الرئيسية / الأخبار / فلسطين
بلدة عنبتا وحكاية الفقوسة
تاريخ النشر: الأثنين 25/11/2019 04:56
بلدة عنبتا وحكاية الفقوسة
بلدة عنبتا وحكاية الفقوسة

تقرير: ريم مرعي
وتمضي الأيام وأجيال تخلّف أجيال يرويها الأجداد، حكاية بلدة عنبتا الواقعة الى الشرق من محافظة طولكرم، وهي معبر بين محافظات الوسط والمناطق المحتلة عام 1948م، ويبلغ عدد سكانها حوالي 10 الاف نسمة ،وتشتهر بزراعة الخضراوات والحمضيات واللوزيات وتحيطها بعض كروم العنب والزيتون بالإضافة إلى زراعة القمح والبقوليات، ومعظم سكانها مزارعين وأيدي عاملة.
تقع عنبتا على تلتين ويتوسطها وادي ويحيطها بعض السهول، من السهول ابتدأت الحكاية، حكاية "الفقوسة"، قبل مئات السنين كان هناك بعض الفلاحين في حقولهم يزرعون الخضراوات ومنها نبتة الفقوسة، وفي موسم قطف الفقوس وجمع محاصيله تفاجئ الفلاحون بأن بعض ثمار الفقوس قد شققّت وكسرّت بسبب تقلبات المناخ .
مما أدى ذلك إلى إثارة التخوّف في نفوس الفلاحين من تهديد موسم محاصيلهم الزراعية، فوقف الفلاح حائراً في أمره، وإذا برجلِ صاحب فكاهة يدعى الحاج محمود عبدالكريم متبّسماً ومفكرّاً في فكاهته التي أطلقهما من بين شفتيه للفلاحين قائلاً لهم: "ما عليكم إلا أن تطبقّوا ما أقوله لكم".
"عليكم أن تقموا بتجبير الفقوسة"، ضاحكاً الفلاحين على فكاهته فاستّل ثمرة فقوسة مكسورة، وقام بتجبيرها مصطحباً عودين من العشب اليابس أدخلهما في ثمار الفقوسة ،فعجب الفلاحون بفكرته الفكاهية فجمعوا الثمار وأنزلوها إلى الأسواق التجارية في نابلس وطولكرم.
وتروي الحاجة أم فتحي: "عندما يبدأ موسم قطف الفقوس في بلدة عنبتا فالشيء الوحيد الذي يتبادر إلى ذهني هو فكاهة أبناء البلدة بالتعامل مع الموقف وتفكيرهم خارج الصندوق بتجبير الفقوس بالإضافة إلى سرعة انتشارها بين مختلف القرى والمدن المجاورة فأصبح يُعرف عن عنبتا بالبلدة التي جبّرت الفقوس".
الحكاية التي دوّنت في كتاب (تلك السنين) للكاتب والشاعر طارق عبدالكريم ابن بلدة عنبتا كاتباً عن عمه عبدالكريم الحكاية: "محمود في كل موسم فقوس، يتذكر الأهالي قصته وحتى أثناء تناول أكلة الفقوسة على المائدة بين أبناء وأهالي بلدة عنبتا يتذكرون قصة تجبير الفقوس، وفي بعض الأحيان عندما يلتقي أبناء عنبتا


بأبناء القرى المجاورة والمحافظات الأخرى يقولون لهم: أنت من جبّرتم الفقوسة".
ويسرد رئيس بلدية عنبتا حمد الله حمد الله الستون عاماً لموقع أصداء الإخباري: "أتذكر حكاية جدي التي رواها لي بأن المزارعين قاموا بإخفاء بعض ثمار الفقوس المكسور، فتبيّنت لهم بأنها فقوسة عادية موضحاً أن تلك الفقوسات كانت من نصيب صاحب مصنع للصابون في مدينة نابلس عند شرائه عدد من صناديق الفقوس، مكتشفاً الخدعة ومعرفة مصدر الثمار، فأعاد تقطيعها وطبخها مع مكونات الصابون لعله يبيع إنتاجية في عنبتا، كرداً على الخديعة بخديعة، فقيل أهل عنبتا جبّروا الفقوسة وأهل نابلس صنعوا صابوناً بثمار الفقوس".
ومن يمر ببلدة عنبتا يتذّكر حكاية تجبير الفقوس، حتى أهالي القرى والمدن المجاورة لبلدة عنبتا وأبناءها لا زالوا يحكون عن فكاهة الحاج عبدالكريم جيلاً وراء جيل.
 

 

المزيد من الصور
بلدة عنبتا وحكاية الفقوسة
بلدة عنبتا وحكاية الفقوسة
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017