غازي ابوكشك
يقول أحمد شوقي:
أرأيت أعلم أو أجل من الذي يبني وينشئ أنفسا وعقولا
عيد المعلم هو عيد العلم، يعلم الأجيال جيلا بعد جيل، فهو النبراس الذي يضيء لهم الدرب نحو المستقبل الأفضل، هو معلم كل من يقدم العطاء للأرض للوطن، هو معلم من أصبح قائدا أو طبيبا أو مجاهدا، قال حكيم: ان أجلّ الناس في عيني من علمني حرفا هو المعلم صانع الأجيال، يهذب الأخلاق ينشئ العقول وهو زارع عظيم وإنما زرعه أغراس صغيرة يرعاها وكأنه بستاني ماهر يشذب شجيراته لعلها تغدو أحسن تقويما وأوفر عطاء.. ويعظم في نفسي أنه أب يحدب على تلاميذه كأنهم فلذات كبده، ويزيده نبلا في عيني انه يبذل زهرة عمره لغيره، يعمل متواضعاً صامتاً صابراً صبر العظماء.
المعلم يستطيع ان يقدم للعالم من خلال عمله شعاعا روحيا لا ينطفئ وغذاء انسانيا لا ينسى.. انها سنوات مضت لا تنسى ما زلنا نعمل بتوجيه معلمينا منذ مرحلة الصفوف التأسيسية.. كانت لنا المثل الأعلى في الاخلاق ) المعلم المربي داعس ابوكشك في التوجيه والارشاد والتشجيع بالمكافآت.. كان لنا قدوة نمشي على هديه ونترسم خطاه أجاد في جذب انتباهنا ومشاركتنا في الصف وتعزيز قدراتنا، كان لنا عونا على المطالعة والقراءة بصوت مسموع ليستقيم لساننا في لفظ مخارج حروف اللغة العربية، ابعدنا عن الخمول والكسل ووجهنا الى النشاط والجد والعمل.. فالمعلم رمز في بناء شخصية التلميذ وصوغ عقله وفكره والوصول به الى الكمال واعداده للحياة.
ولاننسى جميع معلمينا الذين كانوا لنا مثلاً في التضحية والاخلاص وتحمّل المسؤولية وحب الانسانية والوطن.. فالمعلم يسلح الابناء بالعلم ليمسحوا ظلمات الجهل، وبالنورو والأمل ليبددوا حجب الظلام، يملأ العقول النائمة يقظة وحركة والمشاعر الضعيفة أفقا رحباً، وهو المصباح المضيء لينير الطريق المظلم أمام السائرين في دروب العلم والتربية. ونحن إذ نحتفل بعيده نعترف له بفضله وبحقه علينا.
قال عقبة بن سفيان لمؤدب ولده: ليكن أول ما تبدأ به من اصلاح ولدي اصلاح نفسك فإن أعين المتعلمين معقودة بعينيك.. فالحسن عندهم ما استحسنت والقبح لديهم ما استقبحت وعلمهم سير الحكماء وأخلاق الادباء وأدبهم، وكن لهم كالطبيب الذي لا يعجل الدواء حتى يعرف الداء ولا تتكلف على عذر مني.
والمعلم يقدم المعلومات بوجه مشرق بالابتسامة والعطاء واتباع أحسن طرق التدريس التي تساعد الطالب على التفكير والقدرة على الكشف والتي تزيد من احترام الطلاب له وتقديرهم لمكانته.
يقول الشاعر:
ان المعلم شعلة قدسية تهدي العقول الى السبيل الأقوم
ولا بد من تضافر جهود المعلم مع الأسرة لتربية جيل معافى جسدياً وعقلياً ونفسياً ولتحقيق هذا الهدف النبيل لا بد من اجتماع مجلس الآباء الذي يعد جسر التواصل لتبادل الأفكار والآراء حول مشكلات الابناء وتربيتهم وتحقيق شعار (لا للعنف في المدارس) ولا اللجوء الى الدروس الخصوصية التي اضحت مرضا متفشيا يثقل كاهل الأسرة وتزداد هموم الأهل ذوي الدخل المحدود الذين تم اقناعهم بتحسين المستوى العلمي لابنائهم بعد أن أهمل منهاج المادة المقرر من بعض المعلمين ليصبح هذا المعلم يدعو للدروس الخصوصية.. أحلامنا ان يقضى على هذه الظاهرة الخطيرة ومعالجتها بشكل جاد ومسؤول من قبل المكتب التنفيذي لنقابة المعلمين الذي أكد على معالجتها بعد اجتماعه والمعلمون هم أصحاب فضل شامل على بناء الوطن كافة.. فهنيئا لهم في عيدهم مع تحية اكبار وتمنيات صادقة في تأدية رسالتهم الانسانية الوطنية على أحسن وجه.
ويقول الشاعر:
ان كرمتك اليوم أمتك التي عاشت على قبس بعلمك مشرق
ولقد كسوت من الجمال حياتها وجعلت واديها وضيء الرونق