بالتأكيد واجه كل شخص صعوبة في تذكر تاريخ أو كلمة أو حدث ما، أو مكان وجود الشيء المطلوب وحتى العنوان المطلوب، بسبب رفض الدماغ تلبية طلبه، ولكن بعد مضي بعض الوقت تعود الذاكرة.
العالم – منوعات
وتفيد مجلة Nature Communications، بأن علماء من اليابان وكندا وضحوا في دراسة جديدة أسباب هذه الحالة. فقد حدد العلماء جينا عند الفئران يؤثر على عمل الذاكرة بطرق متنوعة في أوقات مختلفة من اليوم.
ووفقا للعلماء دراسة هذه العمليات المرتبطة بالذاكرة صعبة جدا، لأنه في بعض الأحيان لا يتمكن الشخص من تذكر هذا الأمر أو ذاك، لأن الدماغ لم يدرسها بصورة كافية. وفي حالات أخرى لا يتمكن الشخص من استخراج المعلومة التي خزنت في الدماغ. أي أن الصعوبة تكمن في الفرق بين "الجهل" و"رفض الدماغ". لذلك من أجل تجاوز هذا الحاجز، ابتكر العلماء في الدراسة الجديدة اختبارا جديدا يأخذ بالاعتبار هذا الاختلاف. وقد اختبر الباحثون ابتكارهم على فئران بالغة من الجنسين، حيث عرضوا عليها في البداية أشياء لمدة بضعة دقائق، حدد بعدها الباحثون الوقت الذي احتاجته الفئران لتذكر هذه الأشياء. وقد اتضح أن الفئران تتذكر الأشياء التي لمستها أسرع من الأشياء الأخرى.
وعرض الباحثون في المرحلة الثانية على الفئران نفس الأشياء ولكن في أوقات مختلفة من اليوم. وهنا قسم العلماء الفئران إلى مجموعتين، تم في المجموعة الأولى حجب نشاط البروتين BMAL1 المنظم لعمل جينات عديدة. والمجموعة الثانية للتحكم. وإنتاج البروتين BMAL1 يختلف حسب وقت اليوم، حيث يكون مرتفعا قبل النوم ومنخفضا عند الاستيقاظ.
وقد بينت النتائج أن الفئران التي تعرفت على الأشياء قبل وقت الاستيقاظ المعتاد، تذكرت الأشياء بسرعة. وأن الفئران التي عرضت عليها الأشياء في نفس الوقت السابق، ولكن اختبرت ذاكرتها بعد مضي 24 ساعة كانت ذاكرتها أسوأ بكثير.
المثير للاهتمام، أن فئران المجموعتين في الحالة الأولى كانت نتائجها جيدة، ولكن في الحالة الثانية كانت نتائج الفئران التي حجب عندها نشاط البروتين BMAL1 سيئة جدا.
ووفقا للباحثين، يتضح من هذا، أن الفئران عند استيقاظها في الوقت المعتاد، حيث يكون مستوى البروتين BMAL1 منخفضا تكون ذاكرتها ضعيفة. أي أن الدور الأساسي في عملية التذكر يعود إلى مستوى إنتاج البروتين BMAL1 في منطقة الحصين بالدماغ، حيث عثر فيها على خلايا عصبية مسؤولة عن الذاكرة والتعلم.