memantin iskustva memantin alzheimer memantin wikipedia">
"ها هو بيتنا أصبح جاهزاً، لكن لا أدرك سر تزيين لون باب البيت باللون الأحمر، يبدو أن أحمد خبأها مفاجأة لي، سأزف له عروساً بعد شهرين،حبيباً صديقاً رفيقاً أخاً سيكون لي،كيف لذاك اليوم أن يكون؟، سأحضر قائمة للجميع، للكبير و الصغير، جميعهم سيشاهدونني أميرة مملكة الحفلة".
هو لحافٌ من الغصّة أعاد أمّ سارة إلى ذاكرة الفقدان كثيراً، ابنةٌ وحيدة حلُمت أن تزيّن فؤادها بهجةً وسروراً، ملكةً و فراشةً كما نعتها جميعُ من عرفها، مجتهدةٌ في سنتها الثالثة من كلية الآداب، و حسناءٌ بخُلُقِها المألوف للعيان، سارة لاسمها لم يكن نصيبُ البقاء.
في حيّ سامرته قصصٌ من عمق الماضي ترعرعت سارة، لأبٍ تملّك في سارة حلم الشابّة التي ستتوج خريجةً بعد سنةٍ، و عروساً بعد عدّة أيّامٍ، تلك الطفلة السمراء كبرت، كبرت، كبرت وأطيافُ عناقيد الموت سحبتها كحبلِ غسيل بعد أن شُدّ تمزّق.
"سألتك حبيبي لوين رايحين،خلينا خلينا"، على شُرفات أغنية فيروز في صباح السابع من شهر كانون الثاني بدأت القصة، حينما توجهت سارة لإكمال آخر امتحان لها في السنة الثالثة، صباحٌ شارقته ببعض من مادة اللغة الفرنسيّة، و قبلاتٌ وداعية لأمها كانت الأخيرة، ومشادة لطيفة من أخيها الصغير.
هاتفت سارة أحمد لتخبره أنها ستلتقي به بعد موعد امتحانها، لينهيا آخر ترتيبات الزفاف.
"الساعة تدقّ التاسعة و عشرة دقائق،لقد تأخرتُ كثيراً، كيف سأصل أمام زحمة كل هذا المكان، لا يوجد أي أثر لأيّ سيارة هنا، حتماً سأتأخر، يا الله ساعدني ".
"سأتحدث مع زينة لتخبر المديرة أنّني سأتأخر ربّما كثيراً، إنّه آخر امتحانٍ، و موعد زفافي قد اقترب،سيعذرونني".
أحمد في الطرف الآخر ذهب يؤكد موعد حجز القاعةِ، ويرتب الاستعدادات النهائية ليُتمّ كل شيْ على ما يرام.
وفي لبكة الانتظار توقفت سيّارة أجرةٍ غريبة، ترددت سارة في الركوب، لكن في نهاية الأمر استقلت وغادرت المكان".
"لو سمحت انا رايحة على الجامعة، مش من هون الطريق،لف على ايدك اليمين، وضل ماشي دغري،مالك ما بترد ؟، بحكي معك، الطريق غلط".
أبوابُ السيارةِ قد أغلِقَت، النوافذُ حُكّمت أيضاً، وسارة غطّت في نومٍ عميقٍ، ذاك النوم السابق للمذبحة، السابق لافتراس الذبيحة ونهشها.
"سأحدث سارة، من المؤكد أنّها أنهت الامتحان، يجب أن نذهب سويّاً لتختار نوع الزهور، أظنّها ستفضل الجوري".
دقّ أحمد الهاتف محاولاً الاتصال بسارة، لكنّه مغلق، ظنّاً منه أنها أغلقته بسبب وجود الامتحان، "إذن سأذهب لإحضار بدلة الزفاف، و من ثمّ سأعاود الاتصال بها".
مرّ من الوقت ثلاثُ ساعاتٍ، شعور أحمد بالخوف بدأ يتملكه أكثر، هاتَفَ أمّ سارة لكنّها اعتقدت أنهما سويّاً..هي محاولات عديدةٌ للعثور عليها باءت بالفشل، في كلّ زاويةٍ، ناحيةٍ، مكان..لكن سارة لم تعد هنا.
حان يوم الزفاف، حفلةٌ بـ لا سارة، والحزن يخيّم على سقفِ عقول الجميع، أين أنتِ يا سارة ؟، حلمك هذه الليلة فارقنا جميعاً، حبيبةً، أختاً، عشيقةً، طفلةً، تركتي الفراغ بيننا قهراً.
في حُفرةٍ ارتطمت بحجرٍ غُطّ بدمِ سارة، وُجِدت جثتها، متحلّلة بعد مرور شهرٍ، وُجدت، وليتها بقيت مختفية، آثارُ نهشِ الفريسة بدا واضحاً".
و انتهى الحلم و بقيَ دفتر مذكراتِ سارة يسطر حبّاً لم يتوج إلا بغصة الألم، لتنتهي آخر وريقاته "حبيبي انت، هاد الدفتر رح تشوفه بس أنا ما رح اكون موجودة، ضلك متذكر..بحبك أنا..بحبك كتير"...وللحديث بقيّة.