نابلس
يصدر قريبا عن الباحث والكاتب الفلسطيني الأستاذ الدكتور سعيد عبدالله جبريل البيشاوي كتابه الجديد بيت دجن اليافية "تاريخاً وحضارة" ، وقام بتقديم الكتاب أ.د.تيسير يونس محمود جبارة .
وقد رتب البيشاوي مادته العلمية كم بطريقة منهجية متكاملة ، فقد قسم مادة كتابه إلى مقدمة وسبعة فصول وخاتمة، ومجموعة من الملاحق تتضمن صوراً لشخصيات دجنية اعتبارية لعبت دوراً فاعلاً في تاريخ فلسطين بعامة وبيت دجن بخاصة. كما ذيل البحث بقائمة من الملاحق والمصادر والمراجع التي اعتمد عليها في كتابه.
واحتوى الفصل الأول بيت دجن عبر التاريخ معطيات عن موقع بلدة بيت دجن وحدودها ومساحتها وأصل التسمية والمناخ والتربة ومصادر المياه، واهم المزروعات والبلدة في التاريخ القديم والعصر الإسلامي وعصر الحروب الصليبية، واهم المزروعات والعهد العثماني والانتداب الإنجليزي، وهجرة أهالي البلدة من بلدتهم واحتلال الصهاينة للبلدة والعمل على تدميرها,
اما الفصل الثاني فتناول الحياة الاجتماعية في بيت دجن من حيث اصل السكان والدين واللغة وعائلات القرية وحاراتها والعادات والتقاليد والاعياد والمواسم والمناسبات واشهر الماكولات والازياء الدجنية والألعاب والحكايات الشعبية، والأوضاع العمرانية في البلدة,
واحتوى الفصل الثالث الحياة الاقتصادية في بيت دجن من حيث الزراعة وتقسيمات الأرض والأساليب الزراعية القديمة وضريبة واهم المحاصيل والمزروعات والثروة الحيوانية والتجارة واثارها الإيجابية والسلبية على الحياة الاقتصادية.
وتتضمن الفصل الرابع تأسيس نادي الشباب العربي و وإنشاء الفرق الرياضية والكشفية وأعضاء فريق كرة القدم وأعضاء الفرق الكشفية. اما الفصل الخامس فتطرق للحياة السياسية في بيت دجن قبيل نكبة عام1948 وتشكيل الأحزاب السياسية في بيت دجن وفرقة النجادة والفتوة
واحتوى الفصل السادس جهاد أهالي بيت دجن ونضالهم ضد الانتداب والصهيونية وبدايات الجهاد والنضال.
واعتبر جبارة ان الكتاب مصدر جيد يضاف إلى المكتبة الفلسطينية بخاصة والعربية بعامة ، ولا بد هنا من دعوة جميع الباحثين للتصدي لدراسة القرى الفلسطينية المدمرة، وغير المدمرة حتى يصبح لدينا مكتبة ضخمة تغطي تاريخ فلسطين وقراها ومدنها ,
وقال الكتاب يعد مصدراً هاماً يضيف إلى المكتبة العربية بعامة والفلسطينية بخاصة معلومات هي أحوج ما تكون إليه. وهو أيضا يحفز أبناء القرى والمدن الأخرى المدمرة إلى التأليف عن قراهم وإلى تخليد تلك القرى.
واوضح جبارة ان الدكتور سعيد عبدالله جبريل البيشاوي أصر على إنجاز كتابه عن قريته بعد أكثر من ثلاثين عاماً من البحث والجمع والتنقيب والتمحيص. ولعل كتابه هذا يشفي غليل صدور أهالي القرية ، ويحفز الباحثين من أبناء البلدات الفلسطينية الأخرى التي تعرضت للمصير نفسه أن يخلدوا بلداتهم، بالتأليف عنها قبل أن يندثر الجيل الذي عاصر النكبة واكتوى بنارها .
وتقدم الدكتور البيشاوي بالشكر التقدير إلى الأستاذ الدكتور تيسير يونس جبارة الذي تفضل بتقديم هذا الكتاب إلى القراء ، كما شكر اللواء محمود أحمد الناطور الذي زوده ببعض المعلومات والوثائق والصور التي أسهمت في إثراء معلومات الكتاب، وكان لتشجيعه المستمر أثر في خروج الكتاب إلى النور بالرغم من المدة الزمنية الطويلة التي استغرقها وضعه.
ونوه الى ان اللواء محمود الناطور كان له دور بارز في إلقاء الضوء على بيت دجن من خلال النشرة التي وضعها على صفحة مركز الناطور للدراسات والأبحاث.
وقال جبارة في مقدمته ان المكتبة العربية بصفة عامة، والمكتبة الفلسطينية بصفة خاصة، تعاني من نقص حاد في الكتب والأبحاث التي تتحدث عن القرى الفلسطينية ؛التي دمرتها القوات الصهيونية لتمحو تاريخ فلسطين وتغير معالمها، ولكنها رغم ذلك مازالت خالدة في ذاكرة أصحابها، فبالرغم من لجوء أهالي بعض القرى إلى الدول العربية المجاورة وغير العربية إلا أن أبناءهم الذين لم يكحلوا عيونهم بتراب بلادهم ما زالوا يحتفظون بتاريخهم وذكريات آبائهم وأجدادهم ويتمسكون بكل ما يربطهم بتلك البلاد كالمفتاح الكبير و الحصيرة ، والمنجل ، والثوب الفلسطيني ،بل هم أبعد من ذلك ، مازالوا متمسكين بلهجات أهلهم وآبائهم وأجدادهم وهم بذلك يتحدَون المقولة الصهيونية التي أعلنها دافيد بن غوريون حين قال:" يموت الآباء وينسى الأبناء".
تقع قرية بيت دجن في سهل فسيح يجاور مدينة يافا، وكانت تشتهر بزراعة الحمضيات ، والخضروات ، وشتى أنواع الفاكهة. وكان سكان القرية يمارسون نشاطاتهم اليومية بحرية ودون خوف أو وجل ، إلا أنهم تعرضوا إلى ما تعرض له أهل القرى والمدن الفلسطينية الأخرى، من تهجير وتشتيت تحت وطأة الإرهاب والقتل من الصهاينة المحتلين، اثر نكبة عام 1367هـ/1948م، فقد غادر السكان أرضهم وتركوا بيوتهم وأملاكهم نهباً للمحتلين، وقد طال إنتظارهم الذي ما زال قائماً أكثر من سبعة وستين عاماً.
وأشار جبارة ان قرية بيت دجن التي كانت وادعة وهادئة تعاني التهجير والتشتيت ، وتحولت إلى مناطق مختلفة سواء في الضفة الغربية أو غزة، أو خارج فلسطين إلى الأردن وسوريا ولبنان والعراق . ومع ذلك ورغم الظروف القاسية التي تعرض لها أولئك السكان شأنهم في ذلك شأن باقي سكان القرى والمدن الفلسطينية الأخرى ، نجحوا في مجالات الحياة الأخرى كالتعليم والتجارة والإدارة والسياسة وغيرها.