نابلس- وكالة سند للأنباء
رغم كثرة الاستيراد والتطورات الحاصلة في إنتاج البلاط، إلا أن مصنع أصلان للبلاط يقترب من المئوية الأولى لتأسيسه في مدينة نابلس، وهو ما زال محافظاً على مساره في إنتاج البلاط التراثي رغم منافسة البلاط المستورد.
صاحب المصنع الواقع نهاية شارع فلسطين بالمدينة، جلال أصلان، يفخر حتى اليوم بأنه مهنته التي يحب قد توارثها عن والده الذي ورثها هو الآخر عن جده، وكذلك نجله عنان الذي سار على ذات الطريق في نفس المهنة.
ويقول أصلان إن مصنعه ينتج البلاط الفلسطيني الفاخر منذ 97 عاما، والذي تصل تكلفة القطعة الواحدة 120 شيكلا، فيما المستورد حاليا نحو 10 شواكل.
ويوضح أن هذا الأمر كثيراً ما دفعه للتفكير بإغلاق المصنع والبحث عن مجال عمل آخر، في ظل المنافسة والاستيراد من الخارج.
ويبين أن إقبال المواطنين العاديين لشراء هذا النوع من البلاد تقلص وتراجع بشكل كبير من عدة عقود.
ويرجع أصلان السبب إلى رخص ثمن البلاط المستورد، خاصة في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الناس، والتي لا تسمح لهم بشراء البلاط التراثي، عدا عن أن أصحاب العقارات يفضلون اللجوء إلى الأنواع ذو السعر الزهيد.
ويروي أصلان قصة تعلمه لإنتاج البلاج، حين كان يرسله والده إلى الشام ولبنان، من أجل شراء قوالب للبلاط، وكذلك تعلم فنون جديدة، وأنه لا يساوره الندم على شراء كل تلك القوالب التي تتجاوز المئات.
إقبالٌ شحيح
وعن طبيعة الزبائن الذين يقبلون على البلاط الأثري، يوضح أن الجزء الأكبر هم من أهالي الداخل المحتل عام 1948، ومدينة القدس ورام الله، وكذلك أصحاب "الفيلات" في مدينة نابلس.
ويشير أصلان إلى أن بعض القطع يتم إنجازها لبيت قديم، تعرضت إحدى البلاطات فيه للكسر أياماً طويلة، وبالتالي تكون تكلفتها مرتفعة عن غيرها.
ويعمل أبو الوليد ريحان في هذا المصنع منذ عام 1947، ويعتبر من أقدم العمال المهرة في المصنع، والذي يرتبط بالمهنة منذ عقود طويلة.
ويقول المسن ريحان عن مهنته: "هذه المهنة مرتبطة بحياتي، وهي جزء من لا يتجزأ مني، ورغم كبر سني إلا أنني لازلت أحبها جداً، وأحب العمل فيها".
وينوه إلى أن زبائن المصنع أصبح عددهم معدود جداً، ولا يشتري مثل هذا البلاط إلا فئة معينة من الناس، هم أصحاب "الفيلات" أو المباني الفاخرة، أو من مناطق الداخل المحتل والقدس ورام الله، بالإضافة إلى تصدير القليل منها إلى الخارج.