الرئيسية / ثقافة وأدب
اللغة العربية في قلب الدولة العثمانية (إضاءات)
تاريخ النشر: الخميس 28/01/2021 10:06
اللغة العربية في قلب الدولة العثمانية (إضاءات)
اللغة العربية في قلب الدولة العثمانية (إضاءات)

 -تأثر العثمانيون باللغة العربية ليس في المصطلحات الخاصة بالدين فحسب، وإنما تعدى هذا إلى كثير من المصطلحات الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.

-بدأ اهتمام العثمانيين باللغة العربية منذ عهد المؤسس الأول عثمان بن أرطغرل، وقد أثْرَت تربيته على القرآن الكريم اهتمامه بالعربية
-في عهد أورخان بن عثمان، تم إقرار التدريس لعدد كبير من كتب التراث بالعربية، إضافة لكتب النحو والصرف.
-كل أمير وسلطان عثماني كان يجيد اللغة العربية، تعلم ودرس بها، واتخذها وسيلة لتعلم الدراسات الإسلامة المنصوص عليها في نظام تربية الأمراء في القصر العثماني.
-العثمانيون لم يستخدموا اللغة التركية رسميا إلا في الدوائر الإدارية والأوساط الحكومية، في حين لم يدرسوها للشعوب العربية ولم يجبروهم عليها.
-عدد المخطوطات العربية في المكتبات التركية حوالي 300 ألف مخطوط، وفي المكتبة السليمانية وحدها ما يقدر بحوالي 200 ألف مخطوط عربي.
-العثمانيون لم ينغلقوا في دائرة القومية التركية، ونظروا لأنفسهم على أنهم حملة الإسلام وقادة العالم الإسلامي، وفكرتهم المركزية لم تكن سوى الإسلام، ولم يعملوا على نزع سمات الشخصية العربية.

لما كانت اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، فقد أصبحت هي لغة الحضارة الإسلامية، ومن ثَمّ حظيت باهتمام كبير من قبل العثمانيين رغم أنها ليست لغتهم الأصلية.

لقد كان تأثر الدولة العثمانية باللغة العربية واضحا، ليس في المصطلحات الخاصة بالدين من عقائد وعبادات ومعاملات فحسب، وإنما تعدى هذا التأثر إلى كثير من المصطلحات الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.

في الدراسة التي كُلّف بها الدكتور سهيل صابان من قِبل جامعة الإمام محمد بن سعود بعنوان "معجم الألفاظ العربية في اللغة التركية"، ذكر المؤلف عددا لا حصر له من الألفاظ المشتركة بين اللغتين: العربية والتركية.

ورغم استبعاد المؤلف، للألفاظ العربية في اللغة العثمانية القديمة، إلا أنه أشار لكثرتها، وقال للتدليل على أثر اللغة العربية في التاريخ العثماني: "لا أقل دلالة على ذلك من اختيار الحروف العربية أداة للتعبير الكتابي بعد إسلام الشعب التركي واستمراره على ذلك طيلة العهد العثماني".

بدأ اهتمام العثمانيين باللغة العربية منذ عهد المؤسس الأول عثمان بن أرطغرل، وقد أثْرَت تربيته على القرآن الكريم اهتمامه باللغة العربية، وبدأت الترجمة الحقيقية لاهتمام العثمانيين بالعربية في عهد أورخان بن عثمان، والذي أخرج التعليم من حيز المسجد إلى المدرسة.

وأنشأ أورخان مدرسة إزمير، وفيها تم إقرار التدريس لعدد كبير من كتب التراث بالعربية، إضافة لكتب تدريس النحو والصرف، كألفية ابن مالك، والعوامل للجرجاني، وقطر الندى لابن هشام، وأساس التصريف للفناري، ومرح الأرواح لأحمد بن علي بن مسعود، وغيرها من كتب اللغة العربية.

احتلت الأسماء العثمانية مكانة كبيرة مشهود لها في مجالات الثقافة الإسلامية المكتوبة باللغة العربية، ومن أبرز هؤلاء العثمانيين الذين بلغت شهرتهم الآفاق "كاتب جلبي"، الذي اشتهر باسم "حاجي خليفة"، صاحب الكتاب الشهير "كشف الظنون"، والذي يعد من الكتب الببليوغرافية ذات المكانة في الدراسات الإسلامية والعربية.

والببليوغرافيا هي علم يشبه إعداد سجل علمي للإنتاج الفكري المكتوب سواء كان مخطوطا أو مطبوعا.

يقول المؤرخ محمد حرب عن هذا الكتاب "اجتمع فيه من أسماء الكتب 14500 كتاب ومن المؤلفين 9500 مؤلف، وتناول فيه نحوا من 300 فن أو علم، وحوى عيون المصادر في الفكر الإسلامي مما صنفه أصحابه باللغة العربية".

ومما يدل على عظم أثر اللغة العربية لدى الكُتاب العثمانيين، كتاب "الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية"، والكتاب رغم شهرته، إلا أن الكثيرين يعتقدون أن مؤلفه عربي.

لكن الحقيقة صاحب الكتاب هو عصام الدين طاشكبري زاده (1495- 1561م)، المؤرخ ذو الأصول التركية، وألف الكتاب باللغة العربية، وتُرجم في عهده والعهود التي تلته إلى اللغة التركية.

ويقول محقق الكتاب الدكتور أحمد صبحي فرات عن محتواه: "وهذا ما يظهر لنا قوة نمو وتطور العلوم الإسلامية باللغة العربية على الساحة العثمانية من القرن الثالث عشر الميلادي إلى القرن التاسع عشر الميلادي".

في عصر السلطان سليم الأول كان للعثمانيين اهتمامات قوية باللغة العربية، ومن دلائلها شخصية موسوعية عُرفت ببذل الجهود الضخمة في مجال اللغة العربية رغم أنه من الأتراك، وهو ابن كمال باشا، حتى أن الدكتور ناصر سعد الرشيد المدير السابق لمركز البحث العلمي وإحياء التراث بجامعة الملك عبد العزيز، صنف دراسة عن جهود ابن كمال اللغوية.

 

 

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017