نابلس: من أنوار رمضان.

في الجهة الشرقية وعلى بعد بضعة كيلو مترات من مدينة نابلس يقع مخيم عسكرالجديد للاجئين، حيث تقطن المواطنة أم أرقم والدة الأسير أرقم في بيت يغلب عليه العتمة، بسبب انقطاع التيار الكهربائي فيه وذلك بسبب وجود خلل في التمديدات والشبكة.
منذ انفصالها عن زوجها قبل 20 سنة، وهي تعيش في هذا المنزل مع أبنائها (ابنتان وولد)، يكاد يفتقر المنزل لكل مقومات الحياة، فهو مكون من غرفتين متواضعتين ومطبخ وحمام صغير.
في هذا البيت الميؤوس من حاله مياه تتسرب من كل مكان والكهرباء مقطوعة باستمرار، وباب صغير لا تدخل منه حتى تلتف على جانبك لكي تستطيع التوغل في المنزل، تدخل إلى كهف شبيه بمغارة لا ضوء ينير عتمته، ولا شباك تدخل منه الشمس سوى طاقة صغيرة في أعلى سقف غرفة من غرفه، وأسقف متعفنة نهشتها الرطوبة ما أن تراها حتى تخالها ستنهال عليك.
تقول أم أرقم صعقات كهربائية كثيرة ضربت شبكة كهرباء المنزل جميعها، لا أعلم سبب المشكلة لا نرى سوى أن صمام الأمان قد هبط وأصبح الشرار يتطاير في كل الأرجاء، كما أن المياه أيضاً تنهمر من السقف والجدران، وخاصة في الشتاء "فنحن لا نشعر بالدفء أبداً".
تضيف لا يوجد معيل للعائلة سوى ابنتها التي لم تكمل مشوراها الدراسي في المدرسة حيث أنها ترتكتها لتعيل أمها وأختها وجدتها، وفي السابق كان ابنها من يعيلهم، ولكنه مصاب بمرض في الغدة، وكان يتعرض للنزيف بشكل كبير مما جعله يمتنع عن العمل، بالإضافة إلى أن الاحتلال إعتقله وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات، وأنهى منها سنة ونصف.
تقول المواطنة أم أرقم: "أمي المسنة أيضا تسكن معي بعدما كانت تسكن بقسم منفصل يفصل بينهما جدار، ولكن سقف الغرفة أوشك على الإنهيار فتركتها وسكنت في نفس البيت معنا".
من يدخل بيت الحاجة أم محمد جدة أرقم يشعر بأن أيام قليلة والسقف قد ينهار بعدما برزت وتكشفت أعمدة الفولاذ والحديد.
مع إسدال الستارة من زيارة المنزل تشعر وأننا في زمن سنوات النكبة واللجوء عندما كانت بيوت المخيمات أشبه بجدران وأسقف مهترئة.
 

الصور من تصوير أمين أبو وردة والاء أبو دراع.