إعداد: ياسمين قطيشات
يعد التدخين آفة عظيمة، ويصنف من ضمن أسوء المخاطر التي تحل بالمجتمعات التي يلجأ لها شبابنا، وجاءت لتشمل كل أماكن تواجدنا في البيوت ، وفي وسائل النقل، وفي المؤسسات وأماكن العمل بشكل عام.
تستمر لذةُ التدخين لعدة دقائق فقط ثم تؤدي تلك اللذة الى مشاكل صحية وبيئية خطيرة جداً، فالمدخن لا يلحق الضرر بصحته وحسب بل تدخينه لسيجارة واحدة يؤثر سلبا على كل شخص في محيطه وعلى البيئة المحيطة أيضا، فمن آثار التدخين أنه قادر على اتلاف كل عضوٍ في جسم الانسان، ويمكن للتدخين أيضا أن يسبب العديد من الامراض التي لا تعد ولا تحصى، وقد يكون بعضها غير قاتل لكنه يترك الانسان معانيا طوال حياته.
ويعد التدخين مسبباً رئيسياً للعديد من الاورام السرطانية مثل: سرطان الرئة والمريء والحنجرة والفم والكلى والمثانة والبنكرياس والمعدة وسرطان عنق الرحم بالإضافة الى سرطان الدم النخاعي ، حيث أن الاحصائيات اظهرت ان حوالي 90% من مجموع وفيات سرطان الرئة سببها التدخين، والذي يعتبر أخطر و أكثر أنواع السرطانات المسببة للوفاة.
كما يسبب أيضاً أمراض ضغط الدم، وتصلب الشرايين، وضعف القدرة الجنسيّة ، بالإضافة الى التكلفة المادية الكبيرة التي يصرفها المدخن لشرائه، وما يترتب على ذلك من هدر للمال في سبيل ما يضر الصحة الجسمانية.
كما أكدت الدراسات العلمية التي أقيمت حول التدخين بأن المدخن تظهر عليه علامات الشيخوخة في سن مبكر جداً مقارنة مع غيره من الغير مدخنين، اذ تتسبب بعض المركبات الموجودة في الدخان بتدمير الحمض النووي المسؤول عن تجديد الخلايا وتعويض التالف والمفقود منها.
وأثبتت الدراسات الحديثة أنّ السجائر التي يتعاطاها كثير من الأشخاص تحتوي على 4000 مادّة سامة وخطيرة، أهمّها أوّل أكسيد الكربون الذي يسبّب انخفاضاً في نسبة الأكسجين في الدم، وهو بذلك يؤثّر على جميع أجهزة وأعضاء الجسم، و يحتوي على مادّة القطران المعروفة أنّها من المواد المسرطنة، ومادّة النيكوتين التي تسبب الإدمان.
و قد يلجأ المراهق الى التدخين نتيجة الى عدة اسباب، فهو يتصور ان التدخين يعطيه نوعا من الاستقلالية، كما يرى في هذه العادة نوعا من «البريستيج» والرقي الاجتماعي، وانه يبدو اكثر جاذبية عند حمله السيجارة.
وهناك من يرى في التّدخين مظهرا من مظاهر التحضّر، يلجأ إليه الشّباب بتشجيع الأصدقاء وزملاء الدّراسة، وقد يلجأ الشباب الى التدخين لاعتقاده بأن ذلك قد يكون حلاً لبعض الضغوطات النفسية او الاجتماعية التي قد يتعرض، متوهما أن السجائر تريح وتهدئ في لحظات الغضب والاكتئاب والتوتر.
وهناك الكثير من الوسائل التي يتم ترويجها كبدائل لسجائر العادية، كالسجائر الالكترونية التي تعتبر صديقة للبيئة ومقبولة اجتماعياً، وذلك لأنها تحتوي على كمية أقل من المواد الكيمائية الموجودة في السجائر العادية، الا انها ليست آمنة هي الاخرى، وذلك بسبب شعبيتها المتزايدة .