مقاطع مغايرة من تجارب لرمضان خلال اعتقاله عام 1968 في سجن نابلس.
يقول: قبل رمضان بيوم جمعت الإدارة الشبان الذي لا يرغبون بالصيام في غرفة مستقلة وعزلتهم عنا، وقدمت لهم تسهيلات في وجباتهن، أما نحن فكان طعام العشر أسرى لا يكفي لواحد بمفرده، وبكمية صغيرة، ونوعية رديئة.
يضيف: كنا نأكل القمح الاسترالي، والقرع والباذنجان، والمربى والحلاوة، والخبز المخرّم بالثقوب، ولا أذكر أننا ذقنا الفاكهة أو الحلويات طوال موسمين رمضانيين قضيتهما في السجن. أما طريقة الحصول على الماء فكانت مهينة، وتتم من أسفل باب حديدي، ويأتي السجانون بوعاء كبير، ويطلبون منا أن نضع الكأس البلاستيكي أسفل الفتحة، ولم تكن تمض العملية دون جرح بعضنا، أو حرمان من تسقط كأسه وسط الزحمة.
توثيق
بدورة قال منسق وزارة الإعلام في طوباس والأغوار عبد الباسط خلف، إن "ذاكرة لا تصدأ"  يسلط هذه المرة الضوء على تفاصيل الحياة الفلسطينية في شهر الصوم، من وحي روايات التاريخ الشفوي، الذي بدأت تضيع شهادات بعض معاصريه، إذا يغيبهم الأجل المحتوم.
وأشار ممثل اللجنة الشعبية للخدمات  نافز جوابرة أن البرنامج  ينقل صورة الماضي للأجيال الشابة؛ لتحفيزها على حفظه من الضياع والتحريف والتمسك بحق العودة وتراثه، كما يقدم مقارنة على اختلاف الأحوال.
 

المزيد من الصور
لاجئون يستردون أجواء رمضان في قراهم المدمرة
لاجئون يستردون أجواء رمضان في قراهم المدمرة
لاجئون يستردون أجواء رمضان في قراهم المدمرة
لاجئون يستردون أجواء رمضان في قراهم المدمرة
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017