رام الله/PNN- أعلن اليوم الإثنين، عن وفاة الشاعر الفلسطيني الكبير هارون هاشم رشيد، الذي كتب كثيرا من قصائد الشعر الوطني والدواوين من بينها ديوان “عائدون”.
ولد الشاعر الفلسطيني رشيد في حارة الزيتون بمدينة غزة عام 1927م، وأمام أبوابها الكنعانية القديمة، وهو باب الزاروب، وبجوار جامع الشمعة الذي شهد تفجر روح المقاومة ضد الانتداب.
كان الشاعر منذ البداية شاهدا على الأحداث، ومؤرخا لها عبر التطورات المتتالية التي مرت على المأساة الفلسطينية، ورأى بأم عينيه الاطفال الذين يبتلعهم البحر الهائج حين كانت تنقلهم مراكب اللجوء إلى شاطئ غزة بعد ان اقتلعهم اليهود من مدنهم وقراهم وبياراتهم.
اصدر هارون هاشم رشيد اكثر من 22 ديوانا شعريا بدأها عام 1954، وشعره مملوء بالرومانسية الوطنية التي تغنت بها الاجيال العربية من المحيط الى الخليج، لما فيها من قدرة رائعة على استنهاض المشاعر والهمم، ومقت للغزاة، وعشق للحرية والحياة بشرف وكرامة، اضافة الى عدد من المسرحيات الشعرية التي مزجت بين المتعة الفنية والقيمة الفكرية الوطنية الملتزمة.
بدأ هارون هاشم رشيد كتابة الشعر مبكرا، لكن ديوانه الأول (مع الغرباء) صدر عام 1954م، والذي تضمن قصيدة بعنوان (قصة) روى فيها مشاهداته هو وامه اخوته الصغار لنسف بيوت حدث في غزة حيث كان عمره أحد عشر عاما، هذ الحدث الذي اسس في توجهه الفكري والسياسي.
وآخر دواوينه الشعرية – ديوان (قصائد فلسطينية) صدر في عام 2002 بمناسبة اختيار عمان عاصمة للثقافة العربية.
وكان الراحل مرتبطا ارتباطا حميما بالتراث، ويعتبر ان القصيدة اذا لم تلتزم، او تقطع في اطار ما اخذه من هذا التراث فانما هي تنبت، وتصبح شيئا منبتا، لكنه كتب الشعر على نظام التفعيلة، اما الشيء الوحيد الذي ابتعد عنه في هذه المدارس الحديثة فهو محاولة الايغال في الرمز أو الألغاز بحيث انك تقرأ شيئا ولا تعرف ماذا تقرأ، انه شاعر احب ان يكون صادقا فيما يكتب، معبرا بصدق عن اللحظة التي يعيشها، حريصا كل الحرص على أن يكون ذلك الخيط الرفيع بينه وبين المتلقي موجودا، يعبر عن ذاته وهمه وهموم الآخرين.
وأطلق عليه تسميات كثيرة عبر مشواره الشعري، شاعر فلسطين القومي، شاعر النكبة، شاعر العودة، شاعر الثأر