حينما تتكون الغازات في الأمعاء أو المعدة يبدأ معها شعور مزعج بعدم الارتياح والضغط، يظل ملازماً لك حتى تهدأ المعدة تماماً.
وفي حين نرى خروج هذه الغازات أمراً محرجاً، إلا أنها عبر التاريخ كانت متعلقة بالروح والآلهة.
فقد رأت الديانة المانوية (ظهرت في العام 216م في بابل) أن إخراج الغازات هو تحرير إلهي للنور من الجسد، وكان عالم الرياضيات الشهير فيثاغورث يقلق من احتمال خروج روح الإنسان أثناء خروج الغازات.
وكان معظم علماء الدين في العصور الوسطى يرون أن إخراج الغازات إشارة للموت، لأنها نتاج للتحلل، بينما ظنها بعض الأطباء منشطات جنسية تساعد على الانتصاب.
ولكن لم يقف الأمر على هذا فقط، إذ تسبّب إخراج الغازات في اندلاع الحروب في الماضي. ووفقاً للمؤرخ اليوناني هيرودوت، تسبب إخراج الغازات في سلسلة من الأحداث أدت في النهاية إلى ثورة على الملك أبريس في مصر.
نتعرف في تقريرنا على كيفية تكوّن الغازات في المعدة، وبعض الطرق الفعالة للحد منها.
الطريقة الأكثر شيوعاً لدخول الغاز إلى الجهاز الهضمي من خلال ابتلاع الهواء. فعند تناول الطعام أو الشراب نبتلع الهواء، لكننا نميل إلى البلع أكثر عندما نمضغ العلكة، أو نشرب المشروبات الغازية، أو نأكل بسرعة كبيرة، وبعدها ينتقل إلى المعدة والأمعاء.
كما تُسهم البكتيريا والخميرة الموجودة في الأمعاء الغليظة في تكون الغازات في الأمعاء، فهي المكان الذي تعيش فيه البكتيريا والخميرة بأنواعها النافعة والسيئة.
كما أن الأمعاء الغليظة هي المكان الذي تتحلل فيه الكربوهيدرات مثل السكريات والنشويات والألياف.
تعمل البكتيريا الجيدة على تكسير تلك الكربوهيدرات غير المهضومة في عملية تسمى التخمر. ومع ذلك، قد تؤدي بعض أنواع البكتيريا إلى زيادة الغازات والانتفاخ.
لا تُهضم بعض الأطعمة كحبوب الفاصولياء، بشكل كامل إلا بعد وصولها إلى الأمعاء الغليظة (القولون)؛ حيث تعمل البكتيريا على تخميرها.
عندما تكون هناك بكتيريا زائدة في القناة الهضمية يتراكم الغاز الذي تنتجه ويؤدي إلى فرط نمو جرثومي معوي صغير (SIBO). كما تحوّل هذه البكتيريا الأطعمة مثل السكريات والكربوهيدرات إلى مواد تثير خلايا الأمعاء.
ومن أسباب تراكم الغازات فرط نمو خميرة المبيضات في الأمعاء. على الرغم من أن كمية صغيرة من خميرة المبيضات أمر طبيعي، إلا أنها يمكن أن تنمو خارج نطاق السيطرة وتمنع البكتيريا الصحية من القيام بعملها بشكل صحيح.
سبب إضافي هو وجود بعض الاضطرابات الهضمية مثل التهاب البنكرياس المناعي، وداء كرون، وداء الارتداد المعدي المريئي، وداء الأمعاء الالتهابي، والانسداد المعوي، ومتلازمة القولون العصبي، وعدم تحمل اللاكتوز، والتهاب القولون التقرحي.
إذا لم تكن مصاباً بأحد هذه الاضطرابات الهضمية، وفي الوقت ذاته تعاني من زيادة الغازات، فيمكنك اللجوء إلى أحد هذه الطرق الفعالة للحد من الغازات.
تجنب الأطعمة التي تسبب الغازات يمكن أن يكون أسهل علاج على الإطلاق. لكن لسوء الحظ، لا يربط الكثير من الأشخاص بين بعض الأطعمة وأعراضها.
فقد تسبب بعض الأطعمة ظهور الغازات لدى بعض الأشخاص، في حين أنها آمنة تماماً لدى الآخرين. من أبرز الأطعمة التي تسبب الانتفاخ وزيادة الغازات:
تساعد إطالة الوقت في تناول الطعام على تقليل كمية الهواء التي تبتلعها، ويكون هذا عبر زيادة مدة مضغ الطعام.
يحب بعض الأشخاص حتى حساب عدد المرات التي يمضغون فيها كل فم، ويُنصح بحوالي 32 مرة لتكسير الطعام حتى يفقد قوامه.
أما إذا كنت ترى أن هذا أمراً مزعجاً، فما عليك سوى التركيز على مضغ الطعام تماماً قبل البلع، والأهم من ذلك إغلاق فمك أثناء تناول الطعام.
الفحم المنشط هو علاج آمن وطبيعي لمعالجة الغازات الزائدة والانتفاخ، صُنع هذا النوع الخاص من الفحم بطريقة تجعله مناسباً للاستهلاك البشري.
عند ابتلاع الفحم، يعمل على امتصاص السموم والسوائل بحيث يمكن طردها من جسمك.
تأكد من تناول الفحم المنشط مع الكثير من الماء واستخدامه فقط تحت إشراف طبي.
هناك العديد من أنواع مساعدات الجهاز الهضمي الطبيعية المتوفرة الآن في شكل مكملات من دون وصفة طبية.
تحتوي هذه المنتجات على إنزيمات هضمية تعمل مع إنزيمات الجسم، وهو ما يساعد على جعل عملية الهضم أسرع وأكثر كفاءة.
مكملات البروبيوتيك أيضاً هي وسيلة فعالة لتعزيز البكتيريا الجيدة التي تحتاجها الأمعاء لتحليل الطعام بكفاءة. يمكن أن تساعد أدوية البروبيوتيك في إعادة توازن البكتيريا في الأمعاء إذا كنت تعاني من المبيضات أو SIBO.
تحتوي العديد من منتجات الحمية الغذائية على كميات كبيرة من المحليات الاصطناعية، مثل السوربيتول أو الأسبارتام.
يمكن أن يسبب ذلك المزيد من الغازات في الأمعاء، لأن الجسم غير قادر على تحطيم تلك المركبات. من المعروف أيضاً أن السوربيتول يسبب التقلصات والإسهال إذا تم تناوله بجرعات كبيرة.
كما أنه مكون رئيسي في العلكة الخالية من السكر والمشروبات الغازية، وكلاهما يؤدي أيضاً إلى ابتلاع الهواء.
هناك العديد من الأعشاب الرائعة التي تساعد على تهدئة المعدة المنتفخة والسماح للغاز المحاصر بالخروج من الجهاز الهضمي.
تحتوي بذور الشمر على مركب يريح التشنجات في العضلات الملساء للأمعاء، وهو ما يساعد على مرور الغازات. يمكنك مضغ البذور مباشرة أو احتساء شاي الشمر بعد تناول الطعام.
النعناع والبابونج واليانسون والزنجبيل من الأعشاب المفيدة أيضاً لتهدئة القناة الهضمية.
يستخدم زيت القرنفل تقليدياً لمعالجة شكاوى الجهاز الهضمي، بما في ذلك الانتفاخ والغازات وعسر الهضم، وقد يكون له خصائص مقاومة للقرحة.
يمكن أن يؤدي تناول زيت القرنفل بعد الوجبات إلى زيادة إنزيمات الجهاز الهضمي وتقليل كمية الغازات في الأمعاء.
يساعد خل التفاح في إنتاج حمض المعدة والإنزيمات الهاضمة، وقد يساعد أيضاً في تخفيف آلام الغازات بسرعة.
أضف ملعقة كبيرة من الخل إلى كوب من الماء واشربه قبل الوجبات لمنع ألم الغازات والانتفاخ. من المهم بعد ذلك شطف الفم بالماء، لأن الخل يمكن أن يؤدي إلى تآكل مينا الأسنان.