الرئيسية / ثقافة وأدب
معرض "مسيرة كفاح وقصة نجاح" يروي تفاصيل 40 عاما لتأسيس أول جامعة في غزة
تاريخ النشر: الأربعاء 21/08/2019 18:55
معرض "مسيرة كفاح وقصة نجاح" يروي تفاصيل 40 عاما لتأسيس أول جامعة في غزة
معرض "مسيرة كفاح وقصة نجاح" يروي تفاصيل 40 عاما لتأسيس أول جامعة في غزة

غزة (فلسطين) عبد الغني الشامي
أعاد معرض "مسيرة كفاح وقصة نجاح" الذي أقامته الجامعة الإسلامية بغزة بمقرها، بمناسبة مرور 40 عامًا على نشأتها وتأسيسها إلى الإذهاب الخيام والبركسات (مباني من الصفيح) التي كانت نواة هذه الجامعة حينما تم تأسيسها عام 1978 كأول صرح أكاديمي في قطاع غزة رغم انف الاحتلال الذي حاول مرارا تدميرها لإدراكه قيمة العلم.

ويوثق المعرض الذي يؤمه المئات من الفلسطينيين يوميا تاريخ الجامعة الإسلامية بالصورة والكلمة، ويبرز مراحل تطور الجامعة من الخيام مروراً بمرحلة البركسات والمباني المؤقتة وصولاً إلى مرحلة العمران والمباني الحضارية التي تحاكي البيئة الجامعية الراقية بمرافقها وكلياتها وتخصصاتها ومختبراتها العلمية والمهنية.

التجول في المعرض يعيد الزائر إلى الأذهان 40 عاما للوراء منذ الوثيقة الأولى لتأسيس الجامعة عام 1977والتي كانت بخط اليد إلى آخر اتفاقية توأمة وقعتها الجامعة مع كبرى الجامعات العالمية لتصبح اليوم الجامعة الإسلامية واحدة من الجامعات التي يشار لها بالبنان، ليس فقط على المستوى الفلسطيني، ولكن أيضاً بين الجامعات العربية بحسب المراكز البحثية المختصة في هذا الأمر.

أنُشئت الجامعة الإسلامية بغزة انبثاقاً عن معهد الأزهر الديني أمام كثرة أعداد خريجي الثانوية وقلة حصولهم على فرصة التعليم العالي داخل قطاع غزة حيث اتخذت لجنة معهد الأزهر الديني بغزة بتاريخ 12 نيسان/أبريل 1977، قراراً بتطوير المعهد إلى جامعة إسلامية تضم بصورة أولية كلية الشريعة والقانون وكلية أصول الدين وقسم اللغة العربية.

افتتاح الجامعة

وبدأت الجامعة تتوسع بشكل كبير، فمع افتتاح الجامعة عام 1978، بدأ الطلاب يدرسون في كليتي الشريعة وقسم اللغة العربية (نواة كلية الآداب) وفي العام الجامعي 1979-1980 افتتحت كليتا أصول الدين والتربية، وفي العام التالي افتتحت كليتا التجارة والعلوم، وفي العام الجامعي 1985-1986 قررت الجامعة افتتاح كلية التمريض إلا أنها اضطرت لتأجيل ذلك بسبب رفض سلطات الاحتلال، لكن الجامعة افتتحت تلك الكلية في العام الجامعي 1992-1993، كما افتتحت في نفس العام كلية الهندسة، وفي العام الجامعي 2004-2005 وافتتحت كلية تكنولوجيا المعلومات، وفي عام 2006 افتتحت كلية الطب.

وبلغ عدد الطلاب الذين التحقوا بالجامعة الإسلامية في العام الجامعي الأول 1978-1979، (25) طالبا وطالبة فقط، وكان أول فوج من الخريجين في العام 1982 ثلاثة خريجين فقط، لتتحول بعد أربعة عقود هذه الأرقام إلى عشرات الآلاف من الطلاب الذين ازدادوا بشكل تدريجي.

أظهر المعرض كيف كان الاحتلال يحاول منع استمرار الجامعة بداية من عدم الاعتراف بشهاداتها ومن ثم تدمير أي مبنى يقام على أراضيها حيث كان الاحتلال يدمر هذه المباني نهارا والطلاب يعيدوا بناءه ليلا، وكان قائد الركن الإسرائيلي الذي كان يحكم غزة في ثمانينيات القرن الماضي يرفض مخاطبة إدارة الجامعة حتى لا يعتبر ذلك وثيقة إلى أن خاطبها يوما باسم إدارة الجامعة بالطلب منها إغلاق احد البوابات بالاسمنت مما اعتبرته إدارة الجامعة بأنه اعتراف بها وكان ذلك بالتعليق بخط يد رئيس الجامعة آنذاك على هذه المخاطبة.

ويضم المعرض عدة زوايا توثق الحقبة التاريخية والحضارية لكافة المراحل التي مرت بها الجامعة، وتبرز مجالس أمنائها، ورؤسائها السابقين، وأهم إنجازاتها في حقل التعليم العالي، والجوائز النوعية التي حصدتها الجامعة على مدار 40 عامًا، والجوائز العلمية والبحثية التي حصل عليها الطاقم الأكاديمي في الجامعة والطلبة، فضلاً عن المشاريع النوعية الفائزة على المستوى الدولي والإقليمي، ومشاريع التبادل الأكاديمي، والزيارات النوعية للجامعة الإسلامية من كبار الشخصيات المعروفة دولياً وعالمياً، واتفاقات التعاون والشراكة مع المؤسسات والجامعات الدولية، إضافة إلى مجسم للجامعة حينما كانت خيام قبل أربعين عاما.

وسطرت الجامعة الإسلامية على مدار أربعة عقود من الزمان إنجازات كبيرة نحو العالمية في حقل التعليم العالي، وكان لها نجاحات غير عادية على صعيد كلياتها وبرامجها ومشاريعها النوعية وأعضاء الهيئة التدريسية والطلبة فيها، إضافة شبكة العلاقات الكبيرة للجامعة على مستوى المؤسسات والجامعات الدولية والعالمية وتواصلها المستمر معها.

قصة نجاح كبرى

وقال سعيد النمروطي الرئيس التنفيذي لاحتفالات الأربعين في الجامعة لـ "قدس برس": "هذا المعرض يجسد قصة نجاح كبرى ومسيرة كفاح عظيمة استطاعت الجامعة الإسلامية خلالها أن تقهر كل المصاعب حتى تكون جامعة ريادية على مستوى فلسطين والعام العربي".

وأضاف: "هذا التاريخ الكبير الذي يحتوي على مسيرة هائلة من التحديات والتقدم والطموحات والمعاناة والصعاب كان يستحق أن يوثق بطريقة يستطيع الشعب الفلسطيني والأكاديميين والباحثين والعالم أن يفهموا تاريخ هذه الجامعة العريقة".

وتابع: "الجامعة الإسلامية تجسد قصة كفاح الشعب الفلسطيني، فنحن نتحدث عن مسيرة تعكس تقدم ونجاح الشعب الفلسطيني في قهر الصعاب والتأكيد على أن العلم سلاح رئيسي في مقاومة المحتل".

وأشار النمروطي إلى أن هذا المعرض يوثق تاريخ الجامعة بالكلمة والصورة، مشيرا إلى أن نقطة البداية فيه هي وثيقة التأسيس التي كتبت في العام 1977.

مراحل تطور الجامعة

وشدد على أن المعرض يجسد مراحل تطور الجامعة البنيانية والعمرانية منذ أن كانت عبارة عن خيام إلى أن أصبحت مباني حضارية على طراز حديث.

وقال النمروطي:"المعرض يحكي قصص كفاح ومعاناة لجامعة على مدار 40 عاما وانجازات وقصص نجاح الجامعة والظروف الصعبة التي تعرضت لها الجامعة مثل الإغلاق والقصف وإعادة بناءاها".

وأوضح أن المعرض يحتوي على العديد من الصور التي توثق زيارة الشخصيات والوفود للجامعة من رؤساء دول وزعماء وقادة وعلماء مما يدلل على أن هناك حالة كبرى من الترابط الاجتماعي بين الجامعة والمجتمع الخارجي.

وتطرق النمروطي إلى وثيقة إغلاق الجامعة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في عام 1987مع اندلاع انتفاضة الحجارة ولمدة 4 سنوات وكيف استطاعت الجامعة رغم قرار الإغلاق العسكري أن تقوم بالتدريس في المساجد والكنائس والنوادي والبيوت حتى تستطيع أن تؤدي رسالتها نحو المجتمع الفلسطيني.

وأشار إلى أن الإعلام الفلسطيني لعب دورا كبيرا في نقل معاناة الجامعة والعقبات التي واجهتها على مدار الأربعين عاما الماضية ومن ثم وواكب تطورها وتقدمها الأكاديمي والعمراني.

ومن جهته شدد رئيس مجلس أمناء الجامعة نصر الدين المزيني، على أن الجامعة تمكنت من إحداث نقلة نوعية على أكثر من صعيد، مؤكدا على الدور الكبير للجامعة في بناء الأجيال الفلسطينية وتزويدها بالقيم والعلوم النافعة على مدى أربعة عقود.

من الخيام إلى المباني

وقال المزيني لـ "قدس برس": "بعد 40 عاما على تأسيس الجامعة الإسلامية انتقلت الجامعة على الصعيد العمراني من الخيام إلى المباني الحديثة اللائقة التي تضاهي أفضل الجامعات العالمية، وعلى مستوى التجهيزات والمختبرات العلمية تمتلك الجامعة من الإمكانات ما يؤهلها لتقديم أفضل الخدمات العملية إلى جانب التدريس النظري".

وأضاف: "أن الجامعة قدمت في المجال الأكاديمي خدمة مميزة لطلبتها، فأتاحت لهم فرصة الدراسة، وفق خطط تواكب العصر، ووفرت لهم طاقماً أكاديمياً مميزاً من خريجي أرقى الجامعات، وأتاحت لهم أفضل التجهيزات لممارسة الجانب العملي في مختبراتها، كما هيأت لهم سبل الاتصال بالعالم الخارجي، لمواكبة كل ما هو جديد في مختلف حقول تخصصهم".

وتابع: "الجامعة الإسلامية وهـي تفخر بالمستوى المتميز لخريجيها الذيـن أثبتوا قدرتهم على المنافسة والإبداع العلمي، إلى جانب الالتزام بالقيم النبيلة والأخلاق الحميدة، لتؤكد أنها ماضية في طريقها من أجل ترسـيخ النهضة العلمية، والمساهمة في بناء الحضارة الإنسانية" .

التفاعل مع المجتمع

وأشار المزيني إلى أن الجامعة قدمت نموذجاً لمؤسسة أكاديمية متفاعلة مع مجتمعها، تواكب احتياجاته وتطلعاته، فساهمت بشكل كبير في تنمية المجمع، وترشيد عملية البناء، بتقديم التعليم المستمر، والاستشارات الفنية، وخدمة التدريب في مختلف الميادين الفنية، والإدارية، والمهنية، ولمختلف شرائح المجتمع .

وشدد على أن الجامعة حرصت علـى خدمـة الحضارة الإنسانية ، بإثراء البحث العلمي، فكان لها حضورها الواسـع فـي المؤتمـرات الدولية في مختلف حقول التخصص.

وقال: "تبنت الجامعة أفضل الخطط والمناهج الدراسية التي تحافظ على الأصالة وتواكب التطورات الحديثة في عصر التكنولوجيا، وفي نفس الوقت حافظت الجامعة على الهوية الإسلامية وسعت لتعزيز القيم والمفاهيم الدينية والوطنية، وتمكنت من بناء شبكة كبيرة من العلاقات الدولية ونفذت اتفاقات تعاون وتوأمة مع 265 جامعة ومعهد أكاديمي من أشهر وأعرق جامعات العالم".

مستوى أكاديمي متميز

وشدد رئيس الجامعة ناصر فرحات على أن الجامعة الإسلامية حافظت خلال 40 عامًا الماضية على مستواها الأكاديمي المتميز رغم كل الصعاب التي واجهتها، مشيرا إلى أن هذا واضح وجلي من مستوى خريجيها بشهادة الجهات التي يعملون بها في الداخل والخارج.

وأوضح فرحات في حديثه لـ "قدس برس" أن نشاط الجامعة يتركز في ثلاثة جوانب تتكامل لبناء الإنسان الفلسطيني النافع لبلده؛ وهذه الجوانب هي: الجانب الأكاديمي، والبحث العلمي، وجانب خدمة المجتمع.

وقال :"بالرغم من الظروف الصعبة والمتغيرات المتلاحقة، إلا أن الجامعة كانت في كل عام تقدّم الجديد من تخصصات نوعية تخدم سوق العمل، فالجامعة اليوم أصبحت مصدرًا أساسيًا لبناء الإنسان الفلسطيني في النواحي المهنية والعلمية والفكرية".

وأضاف: "أن هذا النجاح الكبير للجامعة ما كان ليتم لولا بذل الجهد المخلص من رؤساء الجامعة السابقين، وأعضاء مجلس الجامعة السابقين، ورئيس مجلس الأمناء وأعضاء مجلس الأمناء، كذلك دعم كل الخيرين من المؤسسات الداعمة للتعليم العالي، وكل المحسنين الذين ساهموا في استمرار مسيرة الجامعة إضافة إلى طلاب الجامعة".
 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017