الرئيسية / مقالات
البرنامج الوطني يتشكل على الارض بقلم سامر عنبتاوي
تاريخ النشر: الأحد 13/07/2014 05:27
البرنامج الوطني يتشكل على الارض بقلم سامر عنبتاوي
البرنامج الوطني يتشكل على الارض بقلم سامر عنبتاوي

 الحرب المجنونة ضد الاطفال و النساء و الشيوخ في قطاع غزة ...و الهجمة الشرسة التي سبقتها و لا تزال على الضفة من قتل و اعتقال و تدمير ...رغم البشاعة و الالم قد اديا الى نتيجتين هامتين ...اولهما ان الاعتداءات ساعدت على الوحدة الميدانية بين الضفة و القطاع من ناحية و من ناحية اخرى وضعت اسس البرنامج الوطني الذي يوحد الجميع و عماده رفض و مقاومة الاحتلال ضمن رؤيا و استراتيجية موحدة.

و لعل البطولة الباسلة التي تحدت العدوان في قطاع غزة و التي اظهرت درجة عالية من الجاهزية و التنظيم و الوحدة الميدانية بين كافة الاطر ..اضافة الى ادارة علمية للمعركة مدعومة بماكينة اعلامية ابهرت الجميع ..و لعل صمود الشعب في الضفة و مواجهة قطعان المستوطنين و ممارساتهم و تنامي المقاطعة الشعبية للاحتلال و منتجاته و تعزيز المقاومة الشعبية ...لعل ذلك كله اسهم في التفاف الشعب و توحده حول مبدأ مقاومة الاحتلال ..و لا ننسى امتداد المسيرات و الاحتجاجات الى الاهل في الداخل .
لا يخفى على اي متابع لمجريات الامور طبيعة و ومكونات المشروع الاسرائيلي و الذي يهدف الى عزل قطاع غزة بشكل كامل في غيتو منعزل بعد شيطنة المقاومة و الشعب و اظهار القطاع للعالم كبؤرة ارهاب يجب عزله و حصاره و من ناحية اخرى تحويله الى منفى لكل من يعارض سياسة الاحتلال و مشاريعه ...كما يهدف هذا المشروع ضمن نفس السياق الى منع اي امكانية لاستمرار و تطوير وحدة وطنية شاملة للجميع..ووأد المصالحة في مهدها و تعزيز الشقاق و الخلاف الامر الذي يساعد بعزل غزة تمهيدا للانفراد بالضفة ..فاذا كان عنوان الحرب و الهجوم الدموي هو قطاع غزة ..فالغنائم بالنسبة لدولة الاحتلال هي في الضفة من خلال العمل على تصعيد المواجهات بين الفلسطينيين و المستوطنين و ابراز الامر للعالم ان هناك يهود وعرب (مواطنين) يتنازعون على الارض و زيادة دعم عصابات المستوطنين لتشكيل خطر كبير على القرى المجاورة للمستوطنات تمهيدا للتهجير الطوعي و القسري لتفريغ الضفة بعد تقسيمها لكانتونات مجزأة تمهيدا للضم الكامل للارض باقل عدد من السكان ...تماما نفس الخطة التي نفذتها عصابات الهاغاناة و شتيرن و غيرها قبل العام 1948 و التي على اثرها هجر من هجر و تم الاستيلاء على 78% من الارض الفلسطينية .
و تعتمد دولة الاحتلال في تنفيذ مشروعها على ما يحصل في المحيط العربي ..فما الصعب ان يحصل مجازر و تهجير ضد الفلسطينيين ضمن حجج و ذرائع متعددة ..ضمن ما يحصل من تهجير الملايين و قتل مئات الالاف في المحيط ضمن الفوضى الخلاقة التي تستغلها دولة الاحتلال لتمرير مشروعها ..هذا من ناحية و من ناحية اخرى تمرير الدولة اليهودية ضمن تشكيل الدول الطائفية بالمنطقة على اساس ديني ..فما الذي يمنع الاسرائيليون من المطالبة بدولة دينية عرقية طالما هناك دول سنية و شيعية و درزية و كردية تتشكل في المنطقة بعد حمامات من الدم .
هذا اذا هو المشروع الاسرائيلي و الذي اعتمد في تنفيذه على غياب المشروع الوطني الفلسطيني الموحد و حالة الانقسام و اختلاف الرؤيا السائدة ...لذلك ارى و بحق ان معالم البرنامج و المشروع الوطني الفلسطيني اصبحت ملامحه اكثر وضوحا بعد الممارسات العنصرية ضد الضفة و الحرب القذرة على غزة ...و اهم ما يميز هذا البرنامج هو العمل تماما ضد المشروع الاسرائيلي بكل مكوناته ..فهم يعزلون غزة و الشعب الفلسطيني توحد في الضفة و غزة و وراء الخط الاخضر ..وهم يحاولون طمس روح المقاومة و المقاومة تجسدت بارقى صورها في جميع الاراضي الفلسطينية بل وزاد بشكل كبير الالتفاف الشعبي حولها ..و زادت ثقة الشعب بقدراته ..وهم اطلقوا العنان للمستوطنين و زاد مقاومة الشعب و تصديهم لهم بوعي و ادراك للمخطط لم يكن موجودا قبل نكبة 48 .
ان هذا البرنامج الذي يسطره الآن دماء و تضحيات و معاناة شعبنا في الضفة و القطاع اوضح ان لا مجال لمفاوضات و لا مهادنات و لا بتقديم التنازلات المجانية بل توحيد كل الجهود و الطاقات في مواجهة الاحتلال و فضح ممارساته بكل السبل حتى الخلاص منه و تحرير الارض و اقامة الدولة و عاصمتها القدس .
قد يتساءل البعض : هل هذا الوقت المناسب لطرح هذا الامر و شلالت الدم و التدمير ضد اهلنا في القطاع تسيل بغزارة و تتصاعد ..و اقول ان العمل لهذا المشروع هو في هذه الايام يبدأ بمراجعة جميع القوى لمواقفهم و ممارساتهم خاصة حركتي فتح و حماس و تعزيز الدور النضالي المكافح لحركة فتح بناء على البرنامج الذي تأسست عليه و تعزيز الدور الوطني الملتزم بالقضية من قبل حركة حماس و البعد عن المحاور الاقليمية و عودة الروح الكفاحية و النضالية لكافة الاطر ..و يبدأ العمل على تطبيق المشروع بقوة و صلابة في اليوم التالي لانتهاء الحرب القذرة على قطاع غزة .
هذا ليس خيارا بل واجب وطني على الجميع من رأس الهرم الى اصغر عضو في اي تنظيم وليس هناك من هو معصوم عن الخطأ و لم يعد بمقدور الشعب تحمل نتائج وويلات الممارسات الخاطئة و الفردية في القرارات بل التوجه نحو قيادة وطنية موحدة للجميع ببرنامج نضالي موحد ...و حتى ذلك الحين فكل التحية و الدعم لاهلنا الصامدين في 
القطاع في مواجهة الحرب اللا اخلاقية و المدمرة 
سامر عنبتاوي
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017