واشنطن -
يدعو خبراء إلى التوقف عن استخدام ورق الحمام أو ورق التواليت والمناديل لما تتسبب به من مخاطر لجسم الإنسان والبيئة، وسط تزايد الإقبال على شراء هذه الأدوات في ظل انتشار فيروس كورنا على المستوى العالمي.
وتتساءل الكاتبة كاتي ميرفي في مقال بصحيفة نيويورك تايمز بشأن ورق التواليت وتقول: لماذا يكتنزه الناس إذا كان الخبراء يجمعون على أن الشطف بالماء أصح وأسلم للبيئة؟
وتضيف الكاتبة أنه في ظل انتشار فيروس كورونا "كوفيد-19" على المستوى العالمي، فإن هذا الوباء يؤثر على الناس جميعا بشكل مختلف اعتمادا على المكان الذي يعيشون فيه، وأنه يترك أثره على وضعهم المالي وصحتهم الأساسية، إلا أن أحد هذه الآثار يتمثل في صعوبة العثور على ورق الحمام أو التواليت، في ظل تزايد الطلب عليه بشكل كبير.
وتشير إلى أن الذعر للحصول على ورق التواليت ينتشر بأنحاء العالم بسرعة انتشار الفيروس نفسه، وذلك على الرغم من عدم حدوث أي خلل في العرض، مضيفة أن أعراض وباء "كوفيد-19" تتعلق في المقام الأول بالجهاز التنفسي، وليس الجهاز الهضمي.
ولا يزال العثور على الطعام في العديد من المتاجر ممكنا بسهولة -تقول الكاتبة- ولكن لا شيء من أوراق الحمام على الأرفف.
وتقول أيضا إن هذا يعد أمرا محيرا أكثر عندما يعلم المرء أن ورق التواليت تقنية قديمة، وإن خبراء الأمراض المعدية والقولون والمستقيم يقولون إنها ليست فعالة ولا صحية.
تهيج كبير
ويشير المقال إلى أن تاريخ استخدام ورق التواليت يعود إلى القرن السادس الميلادي، عندما كتب باحث صيني يقول إنه "لم يجرؤ على" استخدام الورق من بعض النصوص الكلاسيكية "لأغراض المرحاض".
وكان الناس قبل اختراع ورق التواليت أو إتاحته يستخدمون أوراق النبات والأصداف وجلود الفراء وعلب الذرة، كما استخدم الإغريق والرومان الأقراص الخزفية الصغيرة والإسفنج أيضا على أطراف العصي، والتي يتم غمرها في دلو من الخل أو الماء المالح ليستخدمها الشخص التالي.
وتشير الكاتبة إلى المناديل المعطرة واستخداماتها في هذا السياق، غير أنها تقول إن من بين النتائج المؤسفة أنها بدأت في الاندماج مع الشحوم في أنظمة الصرف الصحي بالمدن مشكّلة انسدادات كبيرة.
وتقول أيضا أن الخبراء يتفقون على أن التشطيف بالماء هو أفضل للإنسان من الجانبين الصحي والبيئي.
وتنسب نيويورك تايمز للطبيب إتش راندولف بيلي جراح القولون والمستقيم بكلية الطب جامعة تكساس ماكغفرن في هيوستن الأميركية القول إن الكثير من الناس الذين يراجعونه لديهم تهيج كبير إلى حد ما في منطقة الشرج وما حولها.
كورونا بالبراز
ويوصي الطبيب المختص باستخدام مقعد الشطافة أو التشطيف بالماء في هذا السياق.
ويوضح أن غالبية حالات الإصابة التي مرت عليه تعود للتنظيف الزائد باستخدام ورق التواليت أو للمسح باستخدام المناديل التي غالبا ما تحتوي على عطور وكيمائيات قاسية.
ويضيف هذا الطبيب المختص أن هذه الوسائل ليس من شأنها التنظيف مثل التشطيف بالماء، محذرا من أن عدم نظافة هذه الأجزاء الحساسة من جسم الإنسان من شأنها التسبب بأمراض خطيرة تنتقل عن طريق البراز.
ويقول أيضا إن الكوليرا والتهاب الكبد والتهاب القولون وعدوى المسالك البولية تعد أمثلة رئيسية في هذا السياق، مشيرا إلى أن الدراسات الحديثة عثرت على فيروس كورونا في البراز أيضا.
وتضيف الصحيفة أن غالبية الأسر في اليابان لديها مراحيض عالية التقنية قادرة على التطهير من خلال مجاري المياه الموجهة بدقة التحكم بدرجة الحرارة، غير أن بقية العالم كان بطيئا في اتباع هذه التقنية.
وعودة إلى تخزين الناس ورق التواليت هذه الأيام وللطلب عليه بشكل غريب، تقول الكاتبة إن ذلك يعود إلى خشيتهم من خطر التلوث في ظل انتشار وباء فيروس كورونا على المستوى العالمي وظهوره في البراز أيضا.