نابلس:
أيام قليلة على فقدانه والدته المفاجئ عاش تامر احمد سوالمة 15 عاما اياما عصيبة من الالم والحسرة، ليجد نفسه بعدها أسيرا في سجن احتلالي، محروما من عطف والده وأفراد أسرته.
في حي الضاحية التحا الملاصق لمدخل مخيم بلاطة شرقي مدينة نابلس من الجهة الجنوبية يقطن تامر، وليكون نصيبه قبل أسبوعين بفقدان والدته المفاجىء بعد مرض ألم بها لم يمهلها كثيرا، وكان وقع الامر عليه صعبا، ودخل في حالة حزن شديد كان من أشكالها المبيت بجانب قبر والدته.
قبل أسبوع كان تامر مع مجموعة من رفاقه في سهل قريب من معسكر حوارة، جنوب نابلس يجمعون ذخيرة الرصاص الفارغ لبيعه كنحاس، فجرى اعتقالهم من قبل دورية للاحتلال، وتم إخلاء المجموعة باستثناء تامر، بحجة حيازته الىة حادة، وتم نقله إلى مستوطنة ارئيل ثم سجن عوفر ثم الى سجن مجدو وصدر بحقه حكم 3 أشهر إضافة ليوم واحد في محكمة سالم العسكرية. وكانت النيابة تطالب بغرامة مالية قيمتها 1500 شيكل، ولكن تراجع عنها، بسبب إبراز وضع الاسرة بعد فقدان ربة المنزل، وتركها 9 أبناء أصغرهم عمره 10 أشهر.
والد الطفل تامر قضى الايام السابقة من أبواب محكمة سالم إلى عمله كسائق تكسي إلى بيته لمتابعة أوضاع أبنائه التسعة، فيما قلبه معلق بكيف يعيش تامر طفولته خلف قضبان الاسر، دون أن يكون لديه أمل أن يشاهد والدته ولو من خلف قضبان الاسر، أو يلمس فرحتها لحظة إطلاق سراحه.
حكاية تامر رغم قسوتها لم يتطرق لها احد من وسائل الاعلام في ظل إنشغال العالم بوباء كورونا، وكأن الظروف كلها كانت على تامر تزيد همومه وعذاباته.