عرب ٤٨
أثار عرض فيلم "دم النخل" لمخرجه، رئيس مجلس النواب السوري السابق، نجدت أنزور، غضبًا كبيرًا، اضطرّت المؤسسة العامة للسينما، في إثره، إلى تأجيل العروض الجماهيريّة للفيلم، بعدما شارك رئيس النظام، بشار الأسد، في العرض الأول.
وأعلنت المؤسسة العامة للسينما (تابعة للنظام السوري) في حسابها على فيسبوك تأجيل العرض "حتى يتسنى لنا دمج الآراء التي جمعناها ليخرج الفيلم بصيغته الجاهزة للعروض الجماهيرية، منسجمًا مع قيمة وقداسة كل تلك التضحيات".
وأضافت "فهدفنا من هذا الفيلم هو إبراز دور الجيش العربي السوري العقائدي الذي ينتمي أبناؤه إلى كافة شرائح المجتمع السوري في كافة محافظاته، والذي علّم العالم معنى الشجاعة والبسالة والتضحية وقدّم قوافلَ من الشهداء والجرحى، ولمن لم تصل له رسالتنا كاملة أو وصلت غير كافية نعدكم أننا نقوم منذ انتهاء العرض بإجراء المراجعة الكاملة لنقدم لكم عملًا فنيًا تفتخرون به".
ووجّه عدد من الكتاب السوريين انتقادات للفيلم، كونه يغمز من باب "الفتنة الطائفيّة"، فصوّر على أن محافظات معيّنة، ذات أغلبيّة علويّة ساهمت في التصدّي لتنظيم الدولة الإسلاميّة "داعش"، بينما صوّر أهالي السويداء على أنهم "جبناء".
وبحسب ما نقل موقع "المدن" اللبناني عن إحدى الصحافيات التي شاهدت الفيلم، فإنه تضمن عبارات من قبيل "نحنا أهل تدمر جماعة عمر الفرا"، و"نحنا أهل الشام جماعة نزار قباني"، و"جماعة القاف واللهجة العلوية الواضحة". وتساءلت "لماذا جعل الجندي الوحيد (الجبان) في كل الفيلم الذي أظهر خوفه ورجف وحتى بكى، يتكلم بلهجة أهل السويداء، اللهجة الدرزية حصرًا؟".
في حين كتب الأستاذ الجامعي، يحيى العريضي، في حسابه على تويتر "مَن صنع فلم ’دماء النخيل’ ليس نجدت أنزور، لأنه أجهل من أن يعرف الجبل وأهله، بل نظام الاستبداد الحاقد على شباب رفضوا قتل اخوتهم. أما أولئك الذين لاموا شباب الجبل، لعدم التحاقهم بجيش التعفيش، فإن صفة الجبن تخصهم حصرًا ويستحقونها".
ومنذ اندلاع الثورة السورية، نأى أهالي السويداء عن الالتحاق بجيش النظام السوري، رفضًا لزجّ أبنائهم في هذه المقتلة، كما يقول معارضون.
وتعرّضت السويداء، خلال تموز/ يوليو 2018 إلى هجوم من قبل داعش، أدّى إلى مقتل أكثر من 200 من أهالي المنطقة، واختطاف العشرات.
يذكر أن الفيلم عرض في دار الأوبرا في دمشق في 11 أيلول/ سبتمبر الجاري، تزامنًا مع يوم عيد ميلاد بشار الأسد الذي حضر العرض التجريبي مع عائلته. وكتبت الفيلم ابنة السويداء، ديانا كمال الدين، وهو التجربة الثالثة لها مع أنزور، بعد "فانية وتتبدد" و"رد القضاء"، وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما.
وتقول المؤسسة في موقعها في الإنترنت، إن الفيلم يتحدث عن عالم الآثار السوري، خالد الأسعد، الذي قتل على يد "داعش" وهو يدافع عن كنوز مدينة تدمر رافضًا المغادرة وتركها للسلب والنهب، فدفع روحه ثمنًا لذلك. كما يستحضر شخصية الملكة زنوبيا مع الطفل خالد الأسعد من خلال التلاقي ما بين الماضي والحاضر.