الرئيسية / الأخبار / فلسطين
"#سراب".. فيديو يشعل مواقع التواصل
تاريخ النشر: الأربعاء 18/12/2019 05:58
"#سراب".. فيديو يشعل مواقع التواصل
"#سراب".. فيديو يشعل مواقع التواصل

أثار مقطع مصور يكشف تفاصيل إحدى العمليات الأمنية الأكثر تعقيدًا بصراع الأدمغة بين المقاومة الفلسطينية وأجهزة مخابرات الاحتلال الإسرائيلي التي دارت بين عامي 2016 و2018، انتشارًا واسعًا في الشارع الفلسطيني، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

وبات اسم الفيلم الذي سمي بـ"سراب"، وأعدته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وبُث عبر قناة "الميادين" الفضائية الليلة، حديث الشارع ونشطاء مواقع التواصل المختلفة.

ووصل الوسم إلى "الترند" العربي بعد وقت قصير من إطلاقه، وتنوعت المشاركات عليه ما بين تغريدات وصور ورسوم ومقاطع مصورة مشيدة بالمقاومة واستخباراتها ومستخفة بالاحتلال ومنظومته.

وأشاد غالبيّة المغردين بالتطور اللافت لدى المقاومة -رغم ضعف إمكاناتها- في معركتها الأمنية مع الاحتلال، والتي تجاوزت ميدان الأرض والمعارك العسكرية وانتقلت إلى ميادين العقول.

وبقراءة عينة من التغريدات، نجد مثلًا الكاتب عدنان أبو عامر يقول: "هناك قول منسوب لديفيد بن غوريون أول رئيس حكومة إسرائيلية مخاطبًا جنرالات جيشه: لم ننتصر على العرب بقوتنا فقط، بل بضعفهم هم أيضًا.. وهكذا امتلك رجل المخابرات الإسرائيلي صورة السوبر بأذهاننا، حتى جاء رجال أشداء في غزة يصلون الليل بالنهار، من أجل كسر هذه الصورة.. فالشكر والعرفان للعيون الساهرة".

وفي تغريدة أخرى، الباحث في الشأن الإسرائيلي مهران ثابت يشير إلى أنه وعلى غير العادة، وسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيلية تترجم فيلم سراب إلى اللغة العبرية وتتداوله بشكل كبير.

ويرجح بأن "الرقابة العسكرية الإسرائيلية لم تتمكن من هول الصدمة من تحذير وسائل الإعلام الإسرائيلية من التعامل مع فيلم سراب".

ودوّن الصحفي رامي خريس رأيه قائلًا: "منظومة المقاومة تدعو للفخر، متكاملة إلى حد كبير، عقيدة قتالية راسخة، قوة صاروخية متصاعدة، عمل استخباري وأمني يعرف كيف يصل إلى المعلومة ويستثمرها بل ويحقق هجمات مرتدة تفاجئ العدو، وإعلام يكمل المشوار يعزز الصورة المشرفة والثقة لدى الحاضنة الشعبية المؤمنة بالنهج، ويبث رسائل تصيب المتربصين في مقتل".

وعلق الشاب أحمد طلبة: "قديش شفت برامج كاميرا خفية.. بس هذا أطول وأجمل وأعقد وأحكم سيناريو لكاميرا خفية استمرت سنتين من إعداد وتمثيل وتخطيط المقـــاومة في غزة.. والله ضحكتونا عن 20 رمضان جاي.. #سراب #كمولة".

المواطن أحمد إبراهيم كتب: "بتهونش عليا ي كامل" الجملة هاد لازم تُسجل بتاريخ النضال الفلسطيني، فيما كتبت الناشطة ولاء حجازي: "قسّامنا يا فخرنا وقوّتنا، يا عزّنا بكم.. بوركت سواعدكم".

ولم تخلو الكتابات من السخرية والتندر على ضباط المخابرات الإسرائيلية، فنشرت الصحفية ريم أبو حصيرة مقطعًا يعرض أجزاء من الفيلم ثم ردودًا تسخر من سذاجة ضباط الاحتلال.

الشاب أحمد الصعيدي كتب أيضًا: "سراب ولا مش سراب يا متعلمين يا بتوع المدارس"، فيما علق الناشط سمير ناصر: "صدقوا فيكو تعين فتح بتتواصلوا مع إسرائيل من تحت الطاولة!.. يا حيف".

وعلق الناشط أحمد منصور: "شايفين كيف لما بدنا نقدس التنسيق الأمني؟، يا همايط #حد_الجك"، فيما نشر الشاب أحمد جرادة تغريدة كتب فيها: "والله مابتهون عليا وبحبك كثير كثير يا #كمولة".

يذكر أن الفيلم تضمن تسجيلات ومشاهد حول إدارة طاقم أمني بالقسام لمصدر مزدوج (عميل مزدوج) لفترة زمنية طويلة وتضليل ضباط الشاباك وأمان، وكشف نوايا ومخططات الاحتلال وإحباطها.

ويعتبر الفيلم سابقة إعلامية يتم خلالها الإفراج عن هذا الحجم من التسجيلات السرية، وكشف هذا النوع من العمليات الأمنية المعقدة التي تدور بين المقاومة والاحتلال.

وبحسب ما كشفته المقاومة في الفيلم فإن الاحتلال كان يحاول تفجير مرابض صواريخ القسام، ما يظهر مدى إيلام هذا السلاح له.

ووصلت الصواريخ التي تمكنت كتائب القسام من صناعتها محليا في قطاع غزة رغم الحصار إلى مدينة حيفا شمال فلسطين المحتلة والتي تبعد عن القطاع نحو 140 كيلومترًا.

وتعكس هذه العملية تفوق قدرات المقاومة على الصعيد الأمني والاستخباري في معركة وصراع الادمغة من خلال قدرتهم على تضليل المشغلين من ضباط الاحتلال.

يشار إلى أن المقاومة وجهت سابقًا ضربات نوعية على الصعيد الأمني والاستخباري كعملية السهم الثاقب التي نفذتها كتائب القسام في ديسمبر 2004 شرق غزة، وأسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي واصابة 4 جنود اخرين والتي اعتبرها العدو ضربة موجعة لجهاز الشاباك.

كما قتلت القسام قبيل الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005 عددًا من ضباط الشاباك بعملية معقدة نفذها الاستشهادي عمر طبش بعد تفجير حزام ناسف كان يرتديه بغرفة التحقيق التي كانوا يعملون بها على حاجز (المطاحن) الفاصل بين جنوب ووسط القطاع، وأطلقت عليها اسم "ثقب في القلب".

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017