نسمع كثيراً عن الشراهة في الأكل وربما نكون من الذين يعانوننها، لكن هل تساءلت يوماً ما الذي يدفعك حقاً الى هذه الرغبة المفرطة في تناول الطعام دون الشعور بالشبع؟ حالات كثيرة بعضها يعود لشخصيات شهيرة سجلت نفسها في خانة الشراهة او البوليميا، التي تبدو ظاهرياً مشكلة صحية، في حين انها فعلياً مشكلة نفسية تعود الى مرحلة الطفولة. كيف ذلك؟
تتمثل البوليميا او الشراهة في الأكل بنمط معين ذي طابع مرضي، اذ يقوم الشخص الذي يعاني البوليميا بإلتهام كمية كبيرة من الطعام بشراهة غير طبيعية دون الشعور بلذة او نكهة. يأكل الى درجة تفوق الشبع ودون وعي او مراقبة، ليشعر بعدها بالاشمئزاز والندم، فيلجأ الى التقيؤ خوفاً من اكتساب الوزن. هذه العادة تتكرر مرات في اليوم لتصبح نمط أكل ثابتا في حياته."
مما لا شكّ فيه ان الشراهة عند المراهقين تبدأ منذ الطفولة إلا انها تظهر جليةً في مرحلة المراهقة وارتباطها الوثيق بالضغط العاطفي.
وترى المعالجة النفسية سمر جرجس أن الطفولة مرحلة اساسية في نمو الانسان جسدياً ونفسياً ويكون الجزء النفسي اكثر تأثيراً على شخصية الطفل، فأي خلل يتفاقم مع الوقت ليصبح مرضاً. يعود اساس البوليميا الى السنة الاولى من حياة الانسان، والتي تُعرف بالمرحلة الفموية، وخلال مرحلة المراهقة تظهر بوضوح. وفي هذه السطور سنشير الى ابرز اسباب البوليميا: