الرئيسية / الأخبار / فلسطين
سبسطية تصارع الاحتلال للحفاظ على عبقها التراثي
تاريخ النشر: الثلاثاء 26/11/2019 19:45
سبسطية تصارع الاحتلال للحفاظ على عبقها التراثي
سبسطية تصارع الاحتلال للحفاظ على عبقها التراثي

نابلس من حنين عودة
من بين طيّات تاريخ فلسطين القديم والمليء بالآثار والذكريات، تقع بلدة سبسطية العريقة، التي تحمل في طُرقاتها عبقَّ التاريخ والماضي العتيق، توجد هناك الاف القصص والغزوات التي تعرضت لها المدينة بين عُتقِ ماضيها وجديد حديثها.

حيثُ تُعد بلدة سبسطية من أقدم البلدات في فلسطين، وأكثرها تاريخية و مليئة بالأثار التي تعني الكثير لأبنائها.
وتقع مدينة سبسطية على بعد 12كم إلى شمال غرب مدينة نابلس، على مقربة من تقاطع الطرق التاريخي الذي يربط شمال فلسطين بجنوبها، و وادي الأردن شرقاً بموانئ البحر المتوسط غرباً، وتربعت سبسطية على تلة جميلة تشرف بشكل مباشر على التقاطع التجاري ومحيطها.

ويشرح قدري غزال سكرتير بلدية سبسطية عن بلدته قائلاً: "تأسست المدينة في العصر الحديدي منذ عام 876ق.م، وأقيمت على أعلى تلة محصنة بأسوار، كشفت الحفريات الاثرية عن بعض ملامحها أهمها القصر الملكي ومبنى الادارة و المخازن، وطبعاً نلاحظ ان شكل المدينة أقيم بحسب الطراز الفينيقي".

ويتابع غزال: " أن موقع المدينة كان يشهد بعض ملامح الاستقرار البشري الاقدم منذ العصر البرونزي القديم، ويشهد على ذلك بعض معاصر الزيتون القديمة جدا، و وجود بقايا كسرات جارات فخار محطم، وشهدت المدينة العديد من الأحداث التاريخية والحملات العسكرية الخارجية، أدت إلى تدميرها عدة مرات جراء الغزو البابلي، والاشوري، والفارسي، ثم أحتلها اليونان وطردوا سكانها وأسكنوها حاميتهم العسكرية، ثم رمموا أسوراها وأضافوا لها برجاً دائرياً ضخماً".

وكما تُعرف المدينة بإسمين، الاسم الأول هو " السامرة" وذلك نسبة بمالك التلة الأصلي الكنعاني وأسمه "شامر"، ومن الناحية اللغوية تعني كلمة
" الحارس" في اللغة الكنعانية القديمة.

والاسم الثاني، والذي مازالت تحتفظ به المدينة، أسم "سبسطية" وهي كلمة يونانية تعني "المُبجل"، وأطلق عليها القائد الروماني هيرود، وذلك عرفاناً للإمبراطور الروماني أغسطس

ويسرد الباحث في شؤون الآثار خالد تميم لموقع اصداء الاخباري:
" سبسطية مقسومة نصفين، جزء يمثل الفترة البرونزية قبل خمس الالف سنة لحتى 2000 سنة، والمنطقة الرومانية والبيزنطية و الاسلامية".
ويكمل تميم: "سبسطية هي أحدى التجمعات السكانية الكنعانية مثلها مثل تل مجدو، و تل بلاطة وأريحا، وتل السلطان، هذه مجموعة تلال أو مستوطنات سكانية كنعانية تكون عبارة عن شبه رعاة متنقلين من منطقة لمنطقة، وكان لهم استقلال في سبسطية نسبه لموقعها المناسب، وتوفر الماء فيها طول السنة".
ويشير تميم: "كان الكنعانيين سكان بلدة سبسطية الاصلين، وبعد دخول الاعداء والعدوان عليها تم احتلالها، ودخل عليها اليونان والهكسوس والبابلية، و الاشورية و الفرعونية، فسبسطية تعرضت ل ١٦ غزو، وكل أحد كان له فترته وآثاره".
ويبين تميم عن مسجد سيدنا يحيى لموقع حنين الاخباري: " أن مسجد يحيى عليه السلام يعود إلى الفترة الرومانية والاسلامية، فقد تم بناء السجن في الفترة الرومانية وسجن سيدنا يحيى فيه، وعندما جاء صلاح الدين الايوبي وحرر البلدة من الصليبين في معركة حطين عام 1187م، أقام المسلمون مسجداً صغيراً داخل أنقاض الكاتدرائية الصليبية، ثم بنى مقاماً للنبي يحيى فوق القبر الذي يضم ضريحه، وقبة فوق مدخل الدرج الضيق الذي ينحدر مؤدياً إلى المقبرة".


وأردف حديثه: " الاحتلال الاسرائيلي دائماً ما يقف بوجهنا أثناء محاولتنا العديدة ترميم مناطق تراثية، وبشكل مستمر يحصل تعديات ومضايقات على أبناء البلدة بسبب مداومة الاحتلال القدوم هنا، ويأتي بأعداد كبيرة مع المستوطنين بهدف المضايقات فقط".
ويعلق محمود زاهر أحد أبناء البلدة لحنين: "يكاد الاحتلال لا يمضي أسبوعاً كاملاً بدون مداهمة البلدة واعتقال أحد شبابها ، و اغلاق المنطقة الأثرية بهدف تنظيم رحلات سياحيه خاصة بالمستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال، وأحياناً يغلقون المنطقة الأثرية بالليل من أجل عمل تدريب للجنود".
ويضيف محمود: " أنه في معظم الأعياد اليهودية الاحتلال يغلق المنطقة الاثرية المعروفة في البيادر(منطقة الاثار الرومانية)، وينظم ما يشبه المهرجان أو الكرنفال خاص باليهود طيلة أيام العيد اليهودي من أجل أضافة التطبيع اليهودي على المنطقة ( يعني أنهم أهل الآثار والمسؤولين عنها )".
ويأكد محمود: "كان عمال تنقيب الأثار عربيون الأصل يعملون لصالح شركات صهيونية، وهذا بطبع ما يسمى بسرقة الاثار، ما جعل أسرائيل تهتم أكثر بهذه البلدة، وتدعي وجود أثارها فيها".
ويختتم حديثه: " وشباب البلد يقاوموهم لكن الاحتلال يستخدم ضدنا الرصاص الحي والمطاطي ومسيل الدموع".


 

المزيد من الصور
سبسطية تصارع الاحتلال للحفاظ على عبقها التراثي
سبسطية تصارع الاحتلال للحفاظ على عبقها التراثي
سبسطية تصارع الاحتلال للحفاظ على عبقها التراثي
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017