الرئيسية / سياسية الخصوصية
تحليل: كيف سيتعامل جو بايدن مع الملف الفلسطيني؟
تاريخ النشر: الخميس 12/11/2020 14:57
تحليل: كيف سيتعامل جو بايدن مع الملف الفلسطيني؟
تحليل: كيف سيتعامل جو بايدن مع الملف الفلسطيني؟

 مع وصول المرشح الديمقراطي جو بايدن إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة إثر تفوقه على المرشح الجمهوري والرئيس الحالي دونالد ترامب؛ يتصاعد الحديث عن واقع القضية الفلسطينية خلال فترة حكمه المقبلة التي ستستمر أربع سنوات.

ويبدو المشهد ضبابياً خلال الفترة الحالية، في ظل التوتر السابق الذي ساد الملف الفلسطيني في عهد ترامب بعد الإجراءات التي اتخذها، وكان من أبرزها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، عدا عن موجة التطبيع التي قادها في المنطقة من أجل تصفية القضية الفلسطينية.

وإضافة إلى ما سبق، فإن ترامب عمل على وقف الدعم المالي المقدم للأونروا وأغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن وأعلن وقف الدعم المالي المقدم لها، ما دفع الأخيرة لقطع العلاقات كلياً مع الإدارة الأمريكية ووقف التنسيق الأمني المشترك معها.
وخلال الانتخابات؛ عول الرئيس الفلسطيني محمود عباس كثيراً على فوز بايدن بسباق الرئاسة، خصوصاً أنه محسوب على الحزب الديمقراطي الذي تبدو مواقفه أقل حدة تجاه الفلسطينيين من الجمهوريين وتحديداً دونالد ترامب الذي قاد موقفاً متشدداً.

ورغم ذلك، فإن مختصين في الشأن السياسي الفلسطيني وأكاديميين يتفقون على أن الاختلاف بين ترامب وبايدن في التعاطي مع هذا الملف سيكون مختلفاً لكن بشكل طفيف، فيما سيعمل الأخير على رفع كل الإجراءات التي اتخذت خلال عهد ترامب.

في السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي، إن فوز بايدن سيؤثر على المشهد الفلسطيني؛ حيث من المتوقع أن يعيد فتح مكتب منظمة التحرير في الولايات المتحدة ويعيد الدعم المالي الذي أوقف عنها في عهد ترامب وهو ما سيمنح السلطة فرصة النزول عن الشجرة.

وأضاف عرابي نزول السلطة عن الشجرة سيساهم في استلامها لأموال المقاصة التي توقفت عن تسلمها منذ شهور، في ظل غياب شبكة أمان عربية توفر بديلاً عن عدم استقبال أموال المقاصة من الاحتلال بفعل الاشتراطات الإسرائيلية.

وتابع قائلاً: "على الصعيد الداخلي يبدو أن التقارب بين فتح وحماس سيتأثر ويتضح أن ما سبق هو مصالحة جبرية وليست ناجمة عن حاجة وطنية، وكل الحديث خلال الفترة الماضية كان منصباً على تجديد الشرعيات لتوفير حماية من أي محاولات خارجية".

وأشار إلى أن صعود بايدن قد يدفع بالسلطة نحو التراجع عن التقارب مع حركة حماس في ظل وجود خلاف واضح حول الانتخابات وموقف حماس المطالِب بانتخابات متزامنة أو أن يتجه الطرفان نحو انتخابات تجديد شرعية المجلس التشريعي وفقط.

وعن اختلاف التعامل بين بايدن وترامب في الشأن الفلسطيني؛ يرى عرابي أن ذلك سيكون قائما وسيعود الحديث عن حل الدولتين وستوضع صفقة القرن في الأدراج، ولكن في ذلك الوقت لن يتراجع عن نقل السفارة الأمريكية لدى الاحتلال إلى القدس، وهناك الكثير من الوقائع لن يتراجع عنها الأمريكان.

أما الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، فيرى أن الاختلاف في بين ترامب وبايدن لن يكون كبيراً خصوصاً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، إذ سيعمل الأخير على إعادة العلاقات مع السلطة وسيفتح مكتبها وسيدعمها مالياً ولكن لن يمارس أي ضغوط على الاحتلال.

وأتبع عبدو "بايدن لن يضغط على الاحتلال لوقف الاستيطان وجوهر الموضوع الفلسطيني هو الأرض التي تسرق يوميا ويغير طابعها الوطني والفلسطيني"، مشيراً إلى أن العبء الأكبر فلسطينياً يتمثل في تسريع مسار الوحدة الفلسطينية.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي عبدو، أن هناك تخوفات جدية للتراجع من قبل السلطة عن التقارب مع حركة حماس، نظراً لانتصار بايدن، معتبراً أن ما جرى خلال الفترة الأخيرة لا يعدو كونه نوعا من أنواع التكتيك السياسي فقط انتظاراً لنتائج الانتخابات الأمريكية.

في السياق، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة إبراهيم أبراش، إن الموقف الأمريكي ثابت وواضح وهو منحاز إلى جنب "إسرائيل" دائماً، إلا أن ما جرى في عهد ترامب كان استفسازياً في دعم "إسرائيل" وتراجع عن تفاهمات سابقة كانت تحت رعاية أمريكية، وما سيحدث الآن هو العودة إلى ما كانت عليه الأمور في عهد باراك أوباما الرئيس الأمريكي الأسبق.

وأضاف أبراش: بايدن لن يغلق الباب تجاه السلطة الفلسطينية، إلا أن هناك بعض الإجراءات لن يتم التراجع عنها مثل نقل السفارة الأمريكية للقدس، فعمليًا ترامب نفذ قرارا سابقا للكونجرس، أما الإجراءات التي اتخذت ضد الفلسطينيين فسيتم التدرج في رفعها، وخلال فترة حكم بايدن الأولى سيكون منشغلاً بالملفات الداخلية.

وفي ما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، علق قائلاً: "المصالحة على مدار سنوات معطلة، وما حصل في الآونة الأخيرة لا يعدو كونه تقاربا اضطرارياً جاء بعد تصاعد الحديث والتلميحات عن تشكيل قيادة فلسطينية خارجية في إشارة إلى محمد دحلان، والطرفان تخوفا من منافس جديد على الساحة، وما جرى لا يزيد عن التكتيك السياسي فقط".

وتوقع أبراش أن يتم تجاوز صفقة القرن؛ حيث كانت مرتبطة بشخصية ترامب وهي غير مرتبطة بالدولة الأمريكية، وبايدن سيحاول بلورة رؤية خاصة له حول التسوية.

أما هاني البسوس أستاذ العلوم السياسية في جامعة السلطان قابوس في مسقط بسلطنة عمان، فرأى أن نقاط الاختلاف بين بايدن وترامب، تتمثل في ما يتعلق بضم 30% من مساحة الضفة والأغوار المقامة عليها مستوطنات إسرائيلية، فموقف بايدن منها يتمثل في أن أي عملية لتأييد ضم الاحتلال لها تتمثل في موافقة فلسطينية مسبقة متمثلة بالسلطة.

ورجح البسوس، أن يتم فتح مكتب المنظمة وإعادة التمويل للسلطة الفلسطينية والأونروا بشكل منفصل خلال الفترة المقبلة، مع العودة إلى طاولة المفاوضات في ظل تلهف الرئيس محمود عباس للعودة بعد فوز بايدن بالرئاسة.

وواصل قائلاً: "موضوع المفاوضات قد يتم البدء به، إلا أنه قد يحتاج إلى وقت، فالإدارة الأمريكية الجديدة تحتاج لوقت لترتيب أولوياتها، فالقضية الفلسطينية لن تكون أولوية في بادئ الأمر، وبدء المفاوضات لا يعني الوصول إلى اتفاق، بل محاولة لاستنزاف الوقت كما حصل على مدار العقود الماضية".

وبشأن العلاقة بين فتح وحماس، علق البسوس قائلاً: "حماس وفتح علاقتهما في الفترة الأخيرة فيها نوع من المجاملات أكثر من كونها من أجل إنهاء الانقسام، وبشكل عملي لم يكن هناك اجتماع جدي للوصول إلى اتفاق حقيقي، وما بعد لقاء اسطنبول لم يكن هناك اتفاق حقيقي وأبو مازن أجل أي تحركات لما بعد الانتخابات الأمريكية، ونجاح بايدن سيعيد السلطة لطاولة المفاوضات".

واستبعد البسوس أن تتم المصالحة في هذا الوقت، فالولايات المتحدة وإدارة بايدن الجديدة لن توافق على استئنافها إذا كانت حماس جزءا من السلطة والمنظومة السياسية في فلسطين.

نقلاً عن شبكة القدس الإخبارية 


تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017