الرئيسية / ثقافة وأدب
جنين : عربة " يا مسافر " لجوقة بيات تجتاز الحواجز محملة بالكواكب العربية
تاريخ النشر: الخميس 11/07/2019 17:59
جنين : عربة " يا مسافر " لجوقة بيات تجتاز  الحواجز  محملة بالكواكب العربية
جنين : عربة " يا مسافر " لجوقة بيات تجتاز الحواجز محملة بالكواكب العربية

كتبت سبأ أحمد

تخليدا وإقتطافاً من ألحان وأشعار عبق الماضي الموروث من مختلف البلدان العربية وصولاً للموسيقى المعاصرة .. افتتحت جوقة بيات فعاليتها بأضواء خافتة تكاد أن تنطفئ وسط حالة إستغراب هائلة .. وما لبث ذلك .. إلا وخرجت
أشعة من بقاع الأرض على الخشبة خارقة سقفها .. وبتلاعب على مفاتيح الأبيض والأسود .. إختلطت ملتفة أزمان الكرة الأرضية مكونة فناً رمادياً .

جموع تتجمهر أمام البوابة وآخرين إحتجزوا كرسياً من زاوية تم قياسها مئات المرات للتأكد بأنها تعكس المشهد بتقنية جمالية عالية ..
ومن ثنايا المكان .. لا تجد إلا قِبلة واحدة .. وهنا بدأت الحماسة على وجوه الحاضرين ، مترقبة سفينة الجوقة بعد إقتطاعها أميالاً شائكة بحواجز تفصل أرضا واحدة برا وبحراً وكأنها قارتين .

وتحت شعار " فلسطين التي نحب " رَسَمَ الحشود بإختلاف أجناسه وأعماره في سماء خالية من قيد المحتل نجوما ومجرات تضيء الوطن بلا نكبات ونكسة .

وبالوقوف الحاشد على أنغام النشيد الوطني لأداء صلاة الوطن المقدس ، افتتح محافظ محافظة جنين ، أكرم رجوب ، فعاليات مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى في ساحات مدرسة جنين الثانوية للبنين يوم أمس الأحد ، بتحية خاصة لأهل الفن ورسائله السامية التي تمثل فلسطين .

وبخيطِ وَصلٍ متين نسجت رئيس مركز الفن الشعبي ، إيمان حموري ، كلمتها مطرزة الأمل على الثوب الفلسطيني رغم محاولات اليأس والتشتيت التي يقوم بها الاحتلال داعية الجميع للاتحاد ، كما أشارت إلى أهمية الثقافة والفن في الحفاظ على الموروث الشعبي الفلسطيني
جاعلة المهرجان الدولي خارطة تربط القلوب عبر إختصار المسافات ، موصلة الشكر الجزيل لمركز نقش الشريك المساند لرؤيته وشعاره "فلسطين التي نحب " للعام 2019

وأشاعت جوقة بيات للموسيقى والإنشاد المشارِكة للمرة الأولى في هذا المهرجان العروق الشامية العتيقة بأدائها "على موج البحر " العائد من سوريا صادحاً
بأندلسيات " جاءت معذبتي" و" يا مال الشام " ، وعلى أطوال أنفاس المطرب تراقص من الخلف أحد ما
فإنزلق في حفرة حنجرته تائهاً .. متسائلاً عن مطال اللاجئين .


وباختلاف الخلفية مع الإضاءات الساطعة لوح قبطان السفينة المايسترو سامر بشارة بعصاته السحرية .. فتصاعدت أنفاس عازف الناي الملتهبة .. فصاح أحد ما بإكتفاءه وإكتواءه ..

وعلى نسيج يَدي عازف آخر .. إلتفت أحبال القانون .. حتى تعقدت فأوثقت قلوب الحضور كافة ..


وبين الآلآت والنغمات لا تفهم أيا منها سوى أنك تكاد تطير فرحاً .

وبتلاطم ضفائر المغنية وانعدام هدوئها شَدت قصائد أبو عرب
" هدي يا بحر هدي " و " يا توتة الدار" صارخة بحنجرتها الذهبية حروباً لا تخضع للمحتل .. فتوافد اللاجئون نحو القدس لإنفجار الغربة وعودة الوطن

وإلى أرزة لبنان الخالدة والنوادر الوديعية الصافية قدمت بيات لجمهورها " عندك بحرية مستبقة بموال يا هلا " مازجة صوتاً جبلياً ذكوريا وآخر أنثوياً لتقديم " يا بلادنا مهما نسينا " .

ولكل فنان .. إشارات يد مبهمة .. تحاول عبثاً حلها ..فتكتشف أنها سر موسيقي .


وفي زخم العزف الموسيقي وتنوع الآلات ، ورغم مرور السنين على بعض الأغاني إلا أنها تسربت إلى آذان ووجدان جمهور المهرجان بنبضها المستمر بأصوات بلغت قمة الإحساس كأغنية " أهو ده اللي صار " للسيد درويش وقصيدة
" مضناك " للشاعر أحمد شوقي .

وبين الغناء المنفرد والجماعي المتبدل وعزف الأوركسترا قاد المايسترو متجهاً لبلد المليون شهيد " يا رايح وين مسافر " ثم إلى تونس الخضراء " لاموني اللي غاروا مني " وإمتد لعراقة العراق والخليج العربي ذاك الطرب الأصيل شوقاً " للأماكن " و " مالي شغل بالسوق " .

وودعت بيات جمهورها بنقش الشمس على جدار فلسطين كي لا تغيب ، فبقي إشعاعها مسلطاً نحو القدس الشريف .

واختتم العرض بعد مرور أكثر من 70 دقيقة من العروض المتتالية التي قدمتها فرقة بيات .

وما زال جمهور جنين يترقب أمسيتين ضمن مهرجان فلسطين الدولي، حيث سيتم غداً الاثنين
عرض فرقة نقش للفنون الشعبية الجنينية ، وسيكون اختتام الفعاليات يوم الثلاثاء القادم بحفل تخريج مدرسة الدبكة التابعة لمركز نقش للفنون الشعبية .
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017