لندن - وكالات
ظهر فيروس كوفيد-19 في نهاية عام 2019، ولكن ثمة علامات تدل على أن تماثل بعض المرضى للشفاء التام قد يستغرق وقتاً طويلاً.
يعتمد الوقت الذي يستغرقه التعافي على مدى خطورة الإصابة في المقام الأول.
فبعض الناس قد يشفون من المرض سريعاً، ولكنه قد يسبب مشكلات دائمة لآخرين، كما يقول خبراء لموقع BBC البريطاني.
هناك بعض الأمور التي تزيد من خطر الإصابة بدرجة خطيرة من كوفيد- 19 منها العمر والنوع والمشكلات الصحية الأخرى.
وكلما زادت شدة العلاج وطالت مدته، طالت مدة التعافي على الأرجح.
أغلب الأشخاص الذين يصابون بكوفيد-19 يصابون بأعراضه الرئيسية فقط، السعال أو الحمى، لكنهم قد يعانون من آلام في الجسم، والإعياء، والتهاب الحلق والصداع.
في بداية المرض يكون السعال جافاً، لكن بعض الأشخاص سيبدؤون في السعال المصحوب بالبلغم الذي يحتوي على خلايا الرئة الميتة التي قتلها الفيروس.
وتُعَالج هذه الأعراض بالراحة في الفراش وتناول الكثير من السوائل ومسكنات الألم مثل الباراسيتامول.
وعادة ما يتماثل الأشخاص المصابون بأعراض خفيفة للشفاء التام والسريع.
وفي الغالب تهدأ الحمى في أقل من أسبوع، إلا أن السعال قد يستمر.
يقول تحليل منظمة الصحة العالمية للبيانات الصينية إن التعافي يستغرق أسبوعين في المتوسط.
يمكن أن يصاب البعض بأعراض أشد خطورة، ويحدث هذا عادة بعد الإصابة بالمرض بحوالي من سبعة إلى 10 أيام، وقد يكون مفاجئاً، فيعاني المصاب من صعوبة في التنفس والتهاب الرئتين.
وبالرغم من أن الجهاز المناعي للجسم يحاول المقاومة، فهو في الواقع يبالغ في ردة فعله ويلحق بالجسم أضراراً جانبية.
ويحتاج بعض الأشخاص
إلى دخول المستشفى والخضوع للعلاج بالأكسجين.
تقدر منظمة الصحة العالمية أن شخصاً واحداً من كل 20 شخصاً يحتاج إلى علاج العناية المركزة، الذي قد يشمل التخدير والوضع على جهاز تنفس صناعي.
ويستغرق التعافي من أي علاج في وحدة العناية المركزة أو الحرجة (ICU) بعض الوقت، بغض النظر عن المرض، ويُنقل المرضى إلى عنبر عادي قبل العودة إلى منازلهم.
تقول عميدة كلية طب العناية المركزة أليسون بيتارد، إن العودة إلى الوضع الطبيعي بعد الرعاية المركزة قد تستغرق من 12 إلى 18 شهراً.
ويؤدي الرقود لوقت طويل على فراش المستشفى إلى ضمور العضلات، وهو ما يؤدي إلى ضعف المرضى.
وتستغرق العضلات وقتاً لتعود إلى طبيعتها، حيث يحتاج بعض الأشخاص إلى جلسات علاج طبيعي ليتمكنوا من المشي مرة أخرى.
وبسبب ما يمر به الجسم في وحدة العناية المركزة، يحتمل أيضاً أن يصاب المريض بهذيان واضطرابات نفسية.
ويقول اختصاصي العلاج الطبيعي لمرضى العناية المركزة في مجلس الصحة بجامعة كارديف وفالي بول تووس: "هناك عنصر مضاف في هذا المرض على ما يبدو، والإعياء الناتج عن الإصابة بالفيروس عامل كبير بالتأكيد".
وبين أن تقارير من الصين وإيطاليا أفادت بضعف عام في الجسم وضيق في التنفس بعد أي مستوى من الجهد وسعال مستمر واضطراب في التنفس، فضلاً عن الحاجة إلى الكثير من النوم".
وقال: "نحن نعلم أن تعافي المرضى يستغرق وقتاً طويلاً ربما يصل إلى شهور، ولكن من الصعب التعميم، إذ يقضي بعض الأشخاص فترات قصيرة نسبياً في الرعاية الحرجة، بينما يوضع آخرون على أجهزة التنفس لأسابيع.
تأثير كورونا على المدى الطويل
لا نعلم على وجه اليقين حيث لا توجد بيانات طويلة المدى، ولكن يمكننا وضع شروط أخرى في الاعتبار.
يُصاب المرضى الذين يعانون من فرط نشاط الجهاز المناعي بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة، مما يتسبب في تلف الرئتين.
ويقول تووس: "ثمة بيانات كثيرة تثبت أنه حتى بعد خمس سنوات، قد يواجه الناس صعوبات جسدية ونفسية مستمرة".
ويقول الطبيب العام والمحاضر في كلية الطب في وورويك، جيمس جيل، إن الناس بحاجة أيضاً إلى دعم نفسي لزيادة تعافيهم.
ويضيف: "تجد صعوبة في التنفس، ثم يتعين علينا وضعك على جهاز التنفس الصناعي، وتخديرك، هل تريد أن تودع عائلتك؟".
ويتابع: "إصابة هذه الحالات الخطيرة باضطراب ما بعد الصدمة ليس مفاجئاً".
وأوضح أنه سيعاني كثيرون ندوباً نفسية، وثمة احتمال بأنه حتى بعض الحالات الخفيفة قد تؤدي إلى إصابة المرضى بمشكلات صحية طويلة الأمد، مثل الإعياء".