العربي الجديد
إنّه زمن "الكيتو" (نظام غذائي مولّد للكيتون). ما عليك إلّا تخيّل وجبةً شهية مكوّنة من الخضر والبيض والأفوكادو والجوز واللوز وزيت الزيتون. وجبة ملونة تبعث على الانتعاش. والأهمّ أنّ السعرات الحرارية قليلة.
هذا النظام الغذائي، بحسب المعلِنين والمدافعين عنه، يوفّر السعرات الحرارية الأقل التي يمكن أن تحصل عليها. بذلك، يبدو مغرياً للغاية. فلا مجال لتناول النشويات والسكر، حتى الفاكهة، ما يعني أن خسارة الوزن "مضمونة".
تقول ليلى إنها اختارت تجربة "الكيتو"، كنظام قاسٍ، علّ ذلك يكون حلّاً لشهيّتها المستمرّة. وخلال أسبوعين، خسرت ثلاثة كيلوغرامات. تقول: "كنت أستطيع تناول كل شيء باستثناء السكر والخبز وغيره من النشويات. لكن التوقف عن تناول السكر لم يكن سهلاً. لذلك، كنت أتناول قطعة من الشوكولاتة كل يومين. ولحسن الحظ أنني لا أحب الفاكهة أو الأرز. أما المشكلة الأخرى فهي البطاطس المقلية التي لم ألغها تماماً من نظامي الغذائي". تضيف: "وحين يحشر الناس أنوفهم في ما لا يعنيهم، أخبرهم أن هذا النظام يساهم في تكسير الدهون وبالتالي يجعلنا أكثر نشاطاَ".
لكن ما هو "الكيتو"؟ النظام الغذائي الكيتوني أو الحمية الكيتونية أو كيتو دايت هو نظام غذائي عالي الدهون، معتدل البروتين، منخفض الكربوهيدرات. الهدف منه الحدّ من تناول الكربوهيدرات بشكل كبير واستبدالها بالدهون. وفي النتيجة، يصبح الجسم أكثر قدرة على حرق الدهون وبالتالي تزيد نسبة الطاقة.
هذا في المختصر. والكيتو اليوم هو "تريند" أو "موضة"، غير محصورة بالفتيات والنساء فقط، كما قد يظن البعض. بدا عبد مهتماً بالكيتو، وإن لم يعمد إلى تجربته. يقول إن "نظامنا الغذائي، أقله في البيت، يعتمد على الأرز والحبوب والخبز. وأعتقد أن معظم مشاكلنا الصحية ترتبط بالخبز". يضيف: "حين توقفت عن تناول الخبز لمدة شهر، تحسّن ضغط الدم لدي، حتى أنني لم أعد في حاجة إلى الدواء".
من جهتها، تقول سارة إن هذا النظام، في حال ترافق مع صيام متقطع يعتمد على الإكثار من تناول المياه أو القهوة السوداء أو الشاي من دون سكر، يساهم في إزالة كل دهون البطن والشعور بالحيوية، وذلك فقط بعد خمسة أيام. في الوقت نفسه، لا تنكر أن الأيام الخمسة الأولى تكاد تكون مروّعة. تضيف أنّ زوجها جرب هذا النظام الغذائي وشعر بتحسن كبير، بل أصبح نظامه الغذائي المفضل. وتنصح بزيارة الطبيب قبل بدئه للتأكد من خلو الجسم من أية مشاكل صحية.
بالنسبة إلى البعض، يحتاج هذا النظام الغذائي إلى تفرّغ، مستغربين إقبال الناس عليه، علماً أن النظام الغذائي المتوسطي يعد الأفضل حول العالم. لكنّ إن سألت عن سبب توقف عدد من أصدقائك عن تناول الخبز، فسيقولون إنه "الكيتو". كما أنهم سيؤكدون على عظمته، لأنهم سيشعرون بالفرق بعد أسبوع واحد فقط.
هل هو صحي؟ ربما لن يكون هناك موقف واحد أو حتمي. إلا أن أخصائيّة التغذية منى سنّو تقول لـ "العربي الجديد"، إن الكثير من الناس يتحمسون لنظام الكيتو الغذائي لأنه يعتمد تماماً على الدهون. بالتالي، يشعرون أنه في إمكانهم تناول ما يريدون من دهون طوال اليوم طالما أنهم سيتوقفون عن تناول النشويات والسكر. وبالتالي، لن يحصل الجسم على الطاقة من الغلوكوز الذي سيفقده الجسم بسبب التوقف عن تناول النشويات، وبالتالي سيعمد إلى حرق الدهون ما يؤدي إلى خسارة الوزن بسرعة. ثم، يفرز الجسد الأجسام الكيتونيّة نتيجة حرق الدهون، علماً أنها تؤثّر على الدماغ، وتزيد من نسبة التوتر، وأمراض السرطان، وقد يصل إلى الغيبوبة.
وتلفت سنّو إلى أنه عادة ما يكسب الجسم الكيلوغرامات التي خسرها بسرعة بعد توقيف هذا النظام الغذائي، إضافة إلى كيلوغرام إضافي، لأن الجسم لا يكون معتاداً على هذا النمط الغذائي. لذلك، تنصح باعتماد النظام الغذائي الغني بالبروتين مع نسبة كربوهيدرات معتدلة. وتشير إلى أهمية تناول الفاكهة كونها مصدر السكر الطبيعي الوحيد.
كذلك، تشير إلى أنه مع الوقت، قد يعاني من يتبع هذا النظام الغذائي من ارتفاع في نسبة الكوليسترول في الجسم في حال تجاوز نسبة الدهون المسموح بها في اليوم. وعن سبب إقبال الناس على هذا النظام الغذائي، تقول: "ربما لأن الطعام شهي، علماً أنه يمكن إدخال الأفوكادو أو البيض أو زيت الزيتون إلى أي نظام غذائي باعتدال. لكن الدماغ في حاجة إلى الغلوكوز وإلا فسيفقد الجسم طاقته. وعلمياً، لا يشعر متبعو هذا النظام الغذائي بالطاقة بل بالإشباع".