تختلط مشاعر أهالي الأسرى في الأعياد والمناسبات والأفراح، تختفي البهجة من نفوس أسرانا في معتقلاتهم، وكما يتم قرصنتها قهراً وقسراً من قبل الإحتلال ويقتلعها من نفوسنا، ويتوقف الزمن مزمجراً؛ ونحن بلا حول منا ولا قوة ولا نستطيع الدفاع عن من نحبهم ساعة اعتقال الاحتلال لهم، والعيد يأتي تلو العيد وأسرانا تزداد اعتداءات وقرصنة الاحتلال على حقوقهم الإنسانية والطبيعية كافه.
تقول الإعلامية إكرام التميمي، لا استطيع نسيان ليلة اعتقال أخي في السادس عشر من آب/أغسطس عام 2002.
أتذكر في هذه الليلة لم يسكن صهيل حصان أخي حيث كان بجانب غرفة منامه، وكأنما كان الحصان يشعر بتحركات قوات الاحتلال حول المنزل قبل محاصرتهم واقتحامهم البيت بعدد كبير منهم، وتعالت كالمطارق أصوات أقدام قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المدججة بالسلاح، والتي فجأة أوقفت صهيل الحصان، وتتالت دقات الجنود على الباب فتح لهم شقيقي الباب وسمعت صوته يردد اسمه أكثر من مره والجنود غير مصدقين وفرحتهم بهذا الصيد الثمين، وكدت أسقط مغشياً على وقد تداخلت كل الأصوات مع بعضها وانقبض صدري وأجهشت بالبكاء .
وحتى اليوم ما زال أخي الأسير "صدقي حامد الزرو التميمي" من محافظة الخليل قابع في سجون الإحتلال ويدخل عامه الثامن عشر متنقلاً في سجون الاحتلال بعد حكم عليه بالسجن لمدة (35 عاما) بتهمة مقاومة الاحتلال والانتماء لكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة “فتح”، وهو موجود الآن في سجن نفحة .
ويعاني من الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة السجن، وعدم تقديم الرعاية الطبية الكافية والمناسبة له ولظروفه الصحية الصعبة، وتزيد معاناته حيث لا يقوى على السير لوحده أو الوقوف للعدد وتشتد آلامه المبرحة وبصعوبة عند القيام بقضاء احتياجاته الشخصية، وعادة يتفنن الإحتلال في إلحاق الأذى بالحركة الأسيرة ككل وضاربة عرض الحائط الحقوق القانونية والإنسانية للأسرى وتمنع تواصلهم مع ذويهم بشكل كاف ومتعدد، وحيث تمارس أبشع سياسات الحرمان وخلافاً لكل ما نصت عليه الاتفاقيات والمواثيق الدولية، بل وتمعن في انتهاكات كافة حقوق الإنسان والشعب الفلسطيني سواء .
توفي والدنا وأخي داخل الأسر، ووالدتي كل ما تطلب أن تعانق فلذة كبدها وتحتضنه معانقاً بناته وذويه ومحبيه ومتنسماً عبق الحرية، وبدورها عائلة الأسير التميمي تناشد المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والحقوقية بالعمل العاجل لتحقيق الإفراج العاجل عن أبناء وبنات الحركة الأسيرة وأن ينعم الشعب الفلسطيني بالحرية والسلام والعدالة السماوية والتي هي نبراس لأحرار العالم وصون للكرامة الإنسانية