كتبت ايمان عدوان محمد حسن
قصرة جنوب نابلس
ذات يوم كنت أشاهد التلفاز وأتابع الاخبار ...وإذا بأم تنتظر ولدها أن يرجع من مدرسته التي كانت تزوده بالعلم ...لم تعلم أنها ستستقبله شهيداً على راحة كفيها وستلبسه الكفن الابيض وأن تدعوه يذهب لمثواه الأخير.
ثكلت الام بالهم والحزن والدمع بعينها فلذة كبدها أمامها لا تنطق شفاه ولا يقدر على الحراك وهي كالجثة الهامدة .
تريد أن تصرخ بأعلى صوتها لكن شيئ ما أوقفها لحظات الفراق التي خيمت عليها وداع وحيدها وانتزاعه من بين أحضانها...كيف تحتمل هذا المشهد القاسي ستتحرر البلاد ولكن من يعيد للأم المسكينة شهيدها ...من يجرع عنها الألم...من يعيش لحظات الهم والحزن .
كان حلمها بسيطاً تعلمه بالمدرسة لتفخر به امام الجميع.
حملوني يا أمي على أكتافهم شهيداً قالوا لي أمثالك كثيرون جاهدوا ليعم السلام والأمان على بلادنا لم أرد الرحيل يا أمي كنت أود أن أقبل قدماكي يا أمي.
أود أن أبقى بحضنكِ يا أمي..لكن الرصاصة اخترقت جسمي يا أمي لن أحدثك عن كمية الألم يا أمي..علمتيني ان اكون رجلاً وأن لا اشتكي ...لكن سأحدثك عن حياة النعيم بالآخرة .
لا تحزني يا أمي افرحي وانهضي وودعيني .. قبلي رأسي اريد ان أشعر بك وترافقني رائحتك يا أمي. .زغردي يا أمي وزفيني بعلم بلادي .وامشِ مرفوعة الرأس.
أدعو لي ...اللهم أهلنا في غزة