mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke"> فادي وليد..أسير الضفتين - أصداء mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke">
الرئيسية / الأخبار / أسرى الحرية
فادي وليد..أسير الضفتين
تاريخ النشر: السبت 06/09/2014 14:44
فادي وليد..أسير الضفتين
فادي وليد..أسير الضفتين

نابلس-فارس عودة- لم يكن يعلم ابن التاسعة عشر ربيعاً، ان هذه المرة الاخيرة التي تطأ فيها قدماه أرض معبر الكرامة، الجسر الفاصل بين الضفتين الشقيقتين..قبل ان يُصدِر عليه الاحتلال قراراً بالسجن 18 عاماً، ومن هنا بدأت الحكاية.


 فادي محمد وليد, شاب فلسطيني ولد وترعرع في مدينة الزرقاء الاردنية، حيث انهى دراسته الثانوية هناك, وقدم سنته الاولى في احدى الجامعات الاردنية بنجاح، أمضى فادي جلّ حياته في مسقط رأسه الاردن، ورغم ذلك لم تغب عنه شمس وطنه ولا نسيمها، فكان يعطّر ايامه بين الحين والاخر بزيارة ضفته المسلوبة ويضمد جرح البعد عنها بترابها وهوائها

ومع بدء موسم الصيف من العام 2000م سرى الشوق فيه مجرى الدم في العروق، لزيارة بلدته "قصرة " الواقعة في الجنوب الشرقي من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية ، حيث الأهل والاقارب والخِلان، فقضى فادي شهره الاول بأمان، ولم يلبث شهره الثاني حتى أشتعلت انتفاضة الاقصى المباركة، وأشتعل معها حب فلسطين في قلبه أكثر فأكثر،وسرعان ما بان عليه التأثر, خاصةً بعد سقوط الاطفال الابرياء والشيوخ العزّل.



وفي الثالث والعشرين من تشرين الثاني قرر فادي بصحبة والدتة "ام العبد" الرجوع الى الأراضي الأردنية  بقلب ملؤه الحسرة والالم على ترك فلسطين نازفةً خلفه, ولدى وصولهم جسر الملك حسين(اللنبي) تم ايقافه من قِبل المخابرات الاسرائيلة وتم التحقيق معه سريعاً

وطُرح عليه الكثير من الأسئلة, وكان أبرزها التخلي عن هويته الفلسطينية مقابل اكمال سفرهوبشرط عدم دخوله للأراضي الفلسطينية قطعياً ,فما كان من فادي الا الرفض المطلق بالتخلي عن هويته ووطنه, فخاطب امه قائلاً:"أسبقيني يُما وما تخافي مابطوّل ان شاء الله"
 لكن الأيام طالت والشهور كثرت والسنين تعددت , و فجعت ام العبد وفُطِر قلبها لغياب فلذة كبدها الذي يقضي حكماً بالسجن 18عاما ,ومَنعت السلطات الاسرائيلية ام العبد من زيارة ولدها لمدة قاربت السبعة أعوام بداعي "عدم صلة القرابة" وبعد محاولات ومحاولات جاءت الموافقة الاسرائيلية على الزيارة, فتوجهت الام بقلب مكلوم ,ودمعها من فراق فلذة كبدها مسجوم،لرؤية بطلها الذي غيبه الاحتلال قصراً، والجُرم عشقه المشروع لوطنه السليب.


وجاءت ساعة اللقاء بعد الغياب, لزيارة مدتها لا تتجاوز ال45 دقيقة,فما كان من فادي الا ان يحتضن والدته المفجوعة احتضان الطفل التائه عن أُمه، وانهالت الدموع والقبلات العفويه فكانت ساعة الوقت مسرعة، لم تُسعف فادي ووالدته الحنون على نطق كلمة واحده من ذهول الموقف،فمرت الدقائق واعلن الساعة عن مرور 37 دقيقة, وماكان من السجان الا تذكير فادي وامه انه لم يبتقى من الوقت سوى ثمانِ دقائق.


ومرت السنين ولم يستطع الاحتلال بجبروته من اطفاء شمعة الامل لدى فادي للخروج من هذا السجن المظلم,فنجح في التغلب على سجّانه وتحقيق طموحاته وكسرِ ارادة عدوّه، فتلك السنوات التي مرت عليه داخل المعتقل تكللت بحصوله على درجة البكالوريوس في علم النفس والماجستير في العلوم السياسية من احدى الجامعات الأمريكية، ناهيك انه من أفضل الرسامين على مستوى الوطن العربي, حيث تمكن من خط العديد الرسومات لشخصيات أدبية ووطنية ,واخراجها خارج المعتقل وتوج ذلك باقامة معرض كبير بالتعاون مع أحد الرسامين الكاريكاتوريين خارج المعتقل.

وتقول الخالة ام العبد نقلاً عن ولدها البطل،موتي أقرب من أن أندم يوماً على كل دقيقة ٍقضيتها في زنازين الاحتلال، فهذه الارض المباركة تستحق أن يُبذلَ من أجلها كلُ غالٍ ونفيس، وتُضيف الخالة ام العبد معقبةً على كلام فادي :"مها طال الزمن لا بد يطلع واليهود مارح يضلو في هالبلاد حتى لو قدمت اولادي العشرة فدى للقدس وفلسطين"

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017