الرئيسية / الأخبار / فلسطين
فايروس كورونا والغربة من هو العدو الأصعب؟
تاريخ النشر: السبت 02/05/2020 14:29
فايروس كورونا والغربة من هو العدو الأصعب؟
فايروس كورونا والغربة من هو العدو الأصعب؟

تقرير: ولاء فطاير

غربة.. أربعة حروفٍ تحمل في طياتها معانٍ كثيرة، ربما تعني الشوق، الحرمان، الاعتماد على النفس، الضعف، وربما القوة، إثبات النفس، الاعتماد على الذات، متفقين جميعاً أنها مرحلةٌ صعبةٌ يعشيها إنسان ما، بغية العملِ أو التعليمِ أو حتى الهروب من واقعٍ مريرٍ يعيشه، إلا أنّ هذه المرحلة الصعبة تحولت إلى وحشٍ أشد قسوة، بوجود الكورونا التي سيطرت على كل بقعة في هذه الأرض والتي منذُ أن بدأت إلى الآن لا تزال تلتهم أحبابنا دون حدٍ أو قيد، فمرارة الشوق والحنين إلى الوطن والأهل ازدادت وعَظُمت بوجود هذا الفايروس.

تقول الطالبة الفلسطينية حسناء الشخشير المُغتربة في الجزائر: "هُنا في الجزائر تحاول الدولة توفير أكبر قدرٍ من الحماية لنا في هذه الظروف ولكن البُعد عن الأهل والبلاد يزيدنا قلقاً، وفي السكن الذي أسكن به يوجد الكثير من الطالبات من مُختلف الجنسيات وربما إصابة واحدة منا تعني إصابتنا جميعاً، في الأيام العادية ليس ثمة ما يُطفئ مرارة الشوق وتعب الغربة ويلهمنا الدارسة سوى بصيص الأمل الذي يظهر كل حينٍ عندما أتذكر أنني سأجتمع بعائلتي قريباً، ولكن الفايروس التهم أملي وأصبحت رؤيتهم عن قريب مُجرد حلم".

ويضيف عدي جعار المُغترب في تركيا: "الغربة أساساً صعبة وفي هذه الظروف تزداد صعوبتها" فهي على حد وصفه (سجن بابه مفتوح)، ففي كل مرة يتابع أخبار أهله وهو بعيد عنهم يشعر بأنه يريد الموت بين احضانهم لا يهمه المرض، يهمه أن يقضي هذه الأوقات الصعبة بجانبهم.

ويُكمل حديثه قائلاً: "من الممكن للغربة أن تتحول لكربة ولكن كل إنسان جنته بيده، فهناك الكثير هُنا يستغل الظروف ليطور من مهاراته بوجود هذا الفراغ الكبير من الوقت، فالكثير من الطلبة التحقوا بدورات الكترونية وغيرهم من ازدادت نسبة قراءتهم اليومية لأضعاف ما كانت عليه."

ويشير جعار إلى أن الاوضاع في تركيا في ظل الكورونا صعبة للغاية بوجود أكثر من 700 طالب بأكثر من 40 دولة، فيصفُ ذلك قائلاً: “عندما نريد التنقل بين أجزاء السكن يشعر الشخص وكأنه يمشي في حقل ألغام، وبوجود 40 دولة يعني ثقافات متعددة والكثير منهم لا يوجد بثقافتهم مصطلح النظافة لذلك نحن جميعنا معرضون لهذه الإصابة ولهذا الضرر".

لم تنتهِ أزمة الكورونا بعد، ولا نعلمُ إلى متى سنظلُ على هذه الحال، إلا أن هذه الأزمة كباقي الأزمات كشفت عن أهمية بعض الأمور في حياتنا، وفي حال الغربة كشفت عن أهمية الحضن الدافئ الذي يتمثل بالأهل والوطن، لكن رغم ذلك كلنا أمل بأن كل شيء سيعود على ما يرام، وأن شمسَ الصبح ستشرق وتزول هذه الغمة، إلى حينها فلندعو الله أن يُلبسنا ثوب الصحة والعافية، ويعيد كل مغربٍ إلى حضن وطنه، ويطبطب على قلوب أمهات المغتربين.
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017