نشب خلاف بين الولايات المتحدة والصين وروسيا، الخميس، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن وباء فيروس كورونا، بعد أن حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، المجلس من أنه يخشى الأسوأ إذا تعاملت الدول مع أزمة المناخ بنفس حالة "التفكك والفوضى"، التي تعاملت بها مع أزمة فيروس كورونا.
وقال غوتيريش إن فيروس كورونا خرج عن السيطرة مع اقتراب عدد الوفيات في العالم من مليون، بينما أصيب أكثر من 30 مليونا. وألقى باللوم على "نقص الاستعداد والتعاون والوحدة والتضامن العالمي".
وقال، أمام المجلس المؤلف من 15 عضوا: "الوباء اختبار واضح للتعاون الدولي، اختبار أخفقنا فيه بشكل أساسي".
ووجه كل من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره الصيني وانغ يي انتقادات ضمنية للولايات المتحدة خلال اجتماع المجلس الافتراضي حول الحوكمة العالمية بعد مرض كوفيد-19. وردت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت على الانتقادات بقولها "عار على كل منكما".
وقالت: "أنا مندهشة وأشعر بالاشمئزاز من محتوى مناقشة اليوم.. أعضاء المجلس الذين انتهزوا هذه الفرصة للتركيز على الضغائن السياسية بدلا من القضية الحرجة المطروحة".
ورغم أن لافروف لم يذكر أي دولة بالاسم، فقد أشار إلى أن الوباء أدى إلى تعميق الاختلافات بين الدول.
وقال: "نرى محاولات من جانب دول منفردة لاستغلال الوضع الحالي من أجل المضي قدما بمصالحها الضيقة في الوقت الراهن، من أجل تصفية الحسابات مع حكومة غير مرغوب فيها أو منافسين جيوسياسيين".
ووصلت التوترات المستمرة منذ فترة طويلة بين الولايات المتحدة والصين إلى نقطة الغليان بشأن الوباء، مما يسلط الضوء على محاولة بكين توسيع نفوذها في مجالات عدة في تحد لزعامة واشنطن التقليدية.
ودعا وانغ اليوم الخميس إلى تنسيق وتعاون أفضل بين القوى الكبرى.
وقال إن "الدول الكبرى ملزمة بشكل أكبر بوضع مستقبل البشرية أولا، ونبذ عقلية الحرب الباردة والتحيز الأيديولوجي، والعمل معا بروح الشراكة للتغلب على الصعوبات".
ويواجه الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، يوم الثالث من نوفمبر معركة لإعادة انتخابه في الوقت الذي تشهد فيه الولايات المتحدة أكبر عدد للوفيات والإصابات بفيروس كورونا في العالم. وتتهم واشنطن بكين بانعدام الشفافية التي تقول إنها أدت إلى تفاقم تفشي المرض. وتنفي الصين هذه المزاعم.
وكررت كرافت تلك الاتهامات اليوم الخميس، مرددة دعوة ترمب للمنظمة الدولية لمحاسبة الصين.
وقال وزير الدولة البريطاني لجنوب آسيا والكومنولث اللورد طارق أحمد: "في بعض الأحيان، أثرت الجغرافيا السياسية على التعاون وأعاقت سلاسة تحركاتنا. اختبر الوباء النظام الدولي بشكل لم يسبق له مثيل لكن الآن ليس الوقت المناسب لرفض المؤسسات الدولية".
كما وجه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان انتقادات فيما يبدو للولايات المتحدة، قائلا إنه لا ينبغي استخدام الوباء ذريعة لتقويض "كل العمل الذي قامت به الحركات النسوية للمساواة بين الجنسين على مدى العقود الأخيرة".
نقلاً عن الحدث