استفاقت ولاية كونيتيكت الأمريكية على خبر وفاة رضيع عمره شهر ونصف جراء إصابته بفيروس كورونا المستجد يوم الأربعاء 1 أبريل نيسان 2020، بحسب ما أعلن عنه حاكم الولاية نيد لامونت على حسابه على موقع تويتر: "إن الفحوص أكدت أن الرضيع كان مصاباً بكوفيد-19، هذا أمر يفطر القلب، نعتقد أنه أحد أصغر الأشخاص سنّاً في العالم الذين يموتون من مضاعفات ناجمة عن الفيروس"، وكان الرضيع قد نقل إلى مستشفى الولاية غير البعيد عن نيويورك الموبوءة، نهاية الأسبوع الماضي، لكنّ الأطباء فشلوا في إنعاشه وإنقاذ حياته.
وأعلنت سلطات ولاية إيلينوي الأمريكية السبت الماضي عن وفاة رضيع بمدينة شيكاغو بسبب إصابته بالعدوى، وكان هذا الطفل الذي لم يتجاوز عمره تسعة أشهر هو أصغر ضحية للوباء في الولايات المتحدة قبل أقل من أسبوع فقط. وظل الأطباء في الولايات المتحدة الأمريكية أيضا يعتقدون أنه من النادر جدا أن يصيب الفيروس أو يتسبب بمضاعفات مميتة في صفوف الصغار.
انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين في بطنها
لعل أول حالة تشخيص لإصابة رضيع بالوباء سجلت في 2 فبراير/ شباط الماضي بمستشفى مدينة ووهان الصينية- مصدر ظهور فيروس كورونا- ويتعلق الأمر بطفل حديث الولادة أثبتت التحاليل إصابته بالوباء بعد ثلاثين ساعة على ولادته، بينما كانت تحاليل الأم إيجابية عندما كانت حاملا، ولم يعرف الأطباء حينها أسباب إصابة أول طفل في رحم والدته، لحسن الحظ ظلت حالته مستقرة، وحذر خبراء الطب وعلماء الأوبئة حينها من إمكانية انتقال العدوى من الأم إلى الطفل، بالطريقة التقليدية جدًا أي عن طريق سعال الأم أو اتصالها المباشر معه.
وفي ال26 مارس/ آذار الماضي، صدمت فرنسا بعد الإعلان عن أول حالة وفاة في البلاد لفتاة مراهقة تدعى جولي، تبلغ من العمر 16 عاما، لم تكن تعاني إلا من سعال خفيف، أُدخلت إلى مستشفى لونغجوموا بجنوب باريس ثم نقلت الى مستشفى نيكير وسط العاصمة الفرنسية، لتتوفي بعد ساعات نتيجة مضاعفات تنفسية سببها فيروس "كوفيد-19"، وغدت جولي أول ضحية قاصر للوباء في فرنسا. أجج خبر وفاتها قلق المجتمع الفرنسي والأوساط الطبية، بعدما كانت هناك قناعة في فرنسا بعدم تعريض الوباء لحياة الشباب والأطفال إلى الخطر.
وفي 30 مارس/ آذار الماضي، توفي طفل بريطاني من أصل عربي في 13 من عمره، يدعى إسماعيل محمد عبد الوهاب في ضواحي العاصمة البريطانية لندن بسبب فيروس كورونا، وكان الفتى قد دخل إلى مستشفى كلية كينجز، ولم يعاني من أي مشاكل صحية أخرى، لكن ظهرت عليه الأعراض وعانى من صعوبة في التنفس، تم وضعه في ما بعد على التنفس الصناعي ثم أُدخل في غيبوبة مصطنعة لكنه لم ينجو، كما لم يتمكن أقاربه من توديعه تجنبا لانتقال العدوى. ليصبح إسماعيل محمد عبد الوهاب أول ضحية من ضحايا هذا المرض في بريطانيا.
من قال أن الأطفال لا يصابون بفيروس كورونا... فقد كذب
وكانت منظمة الصحة العالمية قد دعت مؤخرا إلى توفير أقصى درجة لحماية ورعاية الأطفال من مخالب فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، وذلك بعد دراسات علمية بينت أن الوباء يمكن أن يصيبهم بأعراض حادة تماما مثل الكبار في السن.
وقامت المراكز الصينية لمكافحة الأمراض والوقاية بدراسة شملت أكثر من 140 طفلاً مصابا بالعدوى، منهم من تم تأكيد إصابته بشكل رسمي، ومنهم مازال مشتبها بمرضه، الدراسة تمت في الفترة بين 16 يناير إلى 8 فبراير الماضيين، وأظهرت نتائجها أن أكثر من 90% من الحالات عانت من أعراض خفيفة، فيما عانى ما يقرب من 6% من هؤلاء الأطفال من وضعية حرجة جدا.
ومن الأعراض التي تظهر على المصابين كبار السن هي: التهاب الحلق، وسيلان الأنف، والحمى، والالتهاب الرئوي، وإمكانية تطور الأعراض عند بعضهم ووصولها إلى فشل بعض الأجهزة الحيوية ثم الموت، غالبا لا تظهر هذه الأزمات الصحية عند الأطفال، كما تماثل بعض الأطفال في العديد من المرات للشفاء بمفردهم أو بفضل رعاية طبية متواضعة.
وكشفت دراسة أخرى أن 125 طفلاً في مختلف أنحاء الصين أصيبوا بأعراض خطيرة للغاية، وتوفي منهم صبي يبلغ من العمر 14 عامًا مصابًا بالعدوى، بينما صُنفت إصابة آخرين بأنها حادة، لأنهم يعانون من مشاكل تنفسية خطيرة. وذكرت الدراسة أن أكثر من 60% من هؤلاء الأطفال الذين أصيبوا بأعراض خطيرة أو حرجة كانوا في سن الخامسة أو أصغر، و40% من هؤلاء هم من الرضع أي أعمارهم لا تتجاوز العام الواحد.
ويعتقد الأطباء أن الأطفال الأصغر سناً أكثر عرضة للإصابة لأن جهازهم التنفسي ووظائف أجسامهم الأخرى تتطور بسرعة، كما يعتقدون أن الأطفال الأقل من 6 سنوات والرضع يمرضون بسبب عدم نضج نظامهم المناعي، وبالتالي لا يمكنهم مقاومة الفيروسات. وتبقى حصيلة ضحايا كورونا من الأطفال غامضة بسبب صعوبة تشخيص حالات الإصابة خاصة في مناطق النزاع، والبلدان الفقيرة.
MCD