الليلُ يَرْجُفُ في السّماءِ مُسالِما .... كالشيخِ مَحمومًا يُزَلزَلُ دائِما
لا يستطيعُ من الرُعاشِ فراقها .... فالقصفُ يضرِبُهُ ويومِضُ ناقِما
والضوءُ من وهجِ القذائفِ خائِضٌ .... مع عَتمِهِ حربًا فَلمْ يتواءَما
الظلمُ فيها قد تفشّى مجْبَرا .... والقهر يغشاها ويدمَعُ نادِما
فالكلُّ يهوى جوَّ غزّةَ عاشقا .... فالصبحُ يحلمُ في دخولكِ نائِما
ماذا يقولُ معذبٌ خلفَ المَعا .. \م\ .. بِرِ قلبُهُ قد ذابَ فيكِ متيّما
ويراكِ بينَ حِبالِ عُربٍ تشنقيـ .. \م\ .. ـنَ فأنتِ طهرٌ , كم يرونهُ آثِما !
لا شيءَ نالَ من الوِصالِ سوى سما ..\م\ .. عِ أنينكِ المجروحِ يصدرُ ناعمِا
وصراخِ أجسادٍ تَبعْثَرُ في فضا ..\م\ ءٍ مُثقَلٍ فيصدّها لتَراكما
ودماءِ أطفالٍ تَمزّقَ لحمُهم ... والعَظمُ فوقهُ قدْ تناثرَ عائِما
ودموعِ أرملةٍ تفتِّشُ في الثرى .... بينَ الركامِ عن الضميرِ مُساوِما
فتعانقت جُدُرُ البيوتِ مع التُرا ..\م\ .. بِ وألقَت الباقي عليهِ فَهُدِّما
حَنَّ الترابُ إلى الترابِ فضمّهُ .... والقلبُ للأوطانِ حنّ فقاوَما
بابُ السماءِ يضيقُ بالأجسامِ لا .... يرضى بِها ثمَنًا ليقبَلَ قادِما
بابُ السماءِ مُشرّعٌ للروحِ يعــ ..\م\ ـشقُ نورَها وَلَهُ يصيرُ مُلازِما
فقوافلُ الأرواحِ تصعَدُ للعُلا .. فيضمُّها أهلُ السماِ تَراحُما
هذي بلادُ الحبِّ يُزرَعُ في فُؤا .. \م\ .. دِ مُجاهِدٍ كَيْ بالشهادةِ يحلُما
ينمو كقنبلَةٍ بِكفِّهِ تنتشي ... اللهُ يرميها فيحصدُ ما رمى
هذي بلاد العيشِ لا موتٌ بها .... فالكلُّ حيٌّ بالشهادةِ قائِما
فالموتُ يخشى أهلَها ويُجلُّهم .... فيروحُ مبتعِدًا ويرحلُ سالمِا
هذي هي الأشلاءُ تجمعُ بعضَها .... لتكونَ دِرعًا للترابِ وعاصِما
عَجَنتْ بدمِّ شهيدِها رَحمًا جديـ .. \م\ ـدًا من لحومِ صغارِها مُتلاحِما
ويضجُّ في الأنقاض نبضٌ ثائِرٌ ... ويصرُّ أن يقضي الحياةَ مُقاوِما
وتراهُ زرقاءُ اليمامةِ من هنا .... نصرًا من الأشلاءِ يشرقُ باسمِا