أكدت منظمة الصحة العالمية دخول ثلاثة لقاحات مضادة لفيروس كورونا مرحلة التجارب السريرية، بالتوازي مع تطوير أخرى، وجددت أسفها لوقف واشنطن دعمها للمنظمة مما اضطرها للبحث عن بدائل، بينما يستعد الأوروبيون لجمع تمويل مخصص لتطوير اللقاحات.
وفي مؤتمر صحفي عقد بجنيف أمس الأربعاء، كشف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن دخول ثلاثة لقاحات مضادة لجائحة كورونا مرحلة التجارب السريرية، فضلا عن وجود أخرى قيد التطوير.
وأعرب غيبريسوس عن أسفه لقرار الإدارة الأميركية بوقف مساهمتها في تمويل المنظمة، لافتا إلى أنها تبحث مع شركائها كيفية تعويض العجز المترتب على وقف التمويل الأميركي.
وقال إن "منظمة الصحة العالمية لا تقاتل فقط كوفيد 19، ولكننا نعمل على علاج شلل الأطفال والحصبة والملاريا والإيبولا وفيروس نقص المناعة المكتسبة، وكذلك السل وسوء التغذية والسرطان والسكري وأمراض الصحة النفسية وعدة أمراض أخرى. كما نعمل مع الدول من أجل تعزيز أنظمتها الصحية وتحسين فرص الحصول على الخدمات الصحية المنقذة للحياة".
وكانت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس قد صرحت، قبيل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف تمويل المنظمة، بأن الولايات المتحدة بها أكبر تفش وبائي في الوقت الراهن، وأنها "شريك ممتاز" وأكبر مانح للمنظمة.
وأضافت في إفادة صحفية الاثنين، "ستكون هناك دوما انتقادات للمنظمات. من المهم الإنصات للنقد ولا سيما النقد البنّاء، وعملنا سيستمر بغض النظر عن أي قضايا"، وتابعت أنه لا ينبغي توقع طرح لقاح قبل 12 شهرا أو أكثر.
وفي السياق، أعلنت مجموعتا الأدوية العملاقتان سانوفي و"غلاكسو سميث كلاين" الثلاثاء عزمهما توحيد جهودهما لتطوير لقاح ضد الفيروس، وأنهما تأملان في أن تتمكنا بفضل هذا التعاون من تحقيق نتيجة بحلول عام 2021.
من جهة أخرى، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال مؤتمر صحفي أنها ستنظم مؤتمرا عبر الإنترنت للجهات المانحة في الرابع من مايو/أيار لجمع أموال تخصص للأبحاث لتطوير لقاح وعلاجات ضد كورونا.
وأوضحت فون دير لاين أن اللقاح أفضل فرصة جماعية للانتصار على الفيروس، وأن المؤتمر سيسمح بالتطرق إلى مسألة العجز في التمويلات الفورية وإيجاد حلول مبتكرة ومنصفة.
وأضافت رئيسة المفوضية الأوروبية أن المؤتمر سيعقد بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، وأن اتصالات أجريت مع منظمات كبرى، معربة عن أملها في أن تلبي الدول والمنظمات في العالم أجمع هذا النداء.
كما عرضت فون دير لاين، بحضور رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، خارطة طريق لخروجٍ منسقٍ للاتحاد الأوروبي من إجراءات العزل، وقالت إنه سيتعين على المجتمعات التعايش مع الفيروس إلى حين تطوير لقاح أو علاج.
وقال جوناثان ألين القائم بأعمال المندوب البريطاني في الأمم المتحدة إن منظمة الصحة العالمية تلعب دورا محوريا في الإبقاء على الاستجابة الدولية للحالة الطارئة غير المسبوقة التي يمر بها العالم.
وأضاف "نحن نستمر بتمويل منظمة الصحة العالمية، وقد أعلنّا زيادة في تمويلنا لها، ونعتقد أننا نحتاج إلى حل عالمي لنقف ونعمل معا من أجل مواجهة هذه المشكلة".