الرئيسية / الأخبار / فلسطين
المعلمة "أسماء".. تتجول حول العالم مع طالباتها الغزيّات
تاريخ النشر: الخميس 20/02/2020 10:14
المعلمة "أسماء".. تتجول حول العالم مع طالباتها الغزيّات
المعلمة "أسماء".. تتجول حول العالم مع طالباتها الغزيّات

"مهمة المعلم أن يحرك السكر في قلب كل طالب، والبحث عن الكنز المخبأ في داخله"، هذا المبدأ التي تتبعه المعلمة أسماء مصطفى خلال مهنتها في تعليم اللغة الإنجليزية لطالباتها بمدرسة حليمة السعدية شمال قطاع غزة.

تحاول المعلمة أسماء أن تخلق بيئة تعليمية مناسبة، تحفز من خلالها قابلية التعلم من خلال اتباع وسائل وطرق تدريسية حديثة ومتنوعة.

وتنشط المعلمة أسماء في العديد من الفرق التعليمية العالمية كـ "Microsoft Educators، BBC & Pearson Live Classes، وThe Hands Up ".

كتاب تفاعلي

12 عاماً من التدريس كانت حصيلة جيدة لتراكم الخبرة المميزة لديها، لتؤلف كتابٍ (My 45 Innovated Gaming Strategies in Teching English as a Foreign Language)، والذي يحتوي على 45 لعبة واستراتيجية تعلم نشط وألعاب تربوية ذات أثر فاعل في العمليات التعليمية.

ويشمل الكتاب الذي ألفته المعلمة أسماء على 38 لعبة ابتكرتها، من أجل الارتقاء بالطالبات، والخروج بمهارات تحدث ونطق جيدة لدى الطالبات.

إبداع المعلمة أسماء لم يكن ليحصر ذاته في حدود الصف، لتصطحب طالباتها في رحلات افتراضية إلى دول العالم الخارجي، حيث زارت 30 دولة خلال ثلاث شهور فقط.

وحول طبيعة المبادرة تقول مصطفى لـ "وكالة سند للأنباء": "نلتقي عبر الفضاء الأزرق التكنولوجي، مع صفوف من دول العالم المختلفة، نمارس اللغة الإنجليزية، ونتحدث عن مدينتنا ونتبادل الكثير من المعلومات الدراسية والحياتية".

اختراق الحواجز

وتسعى هذه المبادرة إلى اختراق الحواجز الموجودة في مدينة غزة التي يصعب السفر والخروج منها، بالالتقاء بطلاب من دول العالم، من أجل تبادل الثقافات وتقوية اللغة الإنجليزية، وكسر مشاعر الخوف والخجل التي تتملك الطالبات.

تحاول المعلمة من خلال هذه المبادرة تسليط الضوء على إيجابيات التكنولوجيا والاستفادة منها في خدمة الطالب، كونها فرضت نفسها وأصبح العالم قرية صغيرة، وباتت في متناول الجميع.

وحول آلية المبادرة توضح المعلمة أسماء لــ "وكالة سند للأنباء" أنه بعد التنسيق مع معلم اللغة الإنجليزية في أي مدرسة نريد التواصل معها، يجتمع الطالبات في صف واحد في كل طرف، ونقوم من خلال التطبيقات بالالتقاء معاً والحديث باللغة الإنجليزية.

رحلات افتراضية

وقد نفذت رحلات افتراضية إلى 30 دولة مثل: انجلترا، فيتنام، صربيا، هنجاريا، أوكرانيا، البوسنة، إسبانيا، بولندا، سلوفاكيا، كوريا، روسيا، كولومبيا، جمهورية التشيك، المجر، ليتوانيا، أستراليا، كرواتيا، لاتفيا، المكسيك، ماليزيا، الإكوادور، بنجلادش، تايلاند، اندونيسيا، مقدونيا الشمالية، الضفة الفلسطينية، ومختلف مناطق قطاع غزة.

وعن التأثير الذي تركته المبادرة، تشير المعلمة أسماء إلى أن مستوى اللغة الإنجليزية لدى الطالبات قد تحسن بشكل كبير جداً، وباتت لديهم الجرأة للحديث مع أي شخص دون خجل أو خوف، عدا عن الإقبال الكبير منهن لحضور هذه اللقاءات.

وتستهدف هذه المبادرة طالبات "نادي اللغة الإنجليزية"، بالإضافة إلى 10 مقاعد لمن أحب الحضور من طالبات المدرسة، وغالباً ما يصل العدد في كل لقاء إلى 40 طالبة.

الدافعية لدى الطالبات وشعورهن بالإنجاز حين التحدث باللغة الإنجليزية، هذا رصيد السعادة للمعلمة أسماء.

وتبين لـ "وكالة سند للأنباء" أن رغبة الطالبات في حضور هذه اللقاءات دليل على تنامي حبهن لتعلم اللغة الإنجليزية، الأمر الذي يشجعهن على تطوير أنفسهن، وهذا ما حصل فعلياً.

وتنوى معلمة اللغة الإنجليزية زيارة 198 دولة عبر الفضاء الإلكتروني وتنظيم لقاءات تعليمية متنوعة.

 

تذليلٌ للمعوقات

بعض المعوقات التي تواجه تطبيق هذه المبادرة، تكمن في اختلاف الوقت بين دول الشرق والغرب، الأمر الذي يصعّب من عملية التنسيق مع المدارس في الدول الأخرى، لكن ذلك لم يمنع المعلمة أسماء من الاستمرار في هذه المبادرة.

وتتغلب على فروق الوقت من خلال استبدالها لبعض الحصص الدراسية مع المعلمين داخل مدرستها، أو من خلال جلب الطالبات قبل دوامهن ببضع ساعات.

كما ويتم تفعيل التطبيقات الإلكترونية داخل البيئة الصفية وخارجها، من خلال تصميمها لتطبيقات المكعب المدمج، حيث تحاول في هذا البرامج وضع كل العناصر التي من الممكن احتياجها في الدرس، لتشاهد كعناصر متحركة.

في مجموعة خاصة عبر موقع "الفيس بوك" تجتمع المعلمة أسماء مع طالباتها، وفي الاجازات تخصص لهن نصف ساعة، يتم فيها فتح الكاميرات والحديث معاً باللغة الإنجليزية، كي لا ينسينها.

جميع تلك اللقاءات والورشات التي تعقدها المعلمة أسماء من أجل تطوير اللغة الإنجليزية تضعها على قناة اليوتيوب الخاصة بها من أجل توثيقها وتعميم الاستفادة من هنا.


لغة حياة

وتضيف لـ "وكالة سند للأنباء": "لا يهمني التحصيل الدراسي والعلامات فقط، يجب أن يعيش الطالب مع اللغة في الحياة، وألا تقتصر على وجودها كمادة دراسية فقط في المنهاج، خاصة وأنها أصبحت طريقة التواصل مع العالم".

وتصف المعلمة أسماء مبادرتها بأنها رائعة جداً، وتفاعل الطالبات وفتح أفق للطالبات من أجل التواصل مع الآخرين، هذا شيء كبير، لأن لا أحد لا يريد التعلم، الجميع يريد ذلك، إن وُجدت بيئة مناسبة لذلك.

ولأن المبادرة الناجحة يجب أن تعمم وألا تبقى حبيسة عددٍ محدود، نظمت ورشة عبر السكايب لمجموعة من المعلمين والمعلمات في مختلف المدارس، شرحت فيها جميع تفاصيل هذه المبادرة بشكل كامل".

علامات

المصدر: سند للأنباء

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017