تجمعنا علاقة معقدة بالغذاء، تحكمها عدة عوامل مثل الشهية وتكلفة المنتجات ومدى توفرها وحتى البيئة المحيطة بنا.
وفي هذا التقرير -الذي نشره موقع "آف بي.ري" الروسي- بينت الكاتبة تيرنتييفا أناستازيا كيف يؤثر التقدم في السن على الشهية، ويؤدي إلى تغيير النظام الغذائي.
وتعود مسألة زيادة الشهية إلى الجوع الذي يمثل الطريقة التي يخبرنا بها الجسم عن حاجته إلى الغذاء، فضلا عن العوامل الجسدية والنفسية. وغالبا ما يتناول البعض الطعام دون الشعور بالجوع، وأحيانا يتغافلون عن الوجبات الرئيسية على الرغم من حاجة الجسم إلى الغذاء.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن وفرة المحفزات الغذائية في البيئة المحيطة بالشخص (الروائح والأصوات والإعلانات) من بين الأسباب الرئيسية للاستهلاك المفرط للطعام.
يُذكر أن اتباع نظام غذائي صحي من الأمور التي تحافظ على الصحة الجسدية والنفسية، وهو ما يستوجب أيضا اتباع عادات صحية. لذلك، يساعد فهم المراحل العمرية السبع للشهية على تطوير طرق جديدة للتعامل مع نقص التغذية والإفراط في الاستهلاك وآثاره الصحية، على غرار الإصابة بالسمنة.
العقد الأول.. من الولادة إلى سن العاشرة
في مرحلة الطفولة المبكرة، ينمو الجسم بشكل سريع، ويمكن أن يخلف سوء التغذية في هذه المرحلة العمرية المبكرة عواقب وخيمة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تلاحق مشكلة زيادة الوزن الطفل حتى فترة بلوغه.
وفي حال كان الطفل من الذين يرفضون تناول الطعام، فإن ذلك يمثل مشكلة خطيرة له ناهيك عن أنه يؤثر سلبا على نفسية الآباء، لذلك ينصح بتعويد الطفل على الأغذية الصحية مثل الخضراوات.
ويوصى أيضا بالتحكم في حجم الوجبات المستهلكة. فإجبار الطفل على تناول الطعام رغم عدم شعوره بالجوع قد يؤدي لفقدانه القدرة على الاستماع إلى إشارات الشهية والجوع التي يرسلها جسمه مما سيجعله يفرط في تناول الطعام لاحقا.
وتعمل العديد من البلدان على حماية الأطفال من إعلانات المنتجات المعروضة بالتلفزيون وتطبيقات الهواتف الذكية ووسائل التواصل والإنترنت، لا سيما وأن هذه الإعلانات تحث الأطفال على الاستهلاك المفرط للطعام مما يفضي إلى زيادة معدل السمنة في صفوفهم.
العقد الثاني.. من العاشرة إلى العشرين
تشير زيادة الشهية ونمو القامة الناتج عن الهرمونات إلى بداية مرحلة البلوغ، وتؤثر العادات الغذائية المتبعة بهذه المرحلة على الأسلوب المتبع مستقبلا. وذلك يعني أن الخيارات الغذائية في مرحلة الشباب لها تأثير مباشر على صحة الأجيال اللاحقة الذين سيصبحون أبناء لهم. فقد يؤدي عدم توجيه الشباب نحو بدائل غذائية صحية إلى تبنيهم عادات غذائية مضرة بالصحة.
العقد الثالث.. من العشرين إلى الثلاثين
من غير المستبعد أن تؤدي التغييرات في نمط الحياة بمرحلة الشباب، على غرار الالتحاق بالجامعة والزواج والإنجاب، إلى زيادة الوزن. وغالبا ما يصعب التخلص من الدهون المتراكمة بالجسم الذي يرسل إلى الدماغ إشارات قوية عند الشعور بالجوع والحاجة إلى الغذاء، في حين يرسل إشارات ضعيفة عن الشعور بالشبع مما يقود المرء لتناول ضعف حاجته. إلى جانب ذلك، تتداخل العديد من العوامل الفسيولوجية والنفسية مع محاولات تناول كميات قليلة من الطعام على المدى الطويل.
العقد الرابع.. من الثلاثين إلى الأربعين
تؤثر ضغوطات الحياة ونمط الحياة على شهية حوالي 80% من الذين شاركوا في إحدى الدراسات التي أظهرت أن نصفهم زاد استهلاكه للطعام في حين فقد النصف الآخر شهيته للأكل. لكن أسباب إدمان الطعام والرغبة الجارفة في تناول أطعمة -غالبًا ما تكون عالية السعرات الحرارية- لا تزال غير معروفة. كما توصل العلماء إلى أن بعض السمات الشخصية -مثل السعي إلى الكمال والتفاني في العمل- تزيد من تأثير الضغوط النفسية على العادات الغذائية.
العقد الخامس.. من الأربعين إلى الخمسين
الإنسان رهين عاداته، ويتقيد باختياراته ولا يميل إلى التخلي عنها، حتى لو ثبت أنها تلحق ضررا بصحته. لذلك يتمسك معظم الأشخاص بالنظام الغذائي الذي تعودوا عليه حتى وإن كان غير صحي.
العقد السادس.. من الخمسين إلى الستين
بعد تجاوز الخمسين، يستمر الجسم في فقدان كتلة العضلات بنسبة تتراوح بين 0.5 و01% سنويا. وتعرف الظاهرة -التي يتسبب في بروزها انخفاض النشاط البدني وعدم كفاية البروتين وانقطاع الطمث لدى النساء- بالضمور العضلي. لذلك، ينصح في هذه المرحلة باتباع نظام غذائي متنوع ومتوازن وممارسة التمارين الرياضية بانتظام للحد من آثار الشيخوخة.
العقد السابع.. من الستين إلى السبعين
بالنظر إلى الزيادة في متوسط العمر المتوقع، فإن الحفاظ على جودة حياة كبار السن تعد من إحدى المهام الرئيسية التي يتعين على الباحثين الاضطلاع بها. والجدير بالذكر أن انخفاض الشهية وغياب الشعور بالجوع من الأمور التي تصاحب تقدم العمر، وتؤدي إلى فقدان الوزن والإصابة بالوهن العضلي.
المصدر : مواقع إلكترونية