الرئيسية / الأخبار / فلسطين
بعد انقطاع 22 عاما.. أم محمد على مقاعد الدراسة
تاريخ النشر: الأثنين 25/11/2019 04:59
بعد انقطاع 22 عاما..  أم محمد على مقاعد الدراسة
بعد انقطاع 22 عاما.. أم محمد على مقاعد الدراسة

كنبت تسنيم صوالحه

كاستراحة محارب، وبعد أن اقتطعت الظروف طريقها لأكثر من مرة، عادت إيمان حماد في ربيعها ال37 لاستمكال رحلتها التعليمية، وتحقيق حلمها المنتظر.
تقول حماد لموقع أصداء الإخباري، أنها لم تكمل المرحلة الثانوية بسبب زواجها في عمر ال16، فلم تسمح لها الظروف والبيئة المحيطة لإكمال تعليمها.
وتضيف حماد: "بعد انجابي لأولادي الأربعة، وبعد أن كبرت ابنتي البكر وأتمت الثانوية العامة، وأصبحنا نتقاسم أعمال و واجبات البيت، أحسست أن هذا هو الوقت المناسب لأعود مجددا لإكمال تعليمي".
أجرت حماد مراسم الدخول للمدرسة من جديد كأي طالب، وفي كل صباح تعد الفطور لها ولأولادها ومن ثم تذهب للمدرسة، لتعود في وقت اخر لتحضير الغداء لأولادها، ومن ثم البدء بدراستها.
وتردف قائلة: "في بداية عودتي للمدرسة وجدت بعض الصعوبات بين دراستي بعد انقطاع 22 عاما عن الدراسة، والموازنة بين عائلتي ومسؤوليتي كأم، لكن بمساعدة عائلتي كانت اموري تتبسط شيء فشيء".
وبدوره أكد زوجها أنهم لم يتوانوا عن دعمها ولو للحظة واحدة، فوقفوا معها جنباً إلى جنب في سبيل اجتياز الثانوية العامة وتحقيق حلمها.
وتقول ابنتها لموقع أصداء الإخباري، "فرحتنا بنجاح امي لا توصف، على قدر تعبها نالت ".
وبعد أن أتمت حماد الثانوية العامة بمعدل"84"، لم تتوقف هنا، فقررت استمكال رحلتها التعليمية والبدء في المرحلة الجامعية.
ولأن حماد تمتلك موهبتان أحدهما نسيج الكلمات الشعرية، فهي منذ ربيعها ال14تكتب وتخط ما يدور في خيالها بحس شعري وخاطري ولها كتابات عدة، ولديها الأن أشعارها الخاصة، وتشارك في أمسيات شعرية عدة، أما الأخرى فهي نسيج النغمات الموسيقية، فهي تعزف على أوتار العود وتغني بصوتها العذب .
"خُلقت للموسيقى"، "التخصص هو من اختارني وليس أنا" ، ووسط جدل مجتمعي تحدت حماد مجتمعها مراراً وتكراراً، وقررت دخول ما ترغب وتحلم به منذ صغرها، ألا وهو تخصص "الموسيقى" في جامعة النجاح الوطنية.
"عند مروري من أمام الجامعة، ورؤيتي لطلاب الموسيقى يحملون ألة العود على ظهورهم، أقول في مخيلتي متى سأصبح طالبة موسيقى مثلهم؟ متى سأحقق حلمي؟ ثم ها أنا اليوم برغم كل الحواجز التي عثرتني أقف كطالبة موسيقى، وأبدأ بتحقيق ما سعيت له" .
وفي كل صباح تنطلق حماد من بيتها إلى جامعتها، وخصيصاً إلى كُليّتها الذهبية، تجلس في محاضراتها مع من هم بعمر أولادها دون خجل كما يعتقد البعض، طالبة مجتهدة ونشيطة تتنقل من محاضرة إلى أخرى بابتهاج وفرح.
" لم أجد جو مختلف، اعتدت على زملائي وأساتذتي وكليتي، أصبح لي بيتين، وازداد عدد أولادي" ، هذا ما تقوله حماد بشأن جو جامعتها.
وتقول بعض زميلاتها: "لم ننظر لها يوما كأم، أو كزميلة ليست بأعمارنا، على العكس تماماً هي تبدو مثلنا، نتبادل معها النقاشات واللحظات الفرحة، وتساعدنا في فهم بعض المعلومات التي يصعب علينا فهمها كونها على دراية مسبقة بالموسيقى."
تتابع إيمان قائلة: "أتابع دراستي الجامعية يوماً فيوم، ولم أكتفي بما لدي من معلومات، أشارك في دورات تدريبية عن الألات الموسيقية، وانا اليوم في اسعد ايام حياتي، كما أشعر بالفخر عندما اتفوق على من هم اصغر مني سنا".
وتختتم قائلة: "شعاري الوحيد، ’الحياة نعيشها مرة واحدة’، لا أريد أن يقولوا عني ولدت وماتت بل ولدت ولن تموت أبداً، وللوصول إلى هدفك، بالرغم من وجود الإرادة التي تصنع المعجزات، لا بد أن تؤمن بنفسك وبهدفك، وتسعى لتحقيق أهدافك".

 

 

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017