هناك فرق كبير بين العمل وبين المزايدة على العمل، من يعمل ينتج ومن "يطق الحنك" يطحن الماء، أي عمل يقوم به الشباب الفلسطيني.. العربي... الأجنبي يدعم.. يساند.. يقف.. يتضامن... يشارك.. بأي فعل كان يتجه نحو قضيتنا الفلسطينية وفي هذا الوقت بالأخص نحو غزة يجب دعم تلك المبادرات حتى لو اختلفنا معها، لأنها بالنتيجة العامة تصب في مصلحة الهدف الأساسي. خلال الأسابيع الماضية انطلقت العديد من المبادرات الشبابية بأشكال متعددة وبأهداف متنوعة، تلك المبادرات لها دلائل وإشارات على المجتمع أن ينظر لها ليس بمجرد وظيفتها بمقدار بأن هناك خللا ما أدى لتلك المبادرات أن تأخذ زمام المبادرة، ما يجعل تلك المبادرات عرضة لمزاود لا يعمل فقط يطحن الماء، وبعض القيادات التي تعشق الظهور بأنها الأب الروحي لأي مبادرة حتى تقول بأنها ما زالت على قيد الحياة تتنفس.
سأقوم هنا التسليط الضوء على مبادرة وعلى أهمية الفعل الشبابي، وهذه المبادرة كباقي المبادرات المتلفة التي انطلقت في محافظات الوطن، وحتى لا يتم فهمي بشكل ضبابي، أيضاً المبادرات بشكلها العام "الإطار العام" بحاجة الى نظرة فاحصة من أجل تطوير العمل، لكن من يعمل أفضل ممن لا يعمل كما تحدثت سابقاً. اسم المبادرة التي سأتحدث عنها اليوم هي قوارب وأطلقت بتاريخ 16-07-2014 حملة إنسانيّة مكثفة تحت اسم "قوارب غزة - من الوطن للوطن"، وهنا سأضع العديد من النصوص التي تم أخذها من القيادة الميدانية لهذه الحملة، وأيضاً سأكتب مشاهدات يومية قمت بالاطلاع عليها ..
جاء في رسالة الحملة أن الوطن، الشعب والجرح واحد في ظل العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاعنا الحبيب. تهدف هذه الحملة لجمع المساعدات اللازمة من المواد الطبية والأدوية، المساعدات التموينية، المستلزمات الصحية للأطفال والنساء وإرسالها لأهلنا في قطاع غزة.
أما بالنسبة لآلية العمل، قامت مجموعة قوارب بتشكيل شبكة واسعة ومتعاونة من المتطوعين والبالغ عددهم حوالي 200 متطوع ومتطوعة في جميع مدن وقرى الضفة الغربية والأراضي المحتلة والقدس. بالإضافة إلى ذلك، تم تشكيل مجموعة متطوعين تابعة لمجموعة قوارب في قطاع غزة لاستلام المساعدات وذلك بالتنسيق مع معهد كنعان التربوي الكائن في منطقة الرمال في قطاع غزة.
قامت حملة قوارب غزة في مرحلتها الأولى بتجميع 10 منصّات أدوية ومواد طبية، و 69 منصّة مواد تموينية ومستلزمات صحيّة ونجحت بإدخالها إلى القطاع عن طريق شركة نقل خاصة (شركة البرق للخدمات التجارية) من خلال حاجز كرم أبو سالم.
يجدر الإشارة بأن أهل الخير قاموا بإرسال التبرعات المالية أيضاً والتي قامت المجموعة باستخدامها لشراء كميات كبيرة من المواد الطبية والأدوية بالإضافة إلى تغطية تكاليف نقل المساعدات. تم توزيع مساعدات المرحلة الأولى على المستشفيات (مجمع الشفاء الطبي ومستشفى العودة)، والعائلات النازحة من حيّ الشجاعية والمتضررة في حيّ الرمال، حيّ الزيتون (البلد)، مخيم الشاطئ، كنيسة القديس برفيريوس للروم، منطقة شارع الجلاء والنصر.
لم تتوقع المجموعة أن الحملة في مرحلتها الأولى ما أنجزته على أرض الواقع، فقد جاء التفاعل الشعبي في جميع المناطق المستهدفة مع هذه الحملة مُضاعفاً عن التوقعات المحسوبة. إن التفاعل الكبير، والمبادرات الفردية والجماعية المكثفة والمتتالية للمشاركة في هذه الحملة لا يدلّ إلا على إيمان الشعب بفلسطينيته وإنسانيته، والتزامه بتقديم الدعم والإسناد لكلّ شيء يجدد له الأمل في تحقيق الحرية.
واجهت الحملة صعوبة في ضمان إدخال المُساعدات إلى قطاع غزّة بسبب الحصار المفروض عليه، لكنّ الدقّة في انتقاء الوسيلة في إدخال المُساعدات ضمنت إيصال المُساعدات بأمان. إضافة إلى ذلك، هناك أيضاً صعوبة كبيرة في توزيع المُساعدات نظراً للقصف المتواصل والخطر الدائم على المتطوعين في غزة. بالرغم من هذه الصعوبات، إلّا أن مجموعة "قوارب" أحرزت نتائج عظيمة، واستطاعت أن تكسب الثقة العالية من جميع من شارك في الحملة وساهم بها من قريب أو بعيد.
لن يتم إيقاف هذه الحملة سواء انتهى أم لم ينته العدوان الإسرائيلي، فقطاع غزة يحتاجُ منّا الكثير من الدعم والمسؤولية. من هنا، تدعو قوارب غزة شعبنا الكريم للمبادرة وللاستمرار في مشاركته لتعزيز صمود أهلنا في غزة من خلال بعطائه في هذه الحملة وغيرها على كافة الأصعدة، وخصوصاً شراء الحاجيات والمنتوجات.
أدعو كلّ حُرّ وغيور، ويؤمن بالشباب الفلسطيني نرجو منه أن يتوجّه إلى مقرّ المجموعة الشبابية "بيت الحياة"، والكائن في منطقة البيرة بجانب جريدة الحياة. كما يمكنه أن يزور موقع قوارب على الفيسبوك HYPERLINK "http://www.facebook.com/Qawarib"www.facebook.com/Qawarib ، أو مُراسلتهم على الرابط التالي HYPERLINK "http://on.fb.me/19yUzgY" \t "_blank"http://on.fb.me/19yUzgY، أو الاتصال برقم الهاتف 0592899956 لتقديم ما يمكنه تقديمه.