شهاب – آمنة مضر النواتي

على الرغم من أن فيروس كورونا الجديد والمسمى (كوفيد 19) يصيب الشخص ذاته، إلا أنه ينتقل بالعدوى -غير محددة النوع- بين الأفراد، إذ يواصل انتشاره حول العالم مخلفا المزيد من الضحايا.

ويعد كورونا فصيلة كبيرة من الفيروسات التي يمكن أن تتسبب في أمراض للبشر، إذ تبدأ أعراضه من نزلة البرد الشائعة إلى المتلازمة التنفسية الحادة، ويمكن أن يسبب الفيروس في حالات الإصابة الشديدة، الالتهاب الرئوي، ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد، وقصور وظائف عدد من أعضاء الجسم وصولاً إلى الوفاة .

وتعد الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس هم كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، لذا ينصح الأطباء الأفراد الذين لديهم احتمالية نقل العدوى بعزل أنفسهم لمدة 14 يوما لتجنب انتقال الفيروس إلى الآخرين .

ويثير فيروس كورونا الخوف والذعر في أنحاء العالم كافة، إذ تعطلت بسببه، المنشآت، وتوقفت المطارات، وشُلت كثيرٌ من معالم الحياة، وكان لقطاع غزة نصيب من هذه الإجراءات التي تمثلت في إغلاق كافة المعابر في كلا الاتجاهين وتمديد تعطيل الدوام الدراسي المدرسي والجامعي ومنع المؤسسات أو الجمعيات من إقامة أي مناسبات يتعدى حضورها الـ 100 شخص وإقامة مستشفى للحجر الصحي قرب معبر رفح، وكل ذلك يأتي في إطار الحيلولة من وصول هذا الفيروس الخطير إلى القطاع.

ويتعايش المواطن الفلسطيني مع هذا الوضع بمزيد من الحرص واتخاد التدابير اللازمة وتطبيق الإجراءات التي تعلنها وزارة الصحة في قطاع غزة.

خطر الفيروس

وكالة شهاب استطلعت آراء عينة من المواطنين حول تأثير هذا الفيروس على الحياة اليومية، فقال المواطن "محمد النجمي" وهو أب لخمسة أبناء يسكن في حي الزيتون شرق مدينة غزة:" الحمد لله على كل شيء، هذا الفيروس خطير علينا وعلى أبنائنا، علينا مواجهته وطرده باتخاذ إجراءات السلامة، فلا أحد يحب أن يصاب أو يصاب أحد أبنائه فيه".

وتابع: لذلك اتخذت العديد من الإجراءات في اطار مكافحة هذا الفيروس، منها تقليل الاحتكاك مع الآخرين وتقليص الرحلات والعناية الجيدة في النظافة، وذلك في اطار الأخذ بالأسباب".

وأشار النجمي الى أن الاستراتيجيات التي اتخذتها وزارة الصحة بشأن الفيروس من حملات توعوية، وانتشار بعض الأخصائيات في الأماكن التجارية وتعقيم المرافق العامة والخاصة يساعد المجتمع على أخذ الاجراءات على محمل الجد واتباع سلوكيات صحية محددة تقلل من احتمالية الإصابة بالفيروس .

أما المواطن حلمي أبو عاصي فقال لـ شهاب: على الرغم من توجيهات وزارة الصحة إلا أنه لا بد من توسيع نطاق التثقيف الصحي لدى الآباء والأمهات على وجه الخصوص، والتأكيد على تغيير بعض السلوكيات اللاصحية؛ لأن ذلك ينعكس ايجاباً على سلوكيات أطفالهم .

وأضاف: الأمر خطير ولا يستهان به، هذا المرض في حال أصاب أحد منا ربما يشفى وربما يموت فيه بسبب عدم وجود علاج له، وأنا أدعو الجميع الى اتخاذ الخطوات العملية لمكافحة هذا الفيروس وحماية أسرهم وعائلاتهم.

توعية المجتمع

وفي إطار محاربة هذا الفيروس، أعلن نائب مدير دائرة التثقيف بوزارة الصحة الدكتور بدر الصفدي أن الوزارة تسعى بإمكانياتها كافة لتوعية المجتمع حول فيروس كورونا، إذ أطلقت الحملات التوعوية، والنشرات المطبوعة، واللقاءات التثقيفية من أجل تحسين سلوكيات الأفراد الصحية، وتعزيز طرق الوقاية من الفيروس .

كما أن الحملات تهدف إلى توعية الأفراد بماهية الفيروس، وأعراض الإصابة به، وكيفية الوقاية وتقديم الارشادات اللازمة لتجنب الاصابة به .

وقال الصفدي: "إن تعزيز الصحة والمناعة القوية لدى الافراد من المحاور الأساسية للتصدي للفيروس من خلال التغذية الجيدة، والاهتمام بالنشاط الرياضي، والنظافة، واتباع الارشادات الوقائية"، منوها إلى امكانية انتقال المرض عن طريق لمس الأسطح الملوثة، والمخالطة اللصيقة بكل مَن يعاني مِن أعراض تنفسية حادة .

نصائح وقائية

وتحدثت الاخصائية الصحية أ. عبير اسماعيل عن عدد من النصائح الوقائية، منها: غسل اليدين، الامتناع عن مشاركة الأدوات الشخصية الخاصة، وضرورة تغطية الانف والفم عند العطس، أو السعال، والتأكيد على تهوية المنازل، والالتزام بالغذاء الصحي، وتناول فيتامين C، وفيتامين D، والزنك وأخذ القسط الكافي من النوم لتقوية جهاز المناعة، خاصة السيدات الحومل، والاطفال، وكبار السن، والمرضى المزمنين، وضرورة الالتزام بالحجر الصحي، وأن يتعاملوا بجدية أكثر مع معطيات الفيروس وذلك للتقليل من الإصابة به .

في ظل ما ذكـر من مخاوف عالمية ومحلية حول هذا الفيروس في هذا التقرير.. هل يحافظ أهالي قطاع غزة على خلو قطاعهم الحبيب من هذا الفيروس الخطير باتباعهم التدابير والارشادات الصحية المعلنة؟.

المصدر : شهاب